العودة الى الصفحة السابقة
مواقفنا المسيحية

مواقفنا المسيحية

جون نور


«فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ» (فيلبي 27:1).

عندما تواجه الإنسان مشاكل هذه الحياة وتقلباتها فعلى الإنسان أن يختار بين نعم أو لا. وهذه حياة الإنسان المؤمن الذي وضع شريعة إلهه في قلبه، لذلك نجد أن المؤمن هو إنسان ذو مواقف دائماً. يتخذ دائماً مواقف أمام المشاكل والصعوبات وأمام الخطية.

المؤمن يؤمن دائماً «نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ» (متّى 5: 37).

أما الإنسان الغير مؤمن فلا توجد عنده مواقف أبداً. وإن كان هناك شيء من المواقف فهي مواقف وقتية، لأنه لا يستطيع أن يقول أمام الخطية لا. ولا يستطيع أن يقاومها بل يحني رأسه لها.

الإنسان الخاطئ هو كالمفلوج يحمله الناس كما يريدون. هكذا الخطية يصبح الإنسان عبداً لها. تأمره فيطيع، تحمله إلى تيارات الفساد والشر والخطية.

لكن الإنسان المؤمن هو يسود على الخطية ويحكمها ولا تحكمه.

عزيزي المستمع يجب أن نقف نفس الموقف الذي وقفه الرب يسوع عندما قال لا للخطية والشيطان. يجب أن تكون لنا مواقف وتحديات للخطية، ونقف الموقف المشرف الذي بواسطته يرى الناس مواقفنا هذه.

يجب علينا أن نقف موقف مشرف من:

1 - ناحية العبادة:

أن نعرف ماذا نعبد، ولمن نعبد. وكيف نعبد. كثيرون مسيحيون في نظر أنفسهم. لكنهم لا يعرفون شيئاً عن مسيحهم. لا نعرف عن مسيحيتنا سوى اسمها، وعن عبادتنا سوى طقوسها. الكتاب يقول: «لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» (متّى 4: 10) فقط.

نبوخذنصر صنع تمثال من 60 ذراع. وكل من لا يسجد له. يوضع في أتون النار المحمى سبعة أضعاف.

كل الرؤوس انحنت لصنع أيديها إلا شدرخ وميشخ وعبدنغو، وعندما وصل الخبر إلى الملك. قال إذا عبدتم اعفوا عنكم - رفضوا. للرب إلهنا نسجد وإياه وحده نعبد. وُضعوا مقيدين في أتون النار، ماذا نرى هناك أربعة، ألم نطرح ثلاثة؟ - الرابع كان شبيه بابن الآلهة. كانوا ثلاث فأصبحوا أربعة. لماذا؟ لأنهم وثقوا بكلمة الله حتى في أشد ساعات الضيق، فكان هو بنفسه معهم، هل تؤمن بأنه يكون معك في بيتك في ضيقك وآلامك، وصعوباتك؟ إن كنتم اثنين فهو ثالث لكم يعزيكم ويساعدكم.

الرب معنا فلا نخاف من الذين يقتلون الجسد.

داريوس - وضع دانيال في جب الأسود لأنه رفض أن يبدل شريعة إلهه بشريعة داريوس وكان عمره 80 سنة.

ولم ينم الملك في تلك الليلة. طار عنه نومه. وبكر في الصباح، وصرخ داخل الجب إلى دانيال. «يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ، هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ؟» (دانيال 6: 20). فأجابه دانيال:

«إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ» (دانيال 6: 22). اعزائي المستمعين إيانا ثم إيانا إن ابتعدنا عن عبادة الله الحقيقية.

كرنيليوس: سجد عند قدمي بطرس. لكن بطرس أنهضه وقال قم أنا أيضاً إنسان.

إن كان هذا قول بطرس مقدام الرسل. فما هو موقف من يبعدون عبادة الله الخالق عن معناها الحقيقي.

هل في حياتك تقف هذا الموقف المشرف من ناحية العبادة؟ ويجب علينا أن نقف موقف مشرف من:

2 - من جهة الشهادة:

مجمع اليهود قال لبطرس والتلاميذ: إياكم أن تنطقوا بهذا الاسم ثانية، لكن جوابهم كان كيف نسكت عما سمعنا وشاهدنا ولمسته أيدينا، لم يستحوا بيسوع.

هل تستحي بيسوع، أليس من الأولى أن تستحي من الخطية.

كثيراً ما نحدد يسوع وكمسيحيين بإمكاننا أن نحدد يسوع في حياتنا وشهادتنا يمكننا أن نجعله يعمل في حياتنا أو لا يعمل.

إن كنا نعرف أن إلهنا قوي سنذهب إلى العالم بقوة. بدون مواقف مشرفة في العبادة والشهادة بيسوع لا يمكن أن نؤثر على بيوتنا ولا على العالم حولنا.

ويجب علينا أن نقف موقف مشرف من:

3 - التجارب والضيقات علينا أن نقف موقف مشرف عندما تداهم بيوتنا التجارب والضيقات. المرأة الشونمية مات طفلها ركضت إلى رجل الله فقال لها:

سلام لك - سلام. سلام لزوجك - سلام. سلام لولدك - سلام. في الضيقة وولدها ميت - سلام.

هذا ما قاله الرب يسوع: «لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي» (يوحنا 14: 1). كذلك يجب أن يكون لنا موقف مشرف.

4 - من جهة الظروف والعالم المحيط بنا:

علينا كمسيحيين أن لا نتلوث بالبيئة. أو نجاري الظروف. نحن لا نسير كما يسير العالم بل كما يريد الرب منا في دستوره الإلهي.

يوسف عندما أغوته امرأة فوطيفار بقي أميناً أمام كل الظروف - وقال: «كَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ؟» (تكوين 39: 9) لأنه كان يطيع سيده.

ويجب علينا أن نقف موقف مشرف:

5 - في الاضطهاد:

الجميع يسخرون منا يستهزئون بإيماننا، ويسيئون معاملتنا، لأننا مؤمنون، هذا ما وعد به الرب للذين يؤمنون به.

«فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ» (يوحنا 16: 33).

دانيال: في جب الأسود صرخ للملك: حي هو الرب الذي أعبده، الذي أرسل ملائكته فسد أفواه الأسود.

في الاضطهاد الله سيسد كل فم يرتفع ضد أولاده، إن كانوا يُضطهدون من أجل اسمه فقط.