العودة الى الصفحة السابقة
البيت المسيحي

البيت المسيحي

جون نور


مزمور 1:127 «إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ».

هل خطر في بالنا يوماً أن نسأل أنفسنا ما هو البيت المسيحي، وما هو الفرق بين البيت المسيحي وغير المسيحي؟ وأي بيت آخر؟ وما هو الشيء الذي يجعل البيت مسيحياً.

كثيرون من البسطاء يحاولون أن يبنوا بيوتاً مسيحية بدون المسيح فقد وضع هؤلاء في بيوتهم كتباً مسيحية وصور مسيحية ولكنهم نسوا بأن هذه ليست المسيح ما لم تأت بشخص المسيح إلى البيت لا يمكن أن نبني بيوتاً مسيحية.

نجد الشاب والشابة يتزوجان ويكوّن هؤلاء الأسرة مع الأولاد، والأسرة تبني بيت ويمكن أن يكون هذا البيت أجمل مكان على الأرض كما قصد له الله أن يكون أو أن يكون جهنم للساكنين فيه.

كثير من الأزواج يقضون سنين وشهور للتدقيق واختيار ما يلزم لتأثيث أو بناء بيت جميل دون أن يقضوا أي وقت لجعل هذا المنزل بيتاً يسكن الله فيه.

يحرصون على أن يكون لون قماش الصالون منسجماً مع لون السجاد ولون البرادي مع لون الدهان ، ووسط كل هذه الجهود التي تبذل في اختيار أثاث البيت فإنهم لا يبذلون أي جهد لاختيار المحبة واللطف والعطف لهذا البيت.

يحرصون أن يضعوا كل شيء في موضعه. فهناك في البيت موضع لكل شيء للتلفزيون والبوفية والكراسي. لكن لا موضع لله ولكن بعد سنوات في مثل هذا البيت ماذا يحدث.

لقد بنينا منزلاً وأثثناه لكن فشلنا في بناء أسرة.

كثيرون يحاولوا أن يبذلوا جهودهم في بناء الأسرة فيشتروا الكتب التي تقدم النصائح لزواج سعيد ولتربية الأطفال وهذه الكتب مثيرة وأثمانها رخيصة أرخص من أي كتاب آخر.

لكن رغم هذه الكتب الكثيرة وتوفر الهيئات الكثيرة والجمعيات التي تحاول أن تساعد مثل جمعية رعاية الأسرة وغيرها نجد بأن ما نسميه أسرة ينهار وينهار وينهار من أسوأ إلى أسوأ.

أظن أنه قد حان الوقت لكي نقف ونسأل أنفسنا، إن كان الله هو الذي بنى الأسرة وكونها أفلا يكون هو الخبير الحقيقي الوحيد إن كان هو أول من جمع الرجل والمرأة معاً فمن يكون أفضل منه لكي يحفظهما معاً.

إن كان الله هو الذي أوجد العائلة أفلا يكون هو المسؤول عن حفظها متمسكة.

فرغم وجود عشرات الألوف من الكتب والنصائح منذ مئات السنين على صفحات الكتاب المقدس.

مومور 1:127 «إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ».

أي أن الرب يحب هو أن يبني البيت، والكتاب المقدس هو كتاب العائلات وقد كتب من أجل العائلات، ففي الكتاب المقدس يحقق الله كل إعواز العائلات والبيوت والأسر.

بيتك أنت بالذات وبيتي نجد فيه أي الكتاب نجد فيه الجواب لكل مشاكل الأسرة.

ولا توجد نصيحة.

ولا مثل عليا.

ولا سعادة عائلية تقدم أكثر مما قدم الكتاب المقدس.

في كلمة الله نجد النموذج للبيوت التي يبنيها هو.

البعض سيقولون الكتاب المقدس كتب قبل آلاف السنين وطرق الكتاب المقدس طرق قديمة وبالية مضى عليها الزمن ونحن أباء وأمهات عصريون يجب أن نطبق علم النفس في تربية أولادنا ولست أريد أن أؤثر على أولادي، بل يجب أن أترك لهم المجال ليقرروا كل شيء لأنفسهم.

وإن كانت هذه الطرق عتيقة وبالية ورجعية فاذكروا إنه إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون.

فالمسيحيون العالميون الذين يأتوا من عائلات عالمية ويعيشون في بيوت عالمية يكونون كنيسة عالمية مهما كانت فخامة هذا البناء لأننا إن أضفنا صفر + صفر = صفر.

فإن أردنا أن نساعد كنائسنا حقاً فعلينا أن نبدأ في بيوتنا، فإن كان المذبح العائلي مبنياً في بيوتنا لن نجد صعوبة في المواظبة على اجتماعات الصلاة، لأنه إن رأينا كنيسة فاترة فلنوقد النار في البيت أولاً عندئذ تدب نار الروح أيضاً في الكنيسة وكما أن كنيستنا هي كبيوتنا فماذا نقدم لبيوتنا ولا نقدمه لكنيستنا يجب أن لا يقل البيت عن الكنيسة من ناحية وجود الله فيه.

لقد قال الرب يسوع إن اجتمع اثنان أو ثلاث باسمي أكون في وسطهم هل ينطبق هذا على الكنيسة فقط أم على البيت أيضاً.

يا أباء ويا أمهات هل الله يسكن في بيوتكم وفي وسطكم هل تجتمعون باسمه في بيوتكم عندما تنشب المشاكل بينكم هل تستمعون لصوت يتكلم.

إن كان هذا عذركم فهل تسمعون هذا الكلام من الرب كلص في الليل هكذا يجيء يوم الرب وعندها لن ينفعك لا عمل ولا أي شيء آخر. ربما تقدموا لبيوتكم ولأولادكم كل شيء في هذا العالم، مال وملابس وطعام لكن لم تقدموا لهم يسوع.

إن قصد الله من جهة كل بيت هو أن يقوم ويكون هذا البيت مكاناً مقدساً تتوفر فيه المحبة بين الزوجين سواء أكانوا متزوجين من خمس سنين أو من خمسين سنة.

لا تتركوا الله خارج بيوتكم بل أدخلوه وابنوا مقدساً له لكي يسكن في وسطكم، وإن قلت أنك لا تعرف كيف تصلي، الله لا يريد كلام منمق، بل كلاماً يخرج من قلبك ومن حاجتك إليه هو قال ألق على الرب همك، وإن كنت تحتاج أي شيء في بيتك حدث يسوع عنه.