العودة الى الصفحة السابقة
اليقينيات المسيحية

اليقينيات المسيحية

جون نور


كلمة الله لنا في هذا اليوم موضوعها عن اليقينيات المسيحية. وأقود انتباهكم إلى هذه اليقينيات كما جاءت في الكتاب المقدس:

أولاً: في رسالة يوحنا الرسول الأولى (1يوحنا 14:3) الأصحاح الثالث والعدد الرابع عشر.

1 - «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ» واليقينية الأخرى: في الرسالة إلى رومية في الأصحاح الثامن عدد 28.

2 - «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ»، اليقينية الثالثة في الرسالة الثانية إلى كورنثوس (2كورنثوس 1:5) الأصحاح الخامس والعدد الأول:

3 - «لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ».

وكما أن الديانة المسيحية هي ديانة اليقينيات فهي أيضاً ديانة الحتميات فهي التي تقول أنه ينبغي أن تولد من فوق، وينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، وبضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله، ويجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأن الله موجود، فيما أن هذه كلها تنحل، أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى. في هذه الحلقة نقف أمام المسيحية كأنها ديانة اليقينيات وهذا لا شك أمر طبيعي فمسيحية الحتميات التي لا تقبل منا إنصاف الحلول لا بد أن تكون مسيحية اليقينيات التي لا تقدم لنا إيماناً مذعور. فإذا كانت تطلب منا كمال الحياة فإنها لا بد أن تقدم لنا (كمال اليقين) لا مجال في الشك في الإيمان المسيحي لا مجال للظن والتخمين بل أينما تجولنا في رحابها نجد أنفسنا واقفين على صخرة من اليقين، إنها الدين الذي يجعلك تهتف في قلب التجارب والضيقات. قائلاً «فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية 8: 38 و39). بل إنها تجعلك تهتف أمام المخاوف والتحديات من أنت أيها الجبل العظيم أمام زربابل تصير سهلاً بل أيضاً في الحياة والممات تقول لك لأني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم. إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا أو متنا فللرب نحن. أين شوكتك يا موت؟ وأين غلبتك يا هاوية لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح.

إنه الدين الذي يجعلنا نهتف بأنشودة داود القديمة «اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ عِنْدَ مَا اقْتَرَبَ إِلَيَّ الأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي، مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا» (مزمور 27: 1 و2) فهي ليست طمأنينة في أوقات الأمان لكن في قلب الأخطار والآلام.

فإذا كانت المسيحية تقدم لنا يقيناً يغطي كل أبعاد الحياة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ما الذي يخيفنا بعد اليوم .هذا ما نراه في موضوع حلقتنا حيث نقف أمام ثلاث عبارات كل عبارة منها تبدأ بالقول (لأننا نعلم) والمدهش أن اليقينية الأولى منها تتعامل مع الماضي واليقينية الثانية تتعامل مع الحاضر واليقينية الثالثة تغطي أبعاد المستقبل. وكأني بهذه اليقينيات تتقابل وتتكامل معاً لكي تغطي أبعاد حياة المسيحي كلها على مستوى الماضي والحاضر والمستقبل لأن رب هذه اليقينيات هو هو أمس واليوم وإلى الأبد.

تعالوا بنا نتأمل في يقينيات المسيحية والتي أرى أن نسمي الأولى فيها يقينية

1 _ الحياة الجديدة

لأننا نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة. واليقينية الثانية

2- يقينية العناية الأكيدة ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله 3- واليقينية الثالثة يقينية الأبدية السعيدة لأننا نعلم أننا إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماوات بيت من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي. وكأني بك تلتفت إلى ماضيك اليوم وتقول إني أعلم وإلى حاضرك وتقول إني أعلم وإلى مستقبلك وتقول إني اعلم عن الماضي نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة بالنسبة إلى الحاضر ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، وبالنسبة للمستقبل لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماوات بناء من الله.

يقينية الحياة الجديدة من يقينيات المسيحية الأكيدة:

2 - يقينية العناية الأكيدة: تقول الكلمات نحن نعلم أنه قد انتقلنا من الموت إلى الحياة. والثانية نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله وأنا أرى ترابطاً وثيقاً بين هاتين اليقينيتين فهل هناك من يقول إني أعلم أنني انتقلت من الموت إلى الحياة وأعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير. ارجعوا إلى التاريخ الكتابي واسألوا يوسف؟ يا يوسف هل كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله؟ يقول يوسف ما كنت أظن الأمر كذلك. في البداية طاوعت أبي وذهبت لأفتش عن اخوتي فإذا بإخوتي يأخذون الطعام من يدي وينزعون القميص الملون ويطرحوني في أعماق البئر. ويبيعوني للتجار ولا أكتمكم سراً لقد رفعت وجهي إلى أعلى من قلب البئر في قلب الظلام وأبصرت نجوم السماء وقلت يا رب هل أنت موجود حقاً. هل أنت هناك وراء النجوم؟ هل كان الله موجود في كل هذه الخطوات. هي كلها كانت مرتبة بحكمة وبترتيب العناية الإلهية وحلقة في سلسلة كبيرة قادتني إلى هذا العرش. أنتم قصدتم لي شر والله أراد به خيراً.

ما أجمل أن يعيش الإنسان في الإيمان. ويموت في الإيمان فشكراً له من كل القلب. إنه يضع تحت أقدامنا صخرة من اليقين الواثق فتلفت بها إلى الوراء ونقول نحن نعلم وإلى اليوم والحاضر ونقول نعلم وإلى المستقبل الغامض المجهول نقول نعلم. لأنه إلهنا أمر بخيرنا الحاضر والأبدي كلنا نشكر من قلوبنا يا رب.