العودة الى الصفحة السابقة
ماذا كان سيحدث لو لم يقم المسيح من بين الاموات

ماذا كان سيحدث لو لم يقم المسيح من بين الاموات

جون نور


نجد الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس والأصحاح الخامس عشر والعدد العشرون يقول: «وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ».

«وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ» (1كورنثوس 15: 1).

ما هو هذا الإنجيل الذي يقصده بولس هل هو إنجيل متّى أو مرقس أو يوحنا. الإنجيل هو «أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ» (1كورنثوس 15: 3 و4).

فعندما قال المسيح لتلاميذه اذهبوا إلى العالم اجمع... كان يقول لهم اذهبوا إلى العالم واكرزوا وقولوا لهم أن المسيح مات لأجل خطايانا حسب الكتب وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب.

ثم ينتقل بولس للحديث عن النتائج التي كان يمكن أن تحدث لو أن المسيح لم يقم فماذا كان يمكن أن يحدث لو أن المسيح لم يقم من بين الأموات.

1 - إن لم يكن المسيح قد قام فلا قيامة للأموات على الإطلاق يقول الرسول بولس (1كورنثوس 12:15) ولكن إن كان المسيح يكرز به إنه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم ليس قيامة أموات فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام. إن لم يكن المسيح قد قام إذاً التعليم بقيامة الأموات خرافة ولا أساس له من الصحة والشيء الثاني المخيف الذي يمكن أن يحدث إن لم يكن المسيح قد قام.

2 - باطلة كرازتنا وباطل وعظنا (1كورنثوس 14:15) إذ لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل وعظنا لأن كرازتنا ووعظنا مؤسس على الإنجيل: إن المسيح مات وانه دفن. وأنه قام وإذا لم يكن المسيح قد قام فوعظنا إذاً ليس له أي قيمة وعظنا كاذب وتضليل للناس وعظنا باطل وبلا قيمة وهناك نتيجة ثالثة.

3 - باطل أيمانكم لماذا لأن المؤسس على الباطل هو باطل إن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم وهناك نتيجة رابعة.

4 - الرسل يصبحون شهود زور لله ع 15 «وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ». نكون شهود زور إذ نقول للناس إن المسيح قام والمسيح لم يقم ونتيجة خامسة أيضاً.

5 - أنتم بعد في خطاياكم

لأن المسيح أسلم لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا فإذا كان المسيح لم يقم فنحن لم نتبرر بالتالي أنتم بعد في خطاياكم ونتيجة سادسة.

6 - الذين رقدوا في المسيح أيضاً هلكوا (1 كو 18:15) ونتيجة أخيرة، إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس وهذه نتيجة عملية لأننا لأجل المسيح ابتعدنا عن الشرور والخطايا.

ولكن ما هي النتائج العملية لقيامة المسيح من الأموات.

1 - أننا أصبحنا مبررين لأنه عندما قام المسيح كان هذا ختم السماء على قبول ذبيحة الصليب «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» (رومية 4: 25).

الله يختم بختم الروح القدس على جبين المسيحي المؤمن انه مبرر بسبب موت المسيح لأجله على الصليب.

أما النتيجة الثانية لقيامة المسيح من الأموات

2 - لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم بالطبيعة نحزن لأجل فراق حبيب أو قريب لأنه كان جزءاً من حياتنا ولكن بولس يقول إن القيامة يجب أن تزيل هذا الحزن (1 تسالونيكي 13:4) لاننا نحن الأحياء الباقين سنخطف معه في السحب لملاقاة الرب في الهواء لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام.

أما النتيجة الثالثة لقيامة المسيح أنه ما دام المسيح قد قام فلا مكان.

3 - للخوف

قيامة المسيح تنفي الخوف من القلب وتنزع الشك. توما أحد الإثني عشر لم يكن حاضراً حين جاء يسوع فقال له التلاميذ قد رأينا الرب، والشك يقول لتوما هذه هلوسة، الرب صلب على الصليب، الرب قد دفن في القبر، ودحرجوا على قبره حجراً كبيراً وختموه بالأختام الرومانية، وكان الشك يقول لتوما لماذا تصدق هؤلاء الصيادين وأنت المتعلم المثقف فيقول لهم إن لم أبصر في يديه أثر المسامير واضع إصبعي في أثر المسامير واضع يدي في جنبه لا أؤمن بعد ثمانية أيام في الأحد الذي يليه كان التلاميذ معاً وتوما أيضاً معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة جاء يسوع ووقف في الوسط، يسوع لا يرضى إلا أن يكون دائماً في الوسط لأنه هو المركز والأساس.

قال لهم يسوع سلام لكم ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً لم يكن توما بحاجة إلى أن يضع يديه كما قال بل ركع وقال ربي وإلهي والرب يقول له فعلاً يا توما شكك قد ذهب لكن طوبى للذين آمنوا ولم يروا.

اعزائي قيامة المسيح تدفعنا أن نعيش حياة القيامة بطرس أنكر المسيح، وتوما شك، وعندما أتوا ليقبضوا على يسوع تركه الجميع وهربوا، كانوا مجموعة من الجبناء ولكن الصورة تغيرت بعد القيامة من أولها إلى آخرها. لأنه حدث تغير عملي في حياة أتباعه لأن المسيحية هي حياة المسيح فينا فهي ليست مجموعة عقائد وإنما شخص المسيح يسكن في حياتنا.

«فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ» (كولوسي 3: 1 - 3)هذا هو الجانب العملي والحقيقي لحياة القيامة.