العودة الى الصفحة السابقة
مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ (1بطرس 1: 3)

مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ (1بطرس 1: 3)


يهاجمنا الموت من كل مرصد. ويردينا واحداً بعد آخر بلا مهرب. وإذا مات أحد أفراد العشيرة، حل أو قصّ النساء شعرهن، وعبس الرجال عبوساً شديداً. أليس لنا رجاء يغلب الحزن العميق؟ ألا تعرف مسرّة الله، التي تبطل كل ضيق وزعل وتبرم؟

كل إنسان بعيد عن الله، يعيش بدون رجاء، ويكون خالياً من التعزية والتحمل، حتى وإن كان غنياً أو شاباً أو موهوبا. ولكن الذي يعرف الله يعلم، أن حياتنا الدنيوية ليست إلا ممراً واستعداداً لكينونتنا الأبدية في الآخرة. فعلينا جميعاً أن نموت، لأننا كلنا خاطئون.

أما رجاؤنا الحي فيبتدئ بالكلمة الفريدة العظيمة: «الله» طوبى لك، إن عرفت ربك. فدراستك لعظمته أهم لك من كل العلوم والاختراعات التكنيكية المتلألئة، لأن الله مستعد أن يهبك حياته الأبدية.

هل أدركت إله المحبة، الرحمن الحق؟ إنه يعرفك شخصياً ويخاطبك بالقول «إني أنا أحبك». وقد أعلن لنا المسيح أعماق الله، ووضح لنا جودته وقداسته بأجلى بيان، لأنه في المولود من الروح القدس يسكن ملء اللاهوت جسدياً. فمن رأى الابن، رأى الآب. وليس إنسان يقدر أن يدرك الله حقاً، إلا بالمسيح، وكل الأديان، تخاف الله، رب العالمين، كديان جبار ومنتقم، ساحق الخطاة في نار جهنم. أما نحن، فندعوه باطمئنان «أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متّى 6: 9). لأن خالق الكون قد تبنانا وجعلنا أولاداً له، ورحمنا. ليس لصلاحنا بل لأن المسيح فدانا.

فأبوة الله هي أساس رجائنا الحي

تعال إلى الله أبيك، فيلدك ثانية. ربما تسأل كيف يتم هذا؟ اعترف أمام الله بكل خطاياك الذميمة. وآمن بغفرانها النهائي، بواسطة المسيح الذي مات عوضاً عنك، في دينونة الديان القدوس. هكذا تتبرر بالنعمة مجاناً. وإن آمنت بذبيحة المسيح، ووضعت نفسك تحت قوة دمه المطهر، فعندئذ تنال روح قدس الله.

هل أدركت ما يعزم الله أن يمنحك؟ إنه يشاء أن يسكب روحه القدس في نفسك. وأنت شقي مسكين، لتصبح إنساناً جديداً طاهراً عائشاً إلى الأبد. تعال إلى ربك وادرس سيرة يسوع، لتنال منه حق التبني، والحياة الأبدية في الولادة الثانية. وهذا الرجاء لا يخيب بل يتقوى إن نظرت إلى المقام من بين الأموات. كل الناس مائتون ومتفتتون في القبر لا محالة. وليس فيلسوف ولا مؤسس دين أو شاعر، قد قام من بين الأموات. إلا يسوع المسيح ابن الله الحي الرؤوف. هو الحياة، في ذاته ونفسه، لأنه عاش بلا خطية فلم يجد الموت حقاً ولا سلطة عليه، وأشبه جسده بعد القيامة نوراً نافذاً. فاخترق الجدران، بلا صوت، ونفذ من الصخر الأصم. وبنفس الوقت كان جسده الجديد ملموساً ومكشوفاً وصوته مسموعاً. فلقد قام المسيح من بين الأموات، حقاً قام. وهو إله حق. من إله حق. وإنسان حق. من إنسان حق.

فالمسيح الحي هو كفالة رجائنا العتيد

ولعلك قائل ماذا ينفعني انتصار المسيح على الموت. وأنا أموت وأقبر؟ ألم تدرك قول المسيح: «مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ (الأبدية)، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ (الأبدية)» (1يوحنا 5: 12). فالمسيح يطهر من يحبه ويحفظه إلى الأبد.

وكما أن المسيح جالس الآن عن يمين الآب، ومجده يبهر أكثر من الشمس، وبهاؤه ألمع من الملائكة، هكذا يؤكد لك الإنجيل أنه سيظهر في مجيئه الثاني. عندئذ يحصل أتباعه المخلصين على جسد جديد، محاكياً لجسد المسيح بعد القيامة، ظاهراً في مجد الله، أبينا السماوي. فتجديدنا لا يتم اليوم، بل في مجيء المسيح.

فالروح القدس الساكن في المؤمن هو قوة رجائنا المجيد.

هل تنتظر مجيء المسيح ثانية؟ فإن هدف التاريخ هذا سيحقق رجاءنا لأننا سنراه كما هو. وسيسكن الله بيننا، ويمسح الدموع من أعيننا، ويقدسنا إلى التمام. حسب كلمته: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» (1بطرس 1: 16).

تعال إلى مخلصك يسوع اشترك بتاسبيح المفديين وحمد الملايين الذين يسبحون الله قائلين: «أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ» (متّى 6: 9). فحمدنا دائم إلى الأبد.

وإن أردت الحصول على حياة الله الأبدية فنرسل لك الإنجيل المقدس الشريف مع التفسير مجاناً لتحصل على قوة الله بواسطة تأملاتك المؤقتة.