العودة الى الصفحة السابقة
المسيح رب الحياة

المسيح رب الحياة

جون نور


«إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ» (2كورنثوس 14:5 - 15).

لقد مات ربنا يسوع المسيح عندما أخذ صورة إنسان، فمع أنه السيد العظيم الذي يأمر فيُطاع، وهو الذي به وله الكل قد خلق، إلا أنه في تواضعه أرتضى أن يأتي في الجسد آخذاً صورة عبد. لقد حمل سيدنا الدينونة ورفع عنا العقاب ويا لها من آلام رهيبة تلك التي تحملها الحبيب إذ أن قلبه ذاب كالشمع من هول الدينونة الرهيبة التي تحملها لأجلي ولأجلك... نعم احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطايا لتحيوا لله... عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح، وللدعوة التي دعيتم بها.

أولاً: إن المسيح بموته قد أعطانا الكثير من الامتيازات الروحية التي نذكر منها:

1 - سدد كل مطاليب العدل الإلهي «إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (رومية 1:8).

2 - حررنا من الخطية وسلطانها لأنه أنقذنا من سلطان الظلمة (كولوسي 13:1).

3 - صرنا أولاداً لله ومتعنا بامتياز البنوية لان كل «كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ» (يوحنا 1: 12).

4 - صار لنا كل شيء في المسيح لأنه «بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ» (أفسس 3:1) فلهذا السبب ينبغي:

ثانياً: ينبغي أن نكون له بالتمام

هناك أشياء تعوق المؤمنين الأحياء عن الحياة لله نذكر منها:

أ - الأنانية: وهذه تظهر في صور مختلفة منها:

1 – الاهتمام بالجسديات : قد ينظر البعض لهذا الأمر نظرة عادية، لكن هذا لا يتفق مع حياة التكريس والمحبة لله لأنه يقول: لا تهتموا بالغد، ولا تهتموا بشيء، كما يقول في أمثال 26:11: «مُحْتَكِرُ الْحِنْطَةِ يَلْعَنُهُ الشَّعْبُ، وَالْبَرَكَةُ عَلَى رَأْسِ الْبَائِعِ».

2 - جشع التملك للعقارات والبيوت والأمور الأرضية: الرب يحذر الذين يصلون بيتاً ببيت وحقلاً بحقل لكي يزيدوا من ممتلكاتهم قائلاً لهم إن: «البيوت تصير خراباً والحقول لا تثمر» (إشعياء 8:5).

3 - إهمال احتياجات الآخرين: «كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي» (متّى 25: 43). كما يقول لنا الرب في (1يوحنا 17:3) «وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟».

4 - القلب غير المبالي إلا بنفسه فقط. عندما باع يهوذا الاسخريوطي سيده، يذكر عنه الكتاب إنه ندم إذ قال في متّى 3:24: «أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًاً» لكن إجابة القلب غير المبالي الذي كان لرؤساء الكهنة قال: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» هذه هي قساوة عدم المبالاة وعدم الاهتمام بالخطاة ومتى وجدت فينا هذه القساوة فإنها لا تمنع تكريسنا فقط بل تعوق صلواتنا.

5 - محبة المال: فالمال إذا أحبه قوم صار سيداً لهم، فكيف نحيا لمن مات لأجلنا ونحن تحت سيادة سواه. ومن الأشياء التي تعوق المؤمنين عن الحياة لله.

ب - الحياة في الخطية:

في غلاطية 20:2 يقول: «مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ» لقد صلبنا إذاً فالخطية لن تسود علينا لكنها تحاربنا من الخارج، ونحن ننتصر عليها بنعمة الله لأن إلهنا يقودنا في موكب نصرته في المسيح، لذا لا تعيشوا في الخطية فأنتم أموات عنها.

ثالثاً: كيف نحيا للذي مات لأجلنا وقام؟:

1 - في الروح القدس

أيوجد مؤمنون ينقادون بالجسد؟ نعم، فلا داعي للإدعاء أنك شخص روحي. مرات تقول للرب أنك مستعد للتكريس، فيقول الروح، هذا غير صحيح. لأنك ما زلت متمسكاً بأشياء كثيرة كالكبرياء وأعمال الجسد، «وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ» (غلاطية 5: 22 و23). افحص نفسك هل أنت تسلك بالروح؟

2 - السلوك في المحبة: المؤمن الذي لا يسلك في المحبة هو في حالة يُرثى لها. كيف يحيا للمسيح وقلبه ممتلئ من عدم المحبة للآخرين. كيف يسكن قلبه أمام الله وقلبه ليس فيه محبة؟ كيف يحيا مكرساً وأحشاؤه مغلقة؟ فنحن ينبغي علينا أن نضع نفوسنا لأجل الاخوة.

3 - محبة كلمة الله. كثيرون يهملون كتابهم ويريدون أن يحيوا لله حياة مكرسة وهذا مستحيل إذ يقول الرب: «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ» (يوحنا 14: 15).

4 - حياة الصلاة: في 2كورنثوس 18:3 يقول: «ننَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ» لنا الحق جميعاً أن ننظر مجد الرب بوجه مكشوف لأن الرب يسوع أزال الحجاب الحاجز. فعلينا أن نقترب لله باستمرار في عرش النعمة حتى نتغير من مجد إلى مجد. لا تهمل الصلاة لأن الرب يقول: «صلوا ولا تملوا وصلوا كل حين».