العودة الى الصفحة السابقة
الاختيار الصالح

الاختيار الصالح

جون نور


«وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً، فَقَبِلَتْهُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا مَرْثَا فِي بَيْتِهَا» (لوقا 38:10).

عاش يسوع 30 سنة على الأرض وفي السنوات الأخيرة قضى وقته مع الناس يعيش معهم ومع صعوباتهم ومشاكلهم، عاش في المجتمع كأي إنسان عادي، عاش مع أليعازر كصديق وعاش أيضاً مع عائلة اليعازر كصديق مرغوب فيه. تصور أن تكون شخص غير مرغوب فيه. إن أردت يسوع صديق في بيتك عليك أن تظهر ليسوع محبتك، فتفتح قلبك وتفتح بيتك، عندئذ يأتي يسوع إلى بيتك.

جلست مريم عند أقدام يسوع أما مرثا فكانت تحضر وتعمل في المطبخ والبيت، وربما كانت تتذمر على أختها لأنها لا تساعدها.

مرثا فشلت في الاهتمام بالأمور الروحية، لهذا كانت غاضبة على أختها. هل أنت مثل مرثا أو مثل مريم هل تحب يسوع وتجلس عند قدميه، أو أنك تحاول أن تدين الآخرين لأنهم أحبوا يسوع لا يجلسون ولا يدعون غيرهم يجلس.

مريم جلست عند أقدام يسوع لأنها كانت تحب (وماذا كانت تحب مريم) وما هي أمورها المحببة.

1 - أحبت الجلوس عند أقدام يسوع.

امتياز عندنا أن نجلس عند أقدام الرب وفي محضر الرب هناك تتدحرج الهموم والمشاكل لأننا نضعها عند أقدامه أين تحب أن تجلس في الحياة وأين تقضي وقتك عند أقدام الرب أو عند الأصدقاء - السينما - التلفزيون - السهرات - الأحاديث.

فلان عمل وفلانة عملت.

طرق مختلفة يمكنك أن تقضي فيها وقتك لكن كم تعطي وقتاً للرب ساعة يومياً ولا حتى دقيقة واحدة فقط ستعطي حساباً عن ذلك.

2 - أحبت الصوت الذي سمعته؟

تكلم يسوع كثيراً ولا تعرف ماذا تكلم ولا بد أنه قال أشياء جميلة حتى أن مريم نسيت نفسها أمام يسوع وبقيت جالسة عند أقدامه، كانت تسمع كلامه وما أجمل أن تسمع كلام الله كلام الحياة، والحكمة والمقدرة والفهم.

الأرض والسماء تزولان لكن كلمة واحدة من كلامي لا تزول كلام الله نفسه كان لمريم لذلك نسيت نفسها.

3 - واختارت مريم النصيب الصالح وما هو الشيء الذي اختارته مرثا، الاهتمام بأمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى شيء واحد كثير من الناس حياتهم مقلوبة كل شيء بالعكس.

مرثا كانت تضع الأمور المهمة في الأول، قال لها يسوع حياتك مقلوبة لأنك تهتمين بأمور كثيرة لكن الحاجة هي إلى شيء واحد، «اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متّى 6: 33).

مريم اختارت النصيب الصالح أما مرثا فقد اختارت النصيب الغير صالح. الذي سينزع منها وما هو الشيء الذي سينزع منك.

1 - المال سيذهب.

2 - القوة تتغير سنة بعد الأخرى مع تقدم العمر.

3 - الجمال هل سيبقى معنا التجاعيد ستذهب بهذا الجمال مهما استطاعت المساحيق أن تخفي منه.

4 - الأقارب سيذهبوا وكل مسرات الحياة فانية تستمخض ستبقى لوحدك وكما جئت عريان ستذهب عريان، مريم اختارت النصيب الصالح هل هو علم أو ثقافة كلا لقد اختارت الرب يسوع نفسه. «مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ» (1يوحنا 5: 12)، «أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ« (رومية 6: 23) الرب يسوع هو الحياة الأبدية.

هل رأيتم إنسان يأكل الموز قشراً ويرمي اللب حقيقة هذا ما يحصل الناس يعرفون كل الأمور الروحية لكنهم لا يحصلوا على اللب بل على القشور الناس تتمسك بقشور الدين مريم اختارت النصيب الصالح.

ونجد في يوحنا 11 موقف آخر لمريم ومرثا عندما مات اليعازر وخابت آمال مريم ومرثا، لقد أرسلنا رسالة إلى يسوع فهو ما زال يحبنا فلماذا لماذا لم يأت يسوع كان يحبهم وموت اليعازر كان لمجد الله وأتى يسوع بعد أربعة أيام نجد مريم مرة أخرى عند أقدام يسوع، «تشرح القصة«، سكبت قلبها في حديثها لأنها كانت مثقلة بالحزن لموت أخيها، كل المدينة أتت لتعزيتها لكنها لم تجد التعزية إلا عند أقدام يسوع فقط عندما سيحدث عند أقدامه.

تعالوا إلي يا جميع المعذبين، ففتحت قلبها ليسوع وسكبت أحمالها ولما رآها يسوع تبكي انزعج بالروح واضطرب لاحظ حزن العائلة فبكى يسوع القاهر القوي الظافر، الملك المقتدر يبكي لأن قلبه رقيق يشعر معك ومعي، صديق واحد سيكون معك ومعي دائماً هو يسوع لأنه يعرف أحزان الحياة ويعرف مشاكلنا.

«إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي» (مزمور 23: 4).