العودة الى الصفحة السابقة
الصفر ذو القيمة

الصفر ذو القيمة

جون نور


«فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: «مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟». فَقَالَتْ: «لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ» (2 ملوك 2:4).

وما أكثر عدد الذين لا يضعون في حسابهم أن يسوع المنسي في حياتنا هو الأساس والرأس فبدون الواحد لا قيمه للصفر فهات حياتك هات صفرك يا من تعتقد بأنه ليس لديك شيء لتقدمه للرب وأنظر ما سيعمله الرب بهذه الأصفار.

لا تحتقر نفسك وتعتقد بأنك لا شيء وغير نافع ولا تقدر أن تقدم للرب شيئاً من حياتك. فالصفر في الكتاب المقدس له قيمة عظيمة جداً أكثر مما تحسب وتعتقد.

وسأجعل حديثي في هذا اليوم عن الأصفار والصفر ذو القيمة، فإن كنت تعتبر نفسك صفراً أطلب من الرب أن يقف بجانبك لتصبح ذو قيمة لكي يتمجد من خلالك ومن هذه الأصفار التي سأتكلم عنها.

1 - صفر غير التاريخ:

لنعود إلى مصر وقد بلغت ذروة المجد واليهود فيها يرسفون في قيود العبودية، وصرخوا إلى الرب لكي يطلقهم من العبودية القاسية التي يعيشون فيها ويسمع الرب لهم وينزل لينقذ شعبه.

ونادى الرب إليه موسى طالبا منه أن يذهب إلى مصر ويقابل فرعون ويخرج الشعب وأنا أقول بكل احترام أن الرب كان بحاجة إلى موسى وإلى عصا موسى لتكون الصفر الذي يدعمه الله، فلولا العصا التي تحولت إلى حية ما آمن موسى نفسه، وما آمن الشعب به ولولا العصا لما تحول ماء النيل دماً وما جاء الجراد أو الذباب ولولا العصا لما أنشق البحر الأحمر وفي كل مكان كانت تعمل عصا موسى عملها العظيم صحيح أنه بدون قوة الله ليس لها قيمة ولكنها وقد عضدتها قوة الله صارت شيئاً عظيماً.

وأنت يا من تدعو نفسك لا شيء بل صفراً وبدون قيمة هوذا الله يريد أن يعمل عظائم في حياتك وهو يطلب منك أن تكون شريكه نعم.. أنت والرب يسألك ما هذا الذي بيدك لا تحتقر شيئاً معك لأن الله قادر أن يستخدمه ويجري به عظائم.

2 - هناك صفر أنقذ من الجوع:

أمامي إيليا في زمن الجفاف وقد أقترب من حدود صرفة صيدا الله يقول له هوذا هناك امرأة أرملة تعولك «ماذا عندك أيتها المرأة؟» حي هو الرب إلهك ليس عندي إلا قليل من الدقيق في الكوار، وقليل من الزيت في الكوز، ولكني سأقش بعض العيدان واصنع كعكة صغيرة أكلها مع ابني ثم نموت...

سقط قلب إيليا، هل هي هذه المرأة التي ستعوله ليس عندها شيء يا رب.

ويقول الرب لإيليا إني سأستعمل هذا اللاشيء الذي سقط من حسابك يا إيليا إني سأستعمل هذا الصفر «هوذا كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ» (1ملوك 17: 14) ومن ذلك العدم الذي أحاله الله كنزاً أكلت المرأة وإيليا وابنها أياماً.

وأمامي أيضاً تلك المرأة التي جاءت إلى أليشع تشكو فقد مات زوجها وخلف لها ديناً ثقيلاً. وها هو المرابي ينوي أن يأخذ ولديها عبدين له، وتضايقت نفس أليشع وقال: ماذا أصنع لك خبريني:

- ليس جاريتيك شيء.

- أليس لك شيئاً بالمرة...

لا يوجد عندها شيء بالمرة، نسيت كل شيء نسيت بقية الزيت التي عندها في الإناء نسيتها وطرحتها جانباً .

ويقول لها أليشع هاتي دهنتك ومعها الله ستتحول إلى ينبوع زيت يوفي الدين ويشبع عائلة.

ماذا لك أيتها المرأة «ليس لي شيء».

3 - صفر نصر شعب الرب:

والكتاب مملوء بالأمثلة عن ذلك وقف شعب الله مرات كثيرة أمام أعدائه بدون شيئاً هوذا جدعون يحارب مديان وليس معه الا جرار فارغة داخلها مشاعل داود يحارب جوليات وليس معه إلا مقلاع. لقد استهزأ أعداء الرب بهذه الأسلحة ولا عجب فإنها ليست أسلحة بالمرة ولكن تلك الأصفار كانت أداة النصر الظافرة في يد الرب فلا تخف هات سلاحك وسلمه لسيدك يخرج له منك كل قوة.

4 - أصفار أنت تقدمها:

ماذا أعطي لسيدي وماذا أقدم له؟

وهناك أمثلة على ذلك:

1 - في دار النساء في الهيكل جاء رجال إسرائيل يقدمون عطاياهم وكانت عطايا كبيرة، وكان هناك كثير من التنافس كان كل واحد منهم يقدم نقوده ويقف ليسمع مقدار الرنين الذي تسببه قطع النقود المتناثرة في الصندوق وكان هناك امرأة فقيرة انزوت جانباً، وكيف لها أن تنحشر بين هؤلاء الأغنياء وماذا عندها لتعطيه وحدث بالتأكيد بينها وبين نفسها مناقشة... إبحثي... وبحثت المرأة هنا وهناك ولم تجد شيئاً إلى أن عثرت على قطعة صغيرة جداً من النقود هي بالحقيقة أصغر قطعة نقدية معروفة وتقدمت بخجل لتعطي... لم يسمع أحد رنين تلك القطعة ولم يدر أحد من الموجودين أن قطعة نقدية أو عطية قد قدمت ولكن رنين تلك القطعة ملأ السماء، فعلم جميع من فيها أن امرأة أرملة ألقت أكثر من الجميع.

2 - والمثل الثاني أقدمه عن كنيسة في يافا. إذ كانت الكنيسة في ذلك الوقت تضم الغني والفقير وكان فيها أرملة فقيرة اسمها غزالة وكان قلب غزالة ينبض بشدة لحب السيد الرب فهي تريد أن تعمل شيئاً لسيدها لكنها لا تملك شيئاً فلقد باعت في مرض زوجها كل ما تملك ولا يوجد عندها الآن شيئاً إلا إبرة إذ كانت الإبرة تحسب شيئاً.

وجاءت بإبرتها إلى سيدها ولا أعلم ما هو شعور النساء والناس في الكنيسة عندما قدمت هذه المرأة إبرتها، ولكن العالم يمجد اليوم هذه الإبرة العظيمة التي خلدت اسم غزالة كأعظم أبطال تاريخ الكنيسة.

ما هو لديك لتقدمه هل تعتبر تقدمتك كالأغنياء في الهيكل أم كهذه الأرملة.

هل تقدم مما عندك وما أعطاك الرب لتسد جوع الآخرين؟

هل لديك شيء بسيط كإبرة غزالة تقدمه للرب؟

الرب محتاج إلى صفرك مهما ظننت أنه بلا قيمة لاحظ أن تكون صفراً على يمين المسيح لا على يساره.