العودة الى الصفحة السابقة
أنواع الإيمان

أنواع الإيمان

جون نور


«وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا» (أعمال 25:16).

وعظ أحد الوعاظ يوماً عن الآية التي تقول: «وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 1: 7)، وأعاد العظة في الأحد الذي يليه، ومن ثم في الأسبوع الثاني والثالث والرابع، إلى أن أصبح أعضاء الكنيسة يزمجرون ويصرخون، لأنه يعظ نفس العظة دائماً، الناس تريد أن تسمع وتدخل وتخرج بدون حساب أو ثواب وعقاب يريدون أن يثبتوا وجودهم أما من جهة التغير فليس لأحد الحق في التدخل في شؤونهم الخاصة.

سأل سجان فيلبي كلمات لربما لم يكن يدرك معناها لكنها المفتاح لكل معضلة ومشكلة وأمر في حياتنا المسلكية روحياً وجسدياً.

قال: ماذا أفعل لكي أخلص؟ ربما يظن ويعتقد الكثيرون كما يعتقد هذا السجان، ماذا علينا أن نقدم ونفعل لنحصل على هذا الإيمان، ويجيب بولس وسيلا: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (أعمال 16: 31).

الجواب هو آمن. هناك طرق كثيرة ومشاكل وأفكار بعقلك تريد أن تعرفها قبل أن تؤمن. فماذا تدعوا الإيمان إذاً بعد المعرفة، الجواب هو آمن. وستعرف ما معنى الإيمان. «الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى» (عبرانيين 11: 1).

الكتاب يقول آمن. تسأل إنسان هل أنت مؤمن، طبعاً، وهذا جواب كل الناس والإيمان يختلف من إنسان لآخر، فكل إنسان يعني الإيمان بالنسبة له شيء. بعكس ما يعني لإنسان آخر، القماش أنواع، قماش جيد وقماش غير جيد، نوع خفيف ونوع ثقيل، كذلك الإيمان له أنواع مختلفة بالنسبة لمفهوم الناس وفي نظرهم. وهناك أنواع من الإيمان: هنالك

1 - إيمان شيطاني:

قبل أن يشهد بطرس ويوحنا وتوما شهد الشيطان الذي كان متلبسا رجل به روح شريرة، (مرقس 1: 24 - 26) الذي صرخ قائلاً: «آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ! فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: اخْرَسْ! وَاخْرُجْ مِنْهُ! فَصَرَعَهُ الرُّوحُ النَّجِسُ وَصَاحَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَخَرَجَ مِنْهُ». ويعقوب 19:2: «أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!». والناس يؤمنون ولكن إيمانهم شيطاني، يعرفون كل شيء عن يسوع، ولكن إيمانهم عقلي، ويعرفون الكتاب جيداً ولكن أين يقودهم هذا الإيمان. إلى منبعه ومؤسسة الشيطان نفسه.وهنالك

2 - إيمان وراثي:

تسأل إنسان آخر هل أنت مؤمن؟ يقول لك جدي مؤمن عظيم وعمي كان شيخاً وقوراً ومؤمناً الله لا يسألك عن عمك وخالك وعمتك، بل يسألك هل أنت مؤمن؟ تستطيع أن ترث سيارة أو بيت أو أرث من أهلك، ولكن لا تستطيع أن ترث الإيمان الحقيقي، كم هنالك من أناس مؤمنين ولكن إيمانهم وراثي لا نفع منه ولا رجاء. وهنالك

3 - الإيمان المزيف:

الإيمان الأول عقلي والثاني وراثي والثالث مزيف. مؤمنون كثيرون في هذه الأيام، لو دخلت في داخل حياتهم الخاصة. لن تجد أي ذرة من الإيمان، ويقول عنهم الكتاب لهم صورة التقوى لكنهم منكرون قوتها، هل تستطيع الصورة أن تسد الحاجة الحقيقية للشيء الأساسي، كالورد الاصطناعي الذي يعطيك المنظر الجذاب، ولكنه بدون رائحة. منظر ميت بدون حراك.

هنالك ايمان يريد أن يصل إلى السماء بأقصر وأقرب طريق، بالواسطة، وبأي طريقة ممكنة. ولكن المؤمن الحقيقي يدخل من الباب الذي هو المسيح.

هناك أفراد يريدوا أن يعيشوا من وراء إيمانهم. الشعب تبعوا يسوع وأرادوا أن ينصبوه ملكاً لأنه أشبعهم وبعدها بيومين أرادوا أن يصلبوه.

لكن ما الذي يجب أن تعمله لكي تحصل على الإيمان الحقيقي؟

1 -أترك محاولاتك الشخصية:

هناك من يريدوا أن يتوبوا عن خطاياهم بقوتهم وبمحاولاتهم الشخصية، يريدوا أن يأتوا إلى يسوع أنقياء طاهرين، ولا يتركوا أي شيء ليسوع. ونهاية كل هذه المحاولات فاشلة، أعمالكم كخرق بالية، وبدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيء كم هي المرات التي حاولت فيها أن ترجع عن خطاياك بقوتك.

كم مرة صممت وفشلت. شخص حاول وحاول وفي آخر الأمر كتب تعهد للرب بدمه ووقعه أن لا يرجع إلى الخطية، ولكنه سقط وفي نهاية فشله واجهه راعي الكنيسة أنه ليس بدمه هو بل بدم يسوع الذي وقع صك المحو عن خطاياه.

كانت إحدى الأمهات تتنزه على شاطئ إحدى البحيرات فغرق طفلها وأخذت بالصراخ، وصرخت في أحد الأشخاص الموجودين أن يسرع لنجدة ابنها الذي يضرب الماء يميناً ويساراً، فلم يتحرك، ولكن سرعان ما ابتدأ يغرق عندئذ غاص إليه وأحضره سالماً لأنه فقد قواه الشخصية. فلا تحاول بقوتك الشخصية. وتعال للرب وقل له أنا سلمت. وإن سلمت يقدر يسوع أن يسلمك ويخلصك من خطاياك.