العودة الى الصفحة السابقة
دعوة الله

دعوة الله

جون نور


تكوين 1:12 «وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ».

الله يدعونا بمختلف الإعلانات ويخصنا ببركاته ويدخلنا إلى جو معاملاته الأزلية من خلال دعوته لنا بمختلف الوسائل من خلال الكتاب المقدس.

والحياة المسيحية ليست كما يظن الكثيرين إنها فرح وترتيل وتمتع بل فيها ألوان مختلفة من الاختبارات.

وليس نمط واحد من الاختبارات: فهنالك اختبارات الفرح، 2- وأيضاً اختبارات الحزن وفي كل هذه الاختبارات من الفرح ما يكفي ومن المر ما يكفي ومن الضيقات ما يكفي.

موسى بواسطة اختباراته مع الرب جعله قائداً عظيماً يقود الشعب موسى كان يعرف الله قبل دعوته أما إبراهيم فلم يكن يعرفه. بل كان في أور الكلدانين بلد عبادة الأصنام والوثن وربما نتساءل لماذا يتعامل الله مع هذه النوعية من الناس من عبدة الوثن.

لأن الله يجمع للسماء عينات كثيرة من البشر من كل صنف وجميع هؤلاء وجدوا في الرب خلاصهم من كل أمه وقبيلة ولسان فعندما يدعو الرب إنسان لماذا يدعوه وما هي دعوة الرب؟

1- دعوة للانفصال للابتعاد للتخلي:

قال لإبراهيم: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ». 2كورنثوس 6 «لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ» كثير ما يتضايق المؤمنون من طرح رسالة فيها روح الرب، يريدون أن تكون الرسالة ملحلحة.

الرب دعا إبراهيم أولاً أن يترك أرض عشيرته لذا فهذا يعلمنا.

أن نعطي كل مسيحي حديث معنى المسيحية من البداية بأنها ليست حياة لعب بين الفرقتين بل إنها حياة انفصال عن العالم وعن المعاشرات الردية. دعوة للانفصال عن كل ما يعيق بركة الرب في حياتنا حتى لو كان ذلك العائق كما قال المسيح أباً أو أخاً أو زوجاً أو أباً أو أماً.

أذهب من أرضك من بيتك من عشيرتك.

2- انفصال عن العالم:

في ذلك العصر كما دلت الآثار أور الكلدانيين كانت مثل بيروت أو باريس في ذلك الوقت مليئة بالخطايا والشرور ومشهوره في ذلك الوقت وكلمة الله لا بل إرادته في الكتاب فيقول محبة العالم عداوة لله.

لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم.

فدعوة الرب هي أن لا نتشبه في العالم الذي أصبح مستواه الأدبي والأخلاقي ينزل ويهوى يوم بعد الآخر، وأصبحنا في كنائس تقدم النعمة الرخيصة النعمة التي تباع في السوق هذه النعمة التي تبرر الخطية بدون الخاطي نحن مبررون فهذا يكفي.

3- عندما يدعونا، يدعونا إلى حياة أفضل:

الحياة المسيحية سلبية وفي نفس الوقت إيجابية يطلب منا الانفصال عن شيء للحصول على شيء.

أترك تأخذ أترك العالم تأخذ خلاص.

أترك أرضك عشيرتك إلى الأرض التي أنا أريك الله رسم معالم الطريق لإبراهيم الله يضع المخطط البداية والنهاية. التضحية للرب هو أن نقدم أفضل ما عندنا وليس الشيء الذي نستغني عنه.

الله لا يطلب منا أن نسير معه عميان فالله لا يريد أن يقبل نفوسنا بل يدعونا دائماً إلى الأفضل. في أور الكلدانيين كان بلا ولد وما أن وصل أرض الموعد حتى أصبح أبو المؤمنين كلهم.

لم يكن في أور الكلدانيين معروفاً ما أن ترك حتى عرفه العالم كله عندما تؤمن كل الناس تعرف بأنك تغيرت.

ما الذي فعل هذا بإبراهيم ما هو الأفضل الذي قد قدمه. هو أنه جعل نفسه للرب. عندها قال الرب أنا أجعلك أباً لأمم كثيرة.

الابن الضال قال أولاً أعطني.

عندما رجع قال اجعلني.

في البداية كان يريد أن يعمل هو كل السرور والفرح ولكن رجع وقال إجعلني كأحد أجراك والرب يقول أنا أجعلك وهذا يتوقف على مدى الطاعة والتعاون مع الرب فهل نعطي فرصة للرب حتى يعمل فينا ويجعلنا كما يريد أباركك ولاعنك العنه.

أي أن الله اتحد بإبراهيم أي اتحد بالمؤمنين ككل ومشكلة العالم اليوم هي الفراغ والانعزال بين الناس والله والمؤمن المختبر لا يكون وحيداً بل الرب دائماً معه وهو مع الرب.

والرب يقول لنا لا أباركك حتى تكون أنانياً ومغتراً من أجل اختباراتك بل سأباركك لتكون بركة لكثيرين.

4- عندما يدعو الله يدعو وينتظر الاستجابة لهذه الدعوة.

الله ما زال يقدم ويمهد الدعوة لإبراهيم كما ترى أباركك ولاعنك ألعنه وكان ينتظر استجابة الدعوة في العالم نتسابق إلى كل شيء ولكن بدون تسابق لتلبية الدعوة الإلهية.

لأن الكثيرين يريدون في العالم أن يقدم لهم الرب دعوته على مائدة من ذهب دعوات وزيارات وتليفونات حتى يحضروا إلى الاجتماع.

لكن الله لا يريد أن نمشي بدون هدف وبدون بوصلة الروح القدس ولكنه وضع مخطط يريدنا أن نسير بموجبه.

وصنع إبراهيم كما قال له الرب بالضبط.

والله يقول: إن كنتم تحبونني تحفظوا وصاياي فمحبتنا لله ولكلمته وتطبيقها هي أساس ثباتنا في المسيح.

5- الله عندما يدعونا يهتم في إتمام مقاصده؟

الله لا يهتم في إتمام مقاصده فقط بواسطة الأحلام والرؤى فالأحلام ربما تكون ناتجة عن الأكل المفرط.

إذاً علينا أن نكون مدققين في كل هذه الأمور وتطبيقها على كلمة الله.

الطريق إلى كنعان لم تكن هينة صعوبات ضيقات مشاكل وكان يسير إبراهيم رغم ذلك بقوة الرب.

وهذا ما هو بحاجة إليه كل واحد منا هو أنه عندما نسير يدنا بيد الرب وذراعه حولنا، فهل استجبنا لدعوة الرب دعوة الرب هي للأفضل.