العودة الى الصفحة السابقة
اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ (متّى 1: 21)

اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ (متّى 1: 21)


هذا الاسم الفريد الذي تتهلل له السماء وترتجف منه جهنم، يعطيك تعزية قوية، ويؤكد لك أن المسيح هو مخلص العالم. لأن اسمه يعني، أن الله يعين ويخلص.

فعندما بشر الملاك جبرائيل مريم العذراء، قال لها: «لا تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اٰللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ، لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (لوقا 1: 30 و31، متّى 1: 21). ومن الجدير بالذكر أن الملاك لم يقل، إنه يخلص شعبه من الاستعمار الروماني آنذاك، وإنما قال: «يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». فالمسيح يسوع هو المخلص الوحيد الذي يخلص من عبودية الخطية، وسلطتها الدنسة، وقصاصها الهائل. لأن الإنسان ما دام تحت سلطة الخطية، فهو بعيد عن الله وتحت دينونته.

ومَن مِن البشر بلا خطية؟ «الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ» (رومية 3: 12). فيسوع رب الخلاص يهمه خلاص النفوس أولاً. لأن خلاص النفس أهم من أي شيء آخر؟ اليهود اهتموا بخلاصهم من سلطان الرومان، فعثروا ورفضوا المسيح وخلاصه العجيب «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يوحنا 1: 11).

كان من الطبيعي أن يبدأ يسوع خدمته بين خاصته، لأن العالم كان وثنياً، وأما هم فقد عرفوا الله بواسطة إعلاناته بالأنبياء. ولكن لما أنكروا المسيح وقتلوه، انفتح خلاصه لكل البشر، وأبان الله محبته لجميع الناس.

فمن يؤمن بيسوع المخلص يصبح من شعبه الروحي، ويختبر خلاصه، لأنه يقبل كل من يلتجئ إليه وصوته الحنون ينادي: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28). فتعال إلى الرب يسوع بكل خطاياك، صغيرة كانت أم كبيرة. تعال إليه بكل مشاكلك وهمومك، وضعها أمامه وهو يريحك منها.

اسمه يسوع لأنه وحده يخلص بسلطانه المطلق، دون تدخل أحد. فهو البار والقدوس الحق، بلا عيب ولا خطية. جميع البشر أخطأوا. ولا يمكن لخاطئ، أن يحل خاطئاً آخر من خطاياه، إذ هو يحتاج إلى من يخلصه. لذلك تشهد كلمة الله: «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال 4: 12).

يسوع يخلّص لأنه قام بالعمل الفدائي. فكفّر عن خطايانا. «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة» (يوحنا 3: 16). فيسوع أخذ مكانك في الموت والقصاص أمام الله.

اقبل هذا البديل، الذي مات عنك على الصليب، وتقبل موته، وسفك دمه عنك. إنه هكذا يصالحك مع الله الآب، ويؤكد لك غفران الخطايا، والنجاة من قصاصها الهائل. اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم.

شكراً لله لأجل هذه الكلمة «يخلّص»، التي تشير إلى الوقت الحاضر والمستقبل. فيسوع دوماً حاضر، لأنه قال: «تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ» (يوحنا 5: 25).

عزيزي القارئ،

تأكد أن يسوع يناديك الآن، وليس غداً. إنه يكلم ضميرك وقلبك ويقول: «تعال الآن فتحيا». وإن تقابلت مع يسوع، يخلصك تماماً ويجعلك من خاصته، ويعطيك الحياة الأبدية. اسمع نداءه القائل: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ» (يوحنا 5: 24). هذا هو قصد الله في اسم يسوع، أن يخلصك، ويحييك، ويقدسك، إن آمنت به وبنيت حياتك ومستقبلك على الاسم الفريد.

اقرأ الكتاب المقدس يومياً

إن أردت التعمق أكثر بمعنى اسم يسوع وقوته، فنحن على استعداد لنرسل لك تفاسير للكتاب المقدس.

لكل سؤال جواب

إن كان عندك سؤال حول الإيمان أو عن خلاص نفسك، فاكتبه بصراحة، وابعث به إلينا. ونحن نجاوبك مباشرة بإخلاص وأمانة.