العودة الى الصفحة السابقة
من هو أخي

من هو أخي

جون نور


«20 فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ. 21 قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. 23 فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، 24 فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. 25 كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، لِئَلاَّ يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ. 26 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ!» (متى 20:5 - 26).

وضع يسوع في الموعظة على الجبل أسمى وأعلى المثل العليا لنا لكي ما نمشي ونسلك بموجبها فبقدر ما وضع العظماء والأنبياء والفلاسفة تفاسير وتعاليم فهي لم تطابق وتساير سوى زمنهم والعصر الذي عاشوا فيه.

وأتذكر في هذا المجال ذلك السؤال الذي سأله الله لقايين أين أخوك؟ وكان هذا السؤال ليس سؤال استفهام عادي بل سؤال استنكاري معناه ماذا عملت لأخيك؟

ولو وجه ذلك السؤال لنا أو إلى أي فرد منا سؤالاً استفهامياً وليس سؤالاً استنكارياً في هذا الصباح فماذا نجيب؟

الإنسان مقتدر في اختلاق الأعذار ولا يمكن إلا أن يجد عذراً مناسباً للسؤال المناسب. ولو رجعنا إلى الكتاب المقدس لوجدنا بأن هناك أعذاراً قديمة وكثيرة أجاب بها الإنسان أمام الله ولو درسنا هذه الأسئلة والأجوبة لوجدنا السؤال والجواب كالآتي:

أين أخوك؟

1 - تجاهلته ولم أكترث له:

لقد كان أخي يجلس أو على الأصح يضطجع عند بركة بيت حسدا مريضاً مع المرضى كان قد سمع أن ملاكاً ينزل أحياناً ويحرك الماء وسمع أنه من نزل أولاً بعد تحريك الماء يشفى. فجاء إلى ذلك المكان يطلب الشفاء لقد رأيت أخي ورآه كثيرون ولكن الإخوة بمن فيهم أنا. كانوا يمرون بأخيهم دون أن ينظروا إليه لم يفكروا أن ذلك المضطجع شخص يشعر ويتألم.

جلس هذا الأخ في مكانه ثمانية وثلاثين سنة وإخوته يمرون به دون أن يعرفوا أنه أخوهم إلى أن جاء أخوه الأكبر، حالما أبصره تحنن وسأله أتريد أن تبرأ؟

فيجيب لا أحد يلقيني في الماء - هؤلاء من هم ألم يروك أو يمروا بك، ألم يقفوا ليساعدوك.

وبقي هذا الرجل ثمانية وثلاثين سنة في مكانه لأن إخوته لم يعرفوه.

كم لنا من إخوة مجهولين في زوايا الكنيسة وقد أخفى الفقر والمرض سماتهم فمررنا بهم دون أن نعرف بأنهم إخوتنا.

أين أخوك؟

2 - تجاهلته وازدريت به:

يسوع يسير في طريق أريحا والجموع تتبعه حتى يصل إلى جميزة وهناك وقف يسوع ونظر إلى فوق ولا بد أن الجماهير كانت تشاهد ما يشاهده يسوع لكن شتان ما بين نظرة ونظرة.

نظرت الناس فأبصرت العشار المجرم اللص الأثيم عدو الله عدو البر صديق الزناة والزواني عدو شعبه، كانت النظرات الموجهة منهم إلى زكا مشبعة بالكراهية والاحتقار.

ولكن وسط كل هذه النظرات ارتفعت إليه نظرة أخيه وارتفع إليه صوت يقول له يا زكا أنزل لأني أريد أن أمكث في بيتك اليوم قد حصل خلاص لهذا البيت «أحب المزدري وغير الموجود وخلصهم فلا تزدري بأحد ولا تستهن به».

أين أخيك:

3 - تجاهلته فلم أمد له يد المساعدة:

ألم يجلس اليعازر عند باب أخيه الغني سنين طويلة دون أن يفكر هذا الأخ بأخيه لكنه في الهاوية عندما أبصره في حضن إبراهيم أدرك وعرف أنه أخوه، أه لو عرف هذه الحقيقة قبلاً لما تركه يموت من الجوع.

مد يدك يا أخي ويا أختي هنا وهناك فإنه في كل مرة ستعود ويدك فيها أخ لك تكسبه للرب فكر في الآخرين في إخوتك الذين يموتون في كل يوم وأنت تهملهم ولا تهتم بهم.

أين أخوك؟

4 - أهملته بسبب اهتمامي بنفسي/ مصلحتي.

أنا نيتي منعتني من الاهتمام بأخي نظر رجل إلى كورته التي أخصبت فقال ماذا افعل مخازني ضيقة ولا مكان للمحاصيل الجديدة. أين أضعها «أين يضعها؟» لو أنه أصغى إلى إخوته لسمع الآلاف يصرخون إليه طالبين تعال وأطعمنا وسد جوع بطوننا. أين كانت تقيم تلك البطون بجانب كورته. هناك بيوت حقيرة يقيم فيها أولئك الفعلة الذين يخرجون كنوز الأرض لسيدهم.

كانوا إخوته. وكان يعيش على حساب تعبهم لكن سد أذنيه عن حاجاتهم ووقف بأنانيته قائلاً أهدم مخازني وأبني أعظم منها وأقول لنفسي كلي وافرحي يا نفسي.

أين أخوك، لقد اختفى من أمام ناظري، في هذه الليلة تؤخذ روحك منك وهذه التي أعددتها لمن تكون؟ كل ما ادخرته وعملته لمن؟

ماذا فعلت بأخيك؟

5 - قتلته بقدوتي:

كم من الناس قتلناهم بقدوتنا؟

ربما لا نقتل الناس بسلاح لكن نقتلهم بقدوتنا ومسلكنا فهل نحن قدوة صالحة الناس تنظر إليك يا مؤمن فهل أنت قاتل يا أخي المؤمن.

أنت قاتل وأنتِ قاتلة عندما ترى أخوك المثقل بخطاياه ولا تأتي به إلى المسيح.

إلى أين نقود أولادنا وإخوتنا؟

قبل أن أجلس أريد أن أسأل ماذا فعلت بأخيك؟

ماذا فعلت بأخيك الأكبر يسوع. هل تجاهلته هل أهملته هل أنكرته؟ وإن كنت فعلت هذه كلها فقد صلبته.