العودة الى الصفحة السابقة
إلى من نذهب

إلى من نذهب

جون نور


«فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ» (يوحنا 68:6).

عندما ابتدأ الرب يسوع خدمته تجمهر حوله جموع غفيرة سرعان ما انصرفت عنه. لأنها لم تعرف رسالته، أو أنها عرفتها لكنها لم تجدها ملائمة لمطاليبها.

وبعد خدمة بضعة أشهر تجمعت حوله جموع كثيرة أيضاً ولكن لم يمض وقت طويل حتى تبخر هؤلاء التابعون لأنهم كانوا يتبعونه ببطونهم لا بإرادتهم وقلوبهم.

لقد كانوا يتبعونه للربح المادي، وكانوا يريدون أن يجعلوه ملكاً سياسياً عليهم ليحررهم من النير الروماني. وكان للسيد الرب بعد أن عرف أفكارهم أن من الضروري أن يغربل تلك الجموع، فأخذ يخاطبهم بلغة روحية وبعبارات سماوية.

أخذ يخبرهم بأنه أتى إلى العالم لا ليعطيهم الخبز الأرضي. بل الخبز السماوي.

جاء إلى الأرض ليس ليحررهم من نير الرومان بل من نير الخطية.

ومن ذلك الحين أرتد عنه الكثيرون ومن هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه.

كثيرون تبعوه طمعاً في ربح أوفر، أو جاهاً أكبر ولما خابت آمالهم رجعوا إلى أشغالهم الأولى وبقي يسوع مع تلاميذه الإثنى عشر. ووجد أيضاً أن الوقت ملائم لوضعهم في بوتقة التصفية، أراد أن يعرف إن كانوا سيبقون أمناء إلى النهاية، فالتفت إليهم وسألهم.

ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا؟

لقد قدم لهم الحرية الكاملة ليرجعوا إلى الوراء إذا شاءوا فخيّرهم بقوله لهم ألعلكم أنتم تريدون أن تمضوا.

فأجابه سمعان بطرس يا رب إلى من نذهب، كلام الحياة الأبدية عندك.

نرى العالم في هذه الأيام يذهب إلى الطوائف وإلى القديسين. ونسوا يسوع نسوا أن الحياة الأبدية عند يسوع.

يا رب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك.

1 - الحقيقة الأولى: نحتاج أن نذهب إلى شخص ما.

2 - والحقيقة الثانية يجب أن نسأل أنفسنا إلى من نذهب.

3 - والحقيقة الثالثة تحوي الجواب نذهب إلى المسيح لأنه عنده وحده كلام الحياة الأبدية، وهو الذي يسدد احتياجاتنا.

هناك توجد:

1 - حقيقة: نحتاج أن نذهب إلى شخص. البشرية تصرخ طالبة شخصاً ليقودها. ثورات وانقلابات من أجل إيجاد الشخص المناسب. الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده بدون مرشد أو معز، نحتاج أن نلتجأ إلى من هو أحكم منا وأقوى منا، فنتبعه ونحترمه ونطيعه.

لنلاحظ أن البشرية تطلب شخصاً وليس شيئاً. كل الديانات أسسها أشخاص. ولكن السؤال الصحيح ليس بماذا يؤمن مئات الملايين من البشر بل بمن يؤمنون؟ كل الديانات قامت على أشياء أما المسيحية فعلى شخص.

لماذا تحتاج النفس البشرية إلى شخص؟:

أ‌ - أولاً ليخلصها من الخطية وسلطانها وعبوديتها:

لأن الخطية ألد عدو للإنسان، لأنها مصدر شقائه وبلائه كل نفس بشرية تصرخ ضد كل عادة شريرة تملكت عليها. وتشتاق للحصول على الصلاح والمحبة والسلام.

لا أتعس من إنسان أختبر المحبة والفضيلة والطهارة والقداسة وتغيره قوة إبليس فيصبح مبغضاً قاسياً حسوداً قاتلاً أنانياً فاسداً.

ب‌ - حاجة الإنسان الثانية إلى شخص يرفعنا فوق الموت ويخلصنا من شوكته:

الموت عدو الإنسان اللدود، فمع أن الإنسان تسلط على معظم قوات الطبيعة لكنه يقف مندهشاً محتاراً خائفاً أمام يد الموت القوية.

ج - حاجة الإنسان الثالثة إلى شخص يكون مثالاً للكمال:

إننا في هذه الأيام الملئى بالفوضى الأدبية نحتاج إلى من يكون مقياساً للآداب والأخلاق والمثل العليا.

إذاً الإنسان يحتاج إلى شخص ليخلصه من قوة الشر ويرفعه فوق الموت ويكون مثالاً أعلى له، إذاً لمن نذهب.

2 - السؤال هو إلى من نذهب؟

أ‌ - هل نذهب إلى الإنسان الدنيوي المادي. هل نرمي بأنفسنا في أحضان العالم ومطامعه وملاهيه. ونطفي ما فينا من الشعلة السماوية والنور الإلهي.

كثيرون من الناس اتخذوا المادة معبودهم. واللذات إلههم قائلين: «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ!» (1كورنثوس 15: 32) مئات من الشبان والشابات أخذوا يكرعون كؤوس اللذات حتى ثمالتها دون ترو أو تفكر.

كثيرون من الناس يتبعون مذاهب هذا العالم الملحد. لزعمهم أن أتباع المسيح أمر شاق لا بل مستحيل.

نجد الكثيرين قد ارتدوا عن المسيح واتبعوا العالم، والمسيح والعالم مختلفان.

يقول المسيح: «طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ» (متّى 5: 4).

3 - إذاً إلى من نذهب؟:

أنذهب إلى الأديان الأخرى؟

أنذهب إلى الديانة البوذية والكنفوشية أو اليهودية أو الشيوعية؟

إلى من نذهب":

4 - الجواب كلام الحياة الأبدية عندك:

يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية عندك. عندك الحياة الأبدية.

وإذا كنا نرغب في أن يحدث هذا التغيير في حياتنا وأخلاقنا وبيوتنا وعاداتنا فلا سبيل سوى الإقبال إلى المسيح وقبوله مخلصاً لنا.

لا تذهب إلى الناس والعالم، إذهب إلى من عنده الحياة الأبدية، متى ستذهب إليه. الآن وقت مناسب لأن الجميع سيهلك كما ستهلك أنت إن كنت بدون المسيح.