العودة الى الصفحة السابقة
الاستعداد للقاء الرب

الاستعداد للقاء الرب

جون نور


«لِذلِكَ هكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. فَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هذَا، فَاسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ» (عاموس 12:4).

لقد كان عاموس النبي رعد الله القاصف على أمة إسرائيل المرتدة، فقد كانت عيناه وشفتاه ناراً موقدة. ارتعبت منها فرائص الأغنياء الذين ملئوا بيوتهم من الظلم، فنزل عليهم عاموس قائلاً بلسان الوحي «كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ» (عاموس 5: 21) وفي ذلك الوقت الذي لم يبق فيه من الدين إلا المظاهر الكاذبة، حينما كان الكأس مطلياً بذهب أما داخله فكان نجساً نطق عاموس بهذه الكلمة بالروح القدس «اسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلهِكَ».

1 - ضرورة الاستعداد

منذ بضع سنين خصصت إحدى شركات التأمين جائزة قدرها الفين وخمسمائة دولار لمن يجمع في ثلاث كلمات تحذيراً يمنع أخطار التصادم ليوضع شعاراً على أبواب القطارات والسيارات، فنال الجائزة صاحب هذه الكلمات الثلاث 1- قف 2- أنظر 3- واسمع.

وهذه الكلمات بالرغم من المبلغ الباهظ الذي دفع ثمناً لها لا تساوي شيئاً إن لم يعمل بها.

فأي وقاية في كلمة قف إن لم يقف الناس قبل وقوع الخطر، وأي تحذير في كلمة اسمع إذا لم يفتح الإنسان أذنية ويتروى وأي وقاية تنطوي عليها كلمة أنظر إذا لم يلتفت الإنسان. ألف زجاجة دواء لا تنفع المريض إذا لم يتناول الدواء. قد يموت الإنسان عطشاً وبجانبه ينبوع ماء إن لم يمد يده ويشرب، كما أن قارب النجاة يصبح بلا قيمة إذا لم نستعمله في ساعة الخطر.

الصليب أداة الخلاص قد يتحول لهلاكك إذا لم تلجأ إلى المصلوب عليه. لأن يسوع هو الطريق الأوحد والوسيط ولا سواه «لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا 14: 6).

يمكنك أن تنكر الجحيم ويمكنك أن تنكر كل الأمور الروحية وتهزأ بها ولكنك لا تستطيع أن تهزأ بالله حينما يصدر حكمه عليك فاستعد للقاء إلهك.

2 - بساطة هذه الحقيقة

استعد ما أبسطها كلمة، فهي ليست لغز أو معادلة جبرية، أو كلمة هيروغليفية، بل كلمة يفهمها الطفل، ومع أن معنى الآية واضح وضوح الشمس في رابعة النهار. فإن الإنسان قلما يهتم بمعناها وكأنها لا تعنيه من قريب أو بعيد، لأن الإنسان يستعد لكل شيء إلا النهاية، يستعدون للزواج والشغل والجامعة والرحلات والمباريات الرياضية يستعدون لكل شيء إلا النهاية، يستعدون لكل شيء ما عدا أهم شي بل أهم حدث على الأرض وهو لقاء الرب.

3 - المؤمن وغير المؤمن سيلاقيان الله

إن أجمل ساعة في حياة المؤمن هي تلك الساعة التي سيقابل الله فيها ذلك الحدث السعيد هو بمثابة انتقال من العبودية إلى الحرية. من المرض إلى الصحة، من قيود الأسر إلى أفراح الحرية..

إنه لأمر خطير جداً إن نستهين بلطف الله وإمهاله وإحساناته، لقد وقع آخاب في هذا الخطأ فلحست الكلاب دمه، ويهوذا وقع في هذا الخطأ فشنق نفسه والملك شاول الذي طوى الانتحار حياته. نبوخذنصر لما أرتفع قلبه وتقست روحه تجبراً انحط عن كرسي ملكه ونزعوا عنه جلاله وطرد من بين الناس وأصبح كالحيوان وسكناه مع الحمير الوحشية، فأكل العشب كالثيران.

4 - إمكانية الاستعداد

عندما يقول الرب أستعد. فهذا يعني أن الأمر ممكن وليس مستحيلاً، لأن الله لا يطلب منا المستحيل، فالله لا يطلب منا أن نصنع لبناً بدون تبن، كما طلب فرعون من شعب إسرائيل أو نوقد ناراً بدون حطب، كلا فإن الله لا يطلب المستحيل واستعداد الله لمنحنا الغفران دليل إمكانية الاستعداد للقائه.

لا نكذب نحن إن قلنا دائماً من على هذا الاثير إن واجب الخاطئ هو أن يستعد للقاء الله، وذلك بقدومه إلى المسيح ومن يرفض ذلك يسجل على نفسه دينونة وهلاكاً بدون رأفة.

5 - لماذا يجب علينا الاستعداد؟

هل يستطيع الأعمى أن يتمتع بجمال الورد، والأصم بسماع الأنغام الشجية، كلا.

ولا الخاطي يقدر أن يتمتع بأمجاد السماء إن لم يكن مستعداً، فالإيمان يؤهلنا للتمتع بالأمور السماوية لأن هناك كل شيء طاهر الملائكة أطهار والقديسون أطهار فيجب أن نكون نحن أطهار أيضاً، إن كان الله يستحمل عدم طهارتنا هنا في الأرض فيكف يقدر أن يستحملها بالسماء مكان الطهارة والقداسة.

إن كل الدرجات العلمية من كل جامعات العالم لا تستطيع أن تفتح أبواب السماء في وجهك. وكل خاطي يرفض صفح المسيح يحكم على نفسه بالموت.

6 - كيف نستعد؟

«اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ» (يوحنا 3: 18).

«الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ» (يوحنا 3: 36).

7 - متى نستعد؟

يوجد جواب واحد وهو الآن: «اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ» (إشعياء 55: 6). كفاك درساً في خرائط الطريق وابدأ السير عملياً ابدأ الرحلة إلى الأبدية الآن.