العودة الى الصفحة السابقة
أَنَا هُوَ ٱلْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعىً (يوحنا 10: 9)

أَنَا هُوَ ٱلْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعىً (يوحنا 10: 9)


لئن دخلت بيت أبيك، فإنك لا تنفذ إليه من الشباك. ولا تثقب الحائط، بل تعبر من الباب عبوراً. وإن أردت الدخول إلى السماء، فعليك أن تعرف الباب الحق، إن كان مقفلاً أو مفتوحاً. فالطرق عديدة إلى السماء، وكثير من الناس يدعون معرفة الصراط المستقيم إلى الله تعالى. ولكنهم بالحقيقة، لا يعرفون الباب المؤدي إلى قدس الأقداس. وأما يسوع فيقول: أنا هو الباب.

كل من يدخل إلى بيت محترم ينظف قدميه أولاً، قبل الدخول. وأحياناً نشاهد بعض الداخلين إلى معابدهم يخلعون أحذيتهم. فسائل نفسك: أضميرك طاهر لتستحق القدوم إلى الله؟ فإن تنظيف القلب لهو أهم من تنظيف الرجلين! ومن يرد اليوم ركوب طيارة فعليه أن يمر من باب التفتيش، حيث تكشف الأشعة الكهربائية إن كان في حوزته أسلحة سرية مخبأة تحت لباسه. هكذا الذي يريد أن يدخل إلى السماء، فعليه أن يمر من المسيح، لتكشف أشعة قداسته كل خطايانا الآثمة. فالمسيح هو الباب الكاشف لخطاياك. وأخطاؤك أكثر مما تعلم. وذكرى أعمالك السيئة تحملها في نفسك. وأما نواياك فهي غير عادية أيضاً. ولكن المسيح هو الباب الضيق. فقبل دخولك السماء، عليك بإلقاء كل همومك وذنوبك لتتقدم إلى الله خالياً. فبدون الاعتراف بخطاياك لن تدخل السماء البتة.

إنما المسيح لا يكشفك فقط، بل هو بنفس الوقت الباب المطهر لصميمك. ففي العواصم تجد اليوم أماكن لغسل السيارات أوتوماتيكياً. فتدخل السيارات بالتتابع في طريقة التنظيف، فإذا بآلة حديدية ترشها بمنظف كيماوي، وبرش صابون وماء. وبعدئذ تدور خمسة فراش ضخمة تمسحها وتنظفها. ثم يفيض ماء صاف على السيارة أثناء انتقالها بتتابع مراحل التنظيف. وأخيراً إذا بريح ناشفة ساخنة تهب عليها فتخرج من باب التنظيف متألقة كيوم صنعها الأول.

وبصورة أعظم، فإن المسيح هو الباب الذي من يدخل منه لا يموت، بل يتطهر وبتقدس. ويخرج نظيفاً مقبولاً للسماء. ادخل فيه، تختبر تطهير ضميرك وتجديد ذهنك. وتكون خليقة جديدة، مقبولة عند الله.

كيف تقدر أن تدخل إلى المسيح؟ ليس بدفع اشتراك كما للدخول إلى الجمعيات الدنيوية. ولا يستطيع إنسان أن يدخل بآخر، لأننا مواد. فالدخول في المسيح هو أمر روحي معناه الاتحاد به. فمن يقترب منه ويدرسه مصلياً، يعرف محبته الكبرى، ويثق به أكثر فأكثر. وفجأة تنفتح عيناك فترى الباب المؤدي إلى السماء مفتوحاً على مصراعيه. فلم يرفضك المسيح لأجل خطاياك بل يطهرك، ويقدس ضميرك. وهذا المخلص يمنحك روحه القدوس، وقوته السماوية تغير عقلك وجوهرك. وهكذا تستحق الاقتراب من الله. فالإيمان بالمسيح يخلصك من الدينونة والهلاك، ويؤهلك للدخول إلى بيت الله.

ماذا نجد بهذا الباب العجيب ووراءه؟ إن الله محبة ويشبه أباً له قصر عظيم. وأحباؤه يحيطون به ويحمدونه لأن محبته ورحمته حلت في الجميع. فمن يدخل إلى الله بالمسيح اليوم، يتغير من الأنانية إلى اللطف والرأفة. والسماء لا تبتدئ بعد الموت بل اليوم. فمن يدخل بالمسيح مؤمناً يثبت في شركة رعوية الله، ويجد في راعيه الصالح غنى عظيماً من الحكمة والمعرفة والمحبة والبركة والوداعة والخدمة والفرح والسلام. إن قلبك يشتاق إلى الروح القدس. أنت محتاج إلى مرعى الله، وإلا فقلبك يموت جوعاً. اقرأ الإنجيل يومياً وكل كلمة الله بشهية. املأ نفسك بأوامره، واصغ إلى وعوده المهمة. آمن بأمانته الغير المتغيرة، واحفظ تعزيات الله غيباً. فتتقوى بروحك ونفسك وجسدك.

وأتباع المسيح لا يرعون أنفسهم فقط، ويخلدون للراحة السماوية بأنانية، بل ينظرون فيرون أن باب السماء ليس فقط مفتوحاً للدخول بل للخروج أيضا. فيفكرون بالضالين الكثيرين، الذين لا يرون المسيح الباب المفتوح رغم وجود أعينهم المفتوحة. فينطلق أولئك المؤمنون مدفوعين بالرحمة الموهوبة لهم، ويخرجون إلى عالم البغضاء والهلاك، جارين المستعدين بصبر ومحبة إلى المسيح، ليدخلوا معهم من الباب إلى الداخل، فيدركون جميعاً الله الحنان أباهم.

أيها الأخ العزيز، نؤكد لك أن الباب المؤدي إلى الله مفتوح لأجلك. فتعال إلى المسيح، متكلاً على محبتك. وهو لا يرفضك، بل يطهرك من كل سيئاتك، ويمنحك قوة الله للحياة الأبدية. وهذا ما اختبره أخ مؤمن في حياته، فكتب فوق عتبة باب بيته هذا الشعر الجميل الذي يستحق أن نحفظه غيباً:

Table 1. 

يا داخلاً وخارجاً من بابناكن ذاكراً ما دمت في هذي الحياة    
إن المسيح ربنا باب السماليس من باب سواه للخطاة    

وإن كان عندك أسئلة أكثر حول خلاص نفسك ودخولك إلى المساء، فنحن مستعدون أن نرسل لك من مطبوعاتنا مجاناً ما يوافقك إن كتبت إلينا.