العودة الى الصفحة السابقة
ميتتان لا غير

ميتتان لا غير

جون نور


«21 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» 22 فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟». 23 فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. 24 فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ» فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ. إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». 27 وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29 وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ» (يوحنا:8: 21 - 29).

«13 فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. 14 فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَنًا. 15 فَلَوْ ذَكَرُوا ذلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ. 16 وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً» (عبرانيين 13:11 – 16).

هل ذهبت إلى مقبرة وتأملت ساكنيها، هل فكرت بالراقدين في تراب الأرض، هل فكرت يوماً بأنهم كانوا مثلك ومثلي في السابق.

«دماء» تجري في عروقهم «وعقول» تفكر. هل خطر في بالك سؤال أين هم الآن، هؤلاء الذين عاشوا على الأرض وكانوا يتمتعون بحياتهم، أين هم الآن، إنهم في أرض السكون والسكوت، بكلمة أخرى ماتوا. وأنت وأنا أيضاً سنموت. هكذا تقول كلمة الله في الكتاب المقدس عبرانيين 27:9: «وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ».

كيف سنموت لا أعلم. لكني أعرف شيئاً واحداً، أنه سيأتي وقت. عاجلاً أم آجلاً. الذي سننتقل فيه من هذه الدنيا إلى الأبدية، سنموت أن صدقنا أم لم نصدق. سنموت إن تجاهلنا الامر أم لم نتجاهل، سنموت إن أحببنا أم لم نحب، لأنه وضع للناس أن يموتوا مرة واحدة... وما عيّنه الله سيتم بحذافيره:

لا أنت ولا أي واحد من الناس يستطيع أن يغير شيئاً، كثيرون خافوا من الموت لكنهم ماتوا...الكتاب المقدس يقول إننا سنموت.

الاختبار العملي يقول إننا سنموت، وهناك ميتتان فقط لا غير. مهما تنوعت ومهما تعددت. تبقى هناك ميتتان لا غير، حسب كلمة الله، والميتة الأولى:

1 – الموت بالخطية:

ثلاث مرات يقول الرب لسامعيه في إنجيل يوحنا 21:8 و24 «تَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ».

ما معنى أن يموت الإنسان في الخطية هذا «يعني أنك ستبقى منفصلاً عن الله» إلى أبد الآبدين.

أعزائي المستمعين الانفصال عن الله شيء رهيب ومخيف جداً:

المسيح عندما عُلق على خشبة الصليب «لم يستطع أن يتحمل» هذا الانفصال للحظات عن الآب السماوي فصرخ: «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟» (متّى 27: 46). المسيح ابن الله لم يحتمل الانفصال لحظات وهو على الصليب. فكيف تستطيع أنت الانفصال الأبدي عن الله، وأنت الإنسان الخاطي والضعيف، وكما يقول الكتاب المقدس: «الْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ» (1كورنثوس 1: 28). كيف يمكنك أن تقول بأنك تقدر أن تتحمل ما لم يتحمله يسوع.

الموت في الخطية معناه:

1 – الانفصال.

2 – الوحدة.

أي أنك ستجتاز بين الزمن والأبد لوحدك وحيداً.

عندما يقابل الإنسان الموت هذا ليس بالأمر الهين، كثيرون من الناس يموتون فزعاً وهلعاً، شيء مخيف جداً أن يبلغ الإنسان هذه النقطة، لهذا نجد كل الناس يكرهون الموت، والوصول إلى هذه الساعة.

مع ذلك تجد الكثيرين من الناس ما زالوا في غيهم وفي شرهم، يسيرون في تيار الخطية والعالم والشيطان وقلما يفكرون في أبديتهم، ومصير نفوسهم، مع أن الرب ينادي ويقول لهم: ارجعوا إليّ ولا تموتوا في خطاياكم.

في عبرانيين 11:- يتحدث عن أبطال الإيمان والذين ماتوا في الإيمان.

«الموت في الإيمان»

بالإيمان مات كثيرون ، والكتاب يخبرنا أنهم عاشوا في الإيمان لكن كثيرين هم الذين يريدون أن يعيشوا في الخطية وأن يموتوا في الإيمان، وهذا مستحيل لأن الذي يعيش في الخطية سيموت في الخطية، والذي يعيش في الإيمان سيموت في الإيمان، تمنياتك لا تجديك نفعاً. أشواقك لوحدك لا تجديك نفعاً، يجب أن تعيش في الإيمان كي تموت في الإيمان.

الموت في الإيمان معناه أن تموت:-

1 – واثقاً بيسوع:

أي أن تموت مطمئناً كما مات الكثيرون من القديسين، الشخص الذي يتأكد من المكان الذي هو ذاهب إليه هو شخص واثق بكلام المسيح ويصدق وعود الكتاب المقدس. بولس لم يكن متكبراً عندما قال: «أنا عالم بمن أمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى الأبد إلى ذلك اليوم».

الموت في الإيمان معناه:

2 – أنك ذاهب إلى مكان أفضل:

لي اشتهاء أن أنطلق وأن أكون مع المسيح ذلك أفضل جداً، وعندما يقول أي مؤمن هذا الكلام لا يقوله عن يأس. كثيرون من الناس يتمنون الموت لأنفسهم لكنهم يفعلون ذلك عن يأس من الحياة ويفضلون الموت على الحياة فقط بسبب تعاستهم وشقائهم، بولس قال لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح.

الموت في الإيمان معناه:

3 – الموت بدون خوف:

نموت ونحن متعزون بيسوع بدون خوف وارتباك.

4 – الموت على رجاء قيامة الأموات:

أحبائي فداء المسيح فداء كامل. فهو لم يفدي أرواحنا فقط. بل افتدى أرواحنا وأجسادنا، فإن مات وتحلل هذا الجسد. فإنه سيأتي يوم عندما يبوق رئيس الملائكة ويطل يسوع من وراء السحاب الأزرق إلى عالمنا ثانية. في تلك اللحظة بالذات سيقوم الأموات في المسيح يسوع بأجساد غير فانية. روحانية غير قابلة للفناء والاضمحلال، إن كنا نموت سنستفيق في يوم من الأيام بالنسبة للمؤمن الموت هو رقاد. وبعد ذلك سنستيقظ، وأول شخص سنراه عندما تفتح أعيننا هو شخص الرب يسوع. كل الأمور التي تزعجنا وتنغص عيشتنا مفقودة في السماء هناك الفرح والبهجة لهذا سنكون في سعادة أبدية مع يسوع.

الإنسان هو الذي يختار بنفسه الميتة التي يشاء. إن أردت تستطيع الموت في الخطية. أو الموت في الإيمان. الله لا يفرض عليك ميتة معينة.

فماذا تختار؟