العودة الى الصفحة السابقة
دعوة الجموع

دعوة الجموع

جون نور


«تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28).

الذي يتأمل آيات الكتاب المقدس جيداً يجد أنها تشبه نجوم السماء إلى حد بعيد، فكما أن كل نجم يمتاز عن نجم آخر، ويلمع لمعاناً أكثر من نجم آخر، فهذا هو الحال مع آيات الكتاب المقدس الآيات الكتابية كلها آيات مقدسة وكلها كلام الله وموحى بها منه ولكننا عندما نتأمل بها جيداً نرى البعض منها يتألق ويشرق أكثر ويبرز أكثر من البعض الآخر.

هذه الآية التي نطق بها المسيح: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» الجميع يعرفونها عن ظهر قلب هذه الآية التي لا يدعوا فيها المسيح أفراداً أو جماعة معينة بل الجميع، «يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ» ونريد أن نتأمل في دعوة يسوع للجموع في ثلاث كلمات:

أولاً: دعوة يسوع للجموع كانت دعوة صحيحة:

1 - دعوة صحيحة:

يقول تعالوا وعندما يقول تعالوا هو يعني ما يقول، ويقول ما يعني، ما من مرة دعا يسوع جماعة من الناس لكي تأتي إليه أو لكي تأتي وراءه وتتبعه، إلا وكان هادفاً في كلامه. وكل الذين تبعوه وجدوا أن دعوة يسوع دعوة صحيحة، صادقة مئة بالمئة، عندما أتينا ليسوع وجدناه صادقاً في دعوته، دعانا وخلصنا وغفر خطايانا وأعطانا حياة أبدية، وجعلنا ملوك وكهنة ووارثين مع المسيح وأعطانا كل الامتيازات الروحية السماوية وأصبحنا أبرار في شخصه العزيز المبارك.

عندما يدعو يسوع ويقول تعالوا يسوع صادق في دعوته لأن دعوته صحيحة.

أيضاً دعوة يسوع:

2 - دعوة صريحة:

تعالوا «إِلَيَّ» استغرب دائماً من الكثيرين الذين يذهبون إلى غير يسوع، لم يتفوه يسوع بكلمة قال فيها اذهبوا عني أو إلى غيري فتجدوا راحتكم، كانت دعوته باستمرار إلى الناس تعالوا إلي. لأنه كان يعرف يقيناً أنه هو الوسيط الوحيد بين الله والناس «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا 14: 6).

أي المجيء إلى الآب محصور بشخصه بشخص الرب نفسه. يسوع يحزن عندما يجدنا نهمله ونذهب إلى غيره من الأنبياء والقديسين لكي ننال الراحة والسلام والغفران والحياة الأبدية، طالما هو الذي دعانا لماذا نذهب إلى غيره؟

تعالوا معي لكي نقوم بجولة إلى كلا العهدين القديم والجديد لنسأل رجال الله القديسين ونقول لهم ما هي نصيحتكم من جهة هذا الأمر إلى من نذهب؟ هل نذهب إلى يسوع أو إلى أي شخص آخر غيره؟ ولنبدأ.

1 - موسى:

يا موسى ما هي نصيحتك إلى من نذهب، يقول موسى: «يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ» (التثنية 18:15). وكل نفس لا تسمع لذاك النبي تباد من الشعب. وهذه النبوة خرجت من فم موسى عن المسيح بكلمة أخرى موسى يقول لنا إذهبوا إلى يسوع.

2 - دعونا نسال النبي إشعياء:

يا إشعياء أنت تعرف بأواسط الإنجيليين بالنبي الإنجيلي وسفرك يعتبر إنجيلاً خاصاً فإلى من نذهب فيقول إشعياء:

«لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ» (إشعياء 9: 6).

«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا» (متّى 1: 23).

بكلمة أخرى إشعياء يقول: إذهبوا إلى يسوع.

3 - لنسأل ميخا:

ما رأيك يا ميخا؟ «وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ» (متّى 2: 6). بكلمة أخرى ميخا يقول اذهبوا ليسوع.

4 - يوحنا المعمدان:

أنت قريب يسوع بالجسد. وقد عمدته بالماء ورأيت الروح القدس يحل عليه. وإرتكضت في بطن أمك وأنت جنين. فإلى من نذهب فيشير يوحنا بأصبعه إلى يسوع ويقول: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!» (يوحنا 1: 29).

5 - العذراء مريم:

إلى من نذهب أيتها المباركة فاسمعوها تقول مهما قال لكم يسوع فافعلوه.

6 - بطرس:

إلى من نذهب يا بطرس" أعمال 12:4 «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ» اذهبوا إلى يسوع.

7 - الله نفسه:

هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا» (متّى 17: 5).

إن دعوة يسوع صريحة وصحيحة ومريحة.

3 - دعوة مريحة:

يسوع يقول وأنا أريحكم. يريحنا من ماذا من الهموم والمشاكل والأثقال والأتعاب من هذه كلها، من الخطية الخاطئة جداً.

الخطية حمل ثقيل يشدنا ويربطنا إلى الأرض. أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الأجساد المرهقة، والعيون المتعبة، والرؤوس المصدعة، عصر القلوب التعبانة، والضمائر التعبانة.

لقد ابتدأ العالم اليوم يحس بصحة كلام الرب يسوع المسيح ودعوته.

لنسأل الرب أن يعطينا راحة، راحة القلب الضمير وسلام الحياة.

جاء أشر الخطاة إلى يسوع ووجدوا راحتهم فيه، شاوول المتعب قابله يسوع في طريقة للشام وغيّر حياته.

إن الرب يسوع لا يشاء موت الخاطي ولا هلاكه بل أن يقبل هذا الخاطي إلى الرب.

يسوع يدعوك إليه هل تلبي الدعوة