العودة الى الصفحة السابقة
اتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ (2تيموثاوس 2: 22)

اتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ (2تيموثاوس 2: 22)


كثير من الناس يتبعون مذاهب وأحزاباً أو زعماء، كغنم بلا تفكير. ومن يتجول ليلاً في إحدى المدن، يرى شباباً يخرجون من دور السينما أفواجاً، وقد ملأوا شعورهم الباطني بأكاذيب مصانع الأحلام، نظير الذين يشخصون مسحورين إلى شاشة التلفزيون، فاقدين قدرتهم على التفكير والدافع الخاص. وللأسف، فإنّ كل هذه الدعايات والآمال والكلمات المهيجة تزول كبخار في الهواء لأنها سراب فان وعابر، وأحياناً تكون مبنية على شهوات وخداع وظلم.

فندعوك اليوم إلى أسمى أهداف البشرية: الله. ونقترح عليك أن تطلب ربك، فتحيا. هل تحب خالقك؟ هل تفكر فيه؟ هل أصبح محور مقاصدك وأمنياتك؟ كلنا مشرفون اليوم على خطر فقدان إيماننا بالله الحي، لأن المدنية والتكنيك والأفلام تصور أمامنا سراباً لفردوس دنيوي، ليس الله حاضراً فيه. فلا يغرنكم أحد. فإن كل آمال البشر خداع للنفس، لأن البشر أنانيون وتخرج منهم البغضاء والكراهية والحروب. وكل هذه تبعد السلام والمحبة. ارجع إلى ربك فيشفيك. فإننا لا نحتاج إلى إنشاء دول جديدة، ولا إلى أنظمة اقتصادية أفضل، بل حاجتنا الملحة هي إيجاد الإنسان الجديد الصالح. والخالق الحنون وحده قادر أن يخلصنا من خبثنا، ويريد انسكاب محبته في قلوبنا، فنتحرّر من دعارتنا وبغضتنا وتشاؤمنا، ونثبت في الحق والبر والمحبة التي يخرج منها الفرح والسلام.

كل الفضائل الإلهية هذه، قد تجسدت في يسوع المسيح، لأن هذا الإنسان الفريد مولود من روح الله. وقد علمنا سلوكه كيف نستطيع أن نرضي الرب. لم يعش لنفسه بل خدم كل الناس. وفتح أعين العمي وشفى البرص لامساً جلدهم المريض. ومنح السمع للطرش. وطرد الأرواح النجسة من الملبوسين فتعقلوا وسبحوا الله. والمسيح أقام الأموات حقاً، فأثبت أنه قادر على كل شيء.

وقد عرف الضرر الأكبر في البشر، وهو القلوب الشريرة. فلهذا يدعونا إلى التغيير الجذري في أفكارنا، ورجوعنا إلى الله. نحن لا نقدر أن نصلح أنفسنا بأنفسنا، لأن غضب الله معلن على أعمالنا الشريرة المعروفة عنده. إنك مذنب، وتستحق الموت المباشر، والهلاك في الدينونة الأخيرة.

ولأجل خلاصنا من غضب الله رفع المسيح في لطفه الكبير خطايانا، ومات عوضاً عنا، على خشبة العار. وبهذه النيابة أتم الامتياز، المعطى من الله للبشر، إن موت الذبيح يكفر عن خطايا الخاطئ. فأصبح المسيح حمل الله، رافعاً خطية العالم. وقبل الرب القدوس هذه الذبيحة الفريدة، وصالح العالم لنفسه، وبرر المؤمنين بالذبيح يسوع، وأقام حبيبه الناصري من الموت، ورفعه إلى يمينه في مجد عظيم. واليوم يحيا المسيح ويملك مع أبيه والروح القدس، إلهاً واحداً، إلى أبد الآبدين.

هل أدركت سر الفادي الحنان؟ إنه الإنسان الفريد في السماء، وهو يشفع فينا، ويمنح البركات للذين يطلبون الله من كل قلوبهم. ويظهر أمام الروح القدس أن الإنسان لا يقدر أن يعيش مستقيماً من تلقاء نفسه. ولكن بما أن المسيح صار إنساناً، واحتمل تجاربنا، فإنه قد رحمنا ومنحنا قوة السماء لتحل فينا، وتقلب أنانيتنا، معطية لنا قلباً جديداً وفكراً طاهراً وبراً أبدياً.

وبالقلب الجديد ندرك، أن الله هو أبونا السماوي، والمسيح أخونا، فنثبت في الإيمان الحق، ونشهد للآخرين بالخلاص واليقين، الذي ليس هو خيالاً بل حقيقة ودافعاً لحياتنا. فلا تعش بعدئذ في سلاسل فسادك، بل تتطهر فكراً وقولاً وعملاً. ودم المسيح ينقيك من كل خطية. فتعال إلى يسوع مؤمناً، فيحررك من لعنة أكاذيبك، من روح بغضتك، ويملأك بمحبة الله الصبورة ويمنحك سلامه المفعم بالمسرة والغبطة.

أيها الأخ، تجاسر، وابدأ حياة جديدة مع الله، لأن الأفلام والعلوم الطبيعية أو المذاهب المختلفة لا تروي غلتك، بل المسيح وحده. فهو مطهرك ومثبتك في الله أبيك السماوي. فتعظم قوته في ضعفك، لتصبح من صانعي السلام وتنبعث منك ينابيع المحبة، وسط العالم المليء بالشتائم والحروب.

هل تريد الثبات في الإيمان وسلام الله؟

إن أردت أن تمتلئ بمحبة الله نرسل لك الإنجيل المقدس مع التفسير مجاناً لتتعمق بكلمة ربك في قراءات يومية.