العودة الى الصفحة السابقة
خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ (تكوين 1: 27)

خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ (تكوين 1: 27)


أتؤمن بالخالق وقدرته الشاملة أم تؤمن بتعاليم بشرية، تقول إن الإنسان تطور من لزوجة عبر القرون متدرجاً إلى أن وصل إلى هيكل القرد ومنه إلى صورتنا الحالية؟! حقاً إن العلماء أنفسهم يختصمون اليوم ويتبارون بهذه الترهات!

أما نحن فنعترف بسرور بإيماننا بالخالق، الذي أوجد الكل من العدم، بواسطة كلمته المقدسة. لا نعلم كيف خلق الكل، الأرض والنبات والحيوانات والإنسان، ولكن نسجد له، لأنه هو جبلنا وليست المصادفة هي التي أوجدتنا.

إن إرادة الخالق وروحه القدوس، مصدر كوننا. ومسرته أعطت الإنسان مركزه الأعلى بين كل المخلوقات. لم تبعده خطية عن حب خالقه. ومجد ربه انعكس في وجهه، فكان الإنسان على صورة الله في الجمال والقداسة. وكان مملوءاً بالمحبّة، التي جعلته على صورة الله كشبهه.

متى تسجد لأبيك السماوي، لأنه خلقك من البداية في أحسن تقويم؟ أنت مدعو لتظهر صورة الله جلياً في مجتمعك. هذا هو هدف الله لكل تربية البشر.

ولكن الإنسان استكبر، وأراد الاستقلال، ولم يثبت في التواضع، ولم يحفظ علاقته بالخالق. فاتضحت أنانيته بسوء استعمال الحرية الموهوبة له، كحصة في شرفه. وهكذا أفسدت محبة الذات، صورة الله في الأنام، لأن الله محبة، ومن لا يثبت في المحبة يبتعد عن الله مصدره، ويموت.

الحمد لله، أتى المسيح إلى عالمنا الخرب، في هيئة إنسان، ليعيد مرة أخرى للبشر صورة الله المفقودة. لقد حل فيه ملء اللاهوت جسدياً. هو صورة الله ورسم جوهره. فمن رآه يرى الآب. كان مجده مستتراً أمام الكافرين به، ولكنه أعلن للمؤمنين جلاله، ومحبته، وسلطانه، وعفته. فمن يعرف المسيح يسجد ويتهلل له، لأنه أعاد صورة الله إلى البشر الفاسدين.

لقد غلب المسيح خطايانا في جسده، وأحب أعداءه، ولم يستكبر البتة، بل بقي متواضعاً. فكان حمل الله القدوس، رافع خطية العالم. وسحق بموته كبرياءنا، وغفر خطايانا، وأوجد حقاً جديداً لنا، للحصول على صورة الله في حياتنا.

ليس إنسان مستحقاً وقادراً أن يعكس محبة الله وحقه، ويمثل القدوس أو يدركه. ولكن حيث يحل الروح القدس، بنعمة المسيح، في إنسان فهناك تتجدد صورة الله فيه، ويحمل جوهره في نفسه، ويعظم الله كأبيه.

دم المسيح يبررنا، وروحه يقدسنا. وعند مجيئه الثاني سيظهر لنا ما استتر اليوم، وهو إننا أولاد الله. فللمسيحيين أعين فرحة، حتى في الضيق، لأنهم مصالحون مع الله. وسلام الأزلي يسكن فيهم. فيحملون أحمال دنيانا بصبر وتأني. وفرح المسيح يفيض منهم، كينبوع في البرية. وأجسادهم تتقدس، ليس بقوتهم الذاتية، بل بالروح القدس، وينمون معاً، هيكلاً مقدساً لله، في الروح.

كتب شاب مغربي: رأيت المسيح في أوجه خدامه. فهل يرى الناس في حياتك صورة المسيح ورحمة أبيك معلنة؟ هل تثبت بعد في الخطية، أو في مجد الله المستتر؟ امتحن نفسك، كيف أنت مع الله؟ قصد القدوس أن يصيّرك إلى صورته، لئلا تبقى بعيداً عنه، بل تقترب إليه، بدم المسيح، وروحه القدوس، وتثبت في أسرته السماوية. هل أدركت الله كأبيك القدوس، وتثبت في أسرته السماوية. هل أدركت الله كأبيك السماوي؟ اسجد له، لأنه لا يخجل أو يستحي أن يدعوك ابناً له. لأن المسيح تواضع وأصبح أخاك.

لكل سؤال جواب

إن كان عندك سؤال حول الإيمان أو عن خلاص نفسك فاكتبه بصراحة وابعث به إلينا ونحن نجاوبك مباشرة بإخلاص وأمانة.