العودة الى الصفحة السابقة
التبني الإلهي

التبني الإلهي

جون نور


«3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، 4 كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، 5 إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، 6 لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، 7 الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، 8 الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، 9 إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، 10 لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ 11 الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ، 12 لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ. 13 الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، 14 الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ» (أفسس 3:1 – 14).

المفهوم العام للتبني هو إدخال شخص غريب الجنس والدم ضمن عائلة أخرى جديدة لا يمت لها بصلة ولا تربطه بها روابط سابقة. أمام الشرع يتنازل الأبوان الحقيقيان عن ابنهما لمن يتبناه ولا يعود لهم الحق بالمطالبة به أبداً. ويصبح هذا المتبنى وارثاً حسب التبني.

هنالك أمثال في الكتاب المقدس عن التبني:

ابنة فرعون: تبنت موسى وأصبح وارثاً ومن بيت فرعون.

الملك مردخاي: تبنى أستير وأصبحت فيما بعد ملكة عظيمة، لكن هناك تبني أعظم وأرفع، الله يتبنى ...ومن ...من يقول هو عنهم أبناء الغضب، وأبناء المعصية. وأبناء إبليس.

تقول كلمة الله: «إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي» ليس لأي امتيازات فينا، ولا لأننا نافعون لشيء، فليس فينا شيء صالح. ولكن بيسوع المسيح. وبيسوع فقط صار لنا هذا التبني.

لأن مشيئته أرادت ذلك في العدد الخامس من رسالة أفسس والأصحاح الأول يقول بولس: «سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي... حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ».

موسى ربما تبنته ابنة فرعون لأنه جميل الصورة، ولكن لماذا يتبناك الله، وهل فيك شيء يحب أمام الله؟ لكن الله في محبته وقبل تأسيس العالم سبق فعينك للتبني، قبل أن تولد وقبل ما تتمتع بامتيازاتك ومركزك اختارك الله للتبني.

مكتوب في رومية 15:8 – 16: «إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ. اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ» متوقعين التبني فداء أجسادنا.

في رسالة غلاطية 5:4: «وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ».

وهنا لنتذكر ما قلت سابقا إن هنالك امتيازات في التبني. في التبني يصبح المتبني:

1 – ابناً حقيقياً:

الإنسان الخاطي في الخطية. في لحظة واحدة يصبح ابن الله، وبطريقة بسيطة جداً بأن يقبل المسيح رباً لحياته، وأسمع ما يقول الكتاب.

يوحنا 12:1 «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ».

أفسس 19:2 «فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ».

هذه هي امتيازات التبني. أن تصبح ابناً لله وارثاً ولك سلطان، ومن أهل بيت الله، وليس ذلك فقط بل ابناً حقيقياً تتمتع بكل امتيازات البنوة الإلهية.

2 – بالتبني نشترك في ذات طبيعة الله:

في التبني – يعطي المتبني اسم العائلة وامتيازات الأبناء.

الله عندما يلدنا ثانية، ويعطينا البنوية نصير شركاء الطبيعة الإلهية.

الدم الذي سيجري في عروقنا هو دم ابن الله الحي، لأننا عندما نقبله. سيخلع عنا الإنسان القديم مع أعماله ونجاسته، ونصير حسب صورة خالقنا.

ونعود إلى نفس الصورة التي خلقنا عليها قبل تأسيس هذا العالم.

في سفر التكوين 26:1 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا...» لكن الخطية طمست هذه الصورة في حياتنا. أيضا عزيزي المستمع.

3 – بالتبني نحصل على علاقة جديدة وشركة جديدة:

الخطية: جعلت الإنسان مشرد وهالك وبلا رجاء.

لكن يسوع نقض حائط السياج المتوسط. الذي كان يقف بين الإنسان وخالقه، وأصبحت هناك علاقة تربطنا بالآب. وصار بإمكاننا الاقتراب إلى الأب وأن نلقي رأسنا على صدره. يقول الكتاب المقدس: «وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1يوحنا 1: 3). لم تعد شركتنا مع هذا العالم. أيضا

4 – في التبني نحصل على رعاية وثقة وحماية في كل أمور حياتنا، كما أن الأب يعطي الرعاية لأولاده، والثقة في أنه يحميهم ويسندهم. هكذا الآب السماوي الذي ما زال يتكلم منذ آلاف السنين واعداً أولاده بأن يحميهم ويرعاهم كل أيام حياتهم على الأرض. في رسالة يعقوب يقول لنا يعقوب 5:1: «وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ».

وفي متّى 26:6 «أاُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ... وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا».

«فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متّى 7: 11).

اما في المزمور 23: 1 فيقول: «الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ».

هل عندك الثقة والإيمان في أبوك السماوي. بأنه يسدد احتياجاتك، كلمة الرب تقول: «لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا» (مزمور 24: 1)، فإن كانت الأرض وما فيها هو أنت وأنا. فلماذا نهتم. لنضع كل أثقالنا وأحمالنا على الرب لأنه هو يعتني بنا.

يجب ان نعرف ان هناك قوانين لبنوة الله. على كل متبني أن يطيعها ويحفظها ويعمل بها، وبالمقابل الله يعطي وعوده لمن يعمل حسب إرادته وحسب قوانينه.

في البنوة البشرية، يمكن حرم الابن الحقيقي أما الابن المتبني فلا وهذا ما يعمله الله. الله تبنانا فأصبحنا ورثة مع المسيح.

لكن هل نعرف ما هو ميراث المسيح، كل شيء مما في السماء وما على الأرض المسكونة والساكنون فيها.

يعقوب ويوحنا.... ربما ورثا شيئاً من سفن السمك. ولكن بطرس ماذا ورث اسمع ما يقول.

«مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي... وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ» (1بطرس 1: 3 و4).

«تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ» (متّى 25: 34).

عملية التبني هذه كلفت الله ابنه الوحيد. مات على صليب الجلجثة مسحوقاً لأجل آثامنا. لكي يقدمنا أولاداً طاهرين لأبيه.

«اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!» (1يوحنا 3: 1).