العودة الى الصفحة السابقة
سراج النفس

سراج النفس

جون نور


«نَفْسُ الإِنْسَانِ سِرَاجُ الرَّبِّ، يُفَتِّشُ كُلَّ مَخَادِعِ الْبَطْنِ» (أمثال 27:20).

«وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ» (2بطرس 19:1).

إن التشبيهات في العهد القديم والعهد الجديد لم تكتب عرضاً بل أن كل كلمة كما نؤمن بها كتبت بوحي الروح القدس معطية على مر العصور والأزمات. القصد والمعنى الذي أراد الرب أن يبنيه ويوضحه لنا.

عندما قال الرب يسوع: «أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ» (متّى 5: 13)، كان يقصد أن وجود المؤمن في هذا العالم كاحتياج الملح للطعام وحفظه من الفساد. وعندما قال: «أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ» (متّى 5: 14). قصد أن يكون المؤمن هو النور المضيء للعالم الخاطئ، وهناك العشرات من الأمثال المشابهة. مكتوب في سفر الأمثال 27:20: «نَفْسُ الإِنْسَانِ سِرَاجُ الرَّبِّ».

وما هي النفس، أليست هي الروح؟ والحياة التي وضعها الله في الإنسان تكوين 7:2: «وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً» فكيف تكون هذه النفس سراج الرب؟ أي أن حياة هذه النفس هي سراج للرب يضيء ويشتعل لكي ينير ظلمة هذا العالم.أنتم نور العالم لا يمكن أن يوقدوا سراجاً ويضعونه تحت مكيال لماذا لأن السراج يضيء لكي ينير ويرشد، يوضع السراج في مكان مرتفع جداً حتى يهتدي به التائه والبعيد.

أنت يا مؤمن سراج للرب أين يضيء نورك هل هو تحت المكيال، أو على المنارة لكي يهتدي بهديه التائه.

كلنا او البعض منا أبناء القرى والريف لا بد أننا في يوم من الأيام احتجنا السراج واستخدمناه. والرب يعطينا درساً مهماً لحياتنا من خلال معرفتنا بمزايا وصفات السراج تلك لأنها تشابه تماماً صفات ومزايا المؤمن.

ما هي مزايا السراج؟

1 - السراج يضيء في الظلمة:

عمل السراج وصنع لكي يضيء في الأماكن المظلمة ومن المضحك أن تستخدم سراج في مكان منير ولكن على العكس فأنت تستخدمه لكي يضيء لك في مكان لا تستطيع أن تراه بدون النور والمؤمن هو السراج الذي يضيء في ظلمة هذا العالم، يضيء فيرى الآخرون حقيقة وبشاعة خطاياهم على ضوء نور المسيح الذي يشع من حياته.

هل نعطي من نور المسيح للذين بحاجة أن يروا النور؟

تقول كلمة الله إن كان النور الذي فيكم ظلمة. فالظلمة كيف تكون، فإن كنتم أنتم المؤمنون النور الذي يصدر منكم ظلمة. فكيف نصف الظلمة في العالم هناك، ما هو مقدار النور الذي تعطيه هل هو ضوء نواسه أم ضوء باهر كشاف يظهر كل شيء ويصيب من ينظر إليه بالعمى من شدة النور تأكد بأن النور نور المسيح الساطع الباهر سيعمي أذهان الخطاة عندما يروا نور المسيح الحقيقي فيك.

2 - السراج بحاجة إلى تنظيف لكي يظهر نوره للآخرين:

مع المدة وكثرة الاستعمال يحتاج السراج إلى عملية تنظيف كليّة، ترسبات شحبار يتراكم ويصبح لون السراج ضارباً إلى السواد حتى في النهاية يصبح نور السراج ضعيف وخفيف غير ظاهر.

كذلك المؤمن مع قلة الاختبارات والحياة المنتصرة أو قلة الاستعمال. لا حياة روحية لا شهادات لا اختبارات جيدة، نعيش على اختبارات التجديد يطرأ علينا الخمول والصدأ، وتتراكم علينا مشاكل العالم حتى يغمر نور المسيح الذي فينا فلا يعود يظهر للعالم، هل تترك سراجك مهمل أم تحافظ عليه يوم بعد الآخر؟ هل تقدم نورك وسراجك حياتك شهادة للآخرين؟ أم أنك نسيت نحن بحاجة أن ننظف سرجنا من حين إلى آخر حتى يعود إلى لمعانه وضوءه السابق.

بدون أن تكون سرجنا ملمعة طاهرة نظيفة نقية لا يمكن أن يظهر نورها.

«لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً (بالحق) وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً» (لوقا 12: 35).

3 - السراج تقص فتيلته وتشذب من حين لآخر عندما يصبح ضوء السراج غير نقي، ويبدأ في تلويث الجو، نأتي بالمقص ونقص رأس الفتيل حتى يعطي نوراً صافياً مرة أخرى، هل ينطبق هذا على حياتنا كمؤمنين، هل فتيلتنا بحاجة إلى قص، هل أكل الدهر على تصرفاتنا وشرب، هل العالم أضعف نور سراجنا المضاءة حتى لم يعد يظهر نورها.

أخي وأختي لكي لا تحتاج للمقص وعصا الرب اعمل بنفسك لكي تكون حياتك مرضية لدى الرب اجعل نورك دائماً ساطعاً منيراً وفتيلتك مشذبة دائماً.

4 - السراج لا يضيء إلا بالزيت وإن وضع غير ذلك لا يعطي نوراً بل دخاناً.

الزيت يرمز إلى الروح القدس في العهد القديم وإلى الملك، عندما كانوا يعينون الملك كانوا يمسحونه بالزيت، والمؤمن ملك وكاهن وابن للرب ممسوح بدم العهد الجديد، ولذا أي شوائب ومواد تدخل في حياة هذا المؤمن ستظهر حالاً، حالما تضع في السراج شيء غير الزيت سيدخن وينطفئ وهكذا المؤمن متى دخل العالم فيه واشترك في ما لا يسر الرب سيظهر علانية، لماذا؟ لأن الرب ميز تقيه، أنت صورة الله غير المنظور الله صنعك على صورته ومثاله، فعندما تطمس هذه الصورة ستظهر علانية وليس الأمر بحاجة إلى توضيح.

الله لا يرضى أن يقاسمه أحد، في قلبك وحياتك إن كان هناك أي شيء في القلب مع الرب، الرب لا يرضى أن يسكن في شيء يقاسمه فيه شيء آخر، الرب إذاً خارج القلب، وماذا يبقى في القلب نار ودخان وظلام.

تأكد مما هو موجود في قلبك هل تمزج الإيمان بالعالم والنميمة والشك؟ تأكد من أنك لا تشرك الرب في خليط حياتك وتصرفاتك.

لأن «نَفْسُ الإِنْسَانِ سِرَاجُ الرَّبِّ».