العودة الى الصفحة السابقة
عزم الشباب

عزم الشباب

جون نور


دانيال 8:1 «أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ».

كثيراً ما نتحدث ونعلم ونعظ الشباب والشابات وكثيراً ما نضع أسساً ومفاهيم ومعايير للشباب أعمل هكذا أترك هذا لا تفعل لا تعمل لا تتصرف بما لا يليق ونحاول جاهدين أن نضع أسساً بشرية أنانية ونترك الأساس والمبدأ الذي يجب أن تبنى على أساسه حياة الشباب ومبادئ حياتهم.

في حلقة اليوم من حياتنا مع الله اريد ان اتحدث اليكم عن قصة النبي دانيال والفتية الثلاثة الذين عاشوا في الأسر في بابل.

وكثيراً ما نتحدث عن بابل وأهل بابل ومدينة بابل متذكرين جناتها المعلقة وتجارتها العظيمة وثروتها العظيمة، ويخبرونا أن بابل كانت عظيمة. على أنني سأخبركم في هذا اليوم عن عظمة أعظم من بابل تلك هي عظمة العزم والإرادة. عزم ذلك الفتى دانيال. عزم فتى أمام تجربة قاسية وما نتج عن ذلك العزم من الخير.

كان قدام ملك بابل أمران مهمان جسم صحيح وعقل سليم وظن الملك أنه بهذين الأمرين يستطيع أن يبني قوام مملكته وحكمائه. فأمر بأن يقدم للطلاب الشبان طعام من مائدة الملك وأن يقوم بتدريبهم وتعليمهم نخبة علماء المملكة لم يرد دانيال أن يتنجس. لم يدع دانيال أكله وشربه مخالفة لربه أو لدينه أو كتابه أو ضميره. إن كل خطية هي لطخة سوداء في نفس الإنسان صغيرة كانت أم كبيرة.

لا تظنوا أن التجربة كانت سهلة لسهولة مظهرها فإن هذه السهولة سبب شدتها أو مشكلتها. كانت تجربة قوية وقاسية.

1 - هاجمته في شبابه:

كانت التجربة قاسية. المطلوب منهم أن يجلسوا على مائدة الملك ويأكلوا من أطايبه. ويشربوا خمر مشروبه. ويتصرفوا كأكابر البلد. ولكنهم يرفضوا ويتبعوا الدين وما تعلموه في صغرهم وفي بيوتهم ألا تلاحظوا قسوة التجربة.

لقد تمسك دانيال وصحبه بالقديم. تمسكوا بالرب فنجحوا.

2 - هاجمته التجربة في أوقات رديئة:

لقد كان بعيداً عن أهله ووطنه. بعيداً عن المؤثرات الصالحة ولكنه ظل صالحاً. هاجمته التجربة وكل شيء حوله يشجع على السقوط، ولكنه وقف وكان موقفه عظيماً. وأيضاً هاجمته التجربة.

3 - في أماكن رديئة:

ليس في وقت رديء فقط لكن أيضاً في أماكن رديئة. أي... في بابل بلد الشهوة والفجور. وسط قوم لا يلذ لهم سوى الانغماس في الشهوات. لا حديث لأهل بابل سوى عن الخمر والنساء والموبقات.

بلد ملكها يسكر ومن حوله الجواري. بينما جنود الأعداء تهاجم المدينة وتحاصرها.

بلد تفننت في كيفه التمتع بالملذات وإغضاب قلب الله.

وفي ذلك الوسط وُجِدَ دانيال وفي ذلك المحيط هاجمته التجربة.

ولكنه عزم عزم الشباب فنجا. يقول البعض محاولة منهم في تبرير أنفسهم نحن أبناء الظروف (رأسنا بين الرؤوس).

لكن لا الظروف ولا الرؤوس استطاعت أن تغير فكر دانيال.

رغم أنه كان مسبياً وأسيراً، فقد ظلت نفسه نفساً حرة في بابل كما لو أنها كانت في أورشليم. ليت شبابنا يعيشوا كدانيال رغم المحيط والبيئة ويطيعوا صوت الله في حياتهم وقلوبهم.

أيضاً هاجمته التجربة وهو:

4 - في طريق العزة والمجد والرفعة:

كان القصد من التجربة أن تكون إكراماً له ولإعداده لمركز عال.

كانت النقطة فاصلة بين أن يخضع دانيال لضميره أو لشهواته. وبين أن يكون مؤمناً بالله أو أن يكون سميراً للملك.

كان معرضاً لأن يجعل دينه يخضع للعالم أو أن يجعل العالم يخضع لدينه.

وكثيراً وغالباً ما يرتكب شبابنا كثيراً من المخازي التي يندى لها الجبين في سبيل الوظيفة أو الجاه. ونقول بأنهم معذورون ونبرر خطاياهم وهم غير مبررين أمام الله.

لقد هاجمت التجربة دانيال وهو:

5 - في شدة الخطر:

لقد كان الموقف شديد الخطورة حياة دانيال مهددة بالخطر الموت أمامه وأعدائه أمامه والتجربة أمامه.

لم يكن الأمر فقط حرمان دانيال. لكن كان الخطر في فقدانه لحياته لأنه إذا وصل الأمر إلى الملك فإن جسمه سيفصل عن رأسه بضربة واحدة. لكن دانيال وجد أن رضى الله أفضل من رضى الملك.

ولذلك لا نتعجب أن نراه بعد ثلاثين سنة وهو في جب الأسود يختار الله أيضاً ولم يكن لدانيال الشيخ في جب الأسود أن يعقد هذا العزم لو لم يعقده ويختاره وهو شاب. ولكن ما هو وما هي القوة التي أعطت دانيال هذا التصميم. يقول الكتاب أن دانيال وضع في قلبه أن لا يتنجس أي أن عزمه كان أميناً.

وكان دانيال أميناً لله:

كان أميناً لإلهه فمسلكه وحياته أظهرت ثقته غير المحدودة فيه وفي مواعيده لقد وقف دانيال إلى جانب الله وليس إلى جانب بابل. الله روح وبابل مادة مصورة بأفخم صور البذخ. والإنسان معرض للتأثر بما هو محسوس وما هو ملموس ولكن الروحي أعظم من المادة اختر الله وأنت الرابح وهكذا ربح دانيال.

وكوفئ دانيال بتفوق في الحكمة والفهم إذا أردت الذكاء والنباهة تجدها عند الإنسان المؤمن الواثق بمواعيد إلهه بنية أكثر وأكبر. لأنهم اختاروا الروحي وليس المادي.

لما تقدم دانيال في السن اصبح رئيس الحكماء والقابض على زمام الأمور.

إن الالتصاق بالدين والمبدأ والضمير أي الالتصاق بالمسيح لا يعود إلا بالنفع فاتقوا الله في أجسادكم وعقولكم وبالأولى بنفوسكم.