العودة الى الصفحة السابقة
قوة الروح المطهرة

قوة الروح المطهرة

جون نور


«فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ» (1ملوك 38:18).

نقرأ في سفر الملوك الأول عن الملك الشرير آخاب الذي عمل الشر أكثر من جميع الملوك قبله. وكيف اتخذ ايزابل الشريرة زوجة له وسار وعبد البعل وسجد له وأقام مذبحاً للبعل في بيته الذي بناه في السامرة (1ملوك 29:16).

كانت ايزابل شريرة فقطعت أنبياء الرب (1ملوك 4:18) وكرّمت أنبياء السواري والبعل، ويقول الكتاب أن أنبياء البعل 450 وأنبياء السواري 400 الذين كانوا يأكلون على مائدة ايزابل . لقد كان الشعب في ارتداد عن الله الحي فأغلق النبي ايليا السماء بأمر الرب ولم يكن طل ولا مطر مدة ثلاث سنين ونصف. وفي نهاية هذه المدة وقف ايليا النبي أمام الملك آخاب متحدياً إياه وجميع أنبياء البعل.

طلب أيليا من آخاب الملك أن يجمع الشعب وأنبياء البعل والسواري إلى جبل الكرمل. ولما اجتمعوا قال لهم ايليا: تَدْعُونَ بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ. وَالإِلهُ الَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ اللهُ» (1ملوك 18: 24).

فأجاب جميع الشعب وقالوا الكلام حسن، وكان هذا التحدي معقولاً بالنسبة لهم لأن البعل هو إله النار.

وقف إيليا النبي أمام هذا العدد الهائل الرهيب من الأنبياء الكذبة وأمام الشعب، وقف بشجاعة وإيمان في الله، وقف متحدياً البعل وآلهته وأنبيائه، أن لله في كل عصر وفي كل مكان شهود أمناء رجال أبطالاً عمالقة في الإيمان، يقفون متحدين قوات الظلمة، معلنين مجد الرب وعظمته، وهم يعلمون أن الله يجيب بنار من السماء، ويعلن شخصه بمجده الرهيب. وكانت النار في العهد القديم علامة لظهور الله.

الكنيسة اليوم في حاجة إلى هذه النار المقدسة فبدون هذه النار تنطفئ شهادتها ويخبو نورها، وتفقد رسالتها. نحن في حاجة ماسة كأفراد وجماعات إلى نار مقدسة تستطيع أن تشعل القلوب وتلهب الضمائر وتحرق الحشائش وتقدس الحياة. فأرسل يا رب نارك المقدسة.

ويقول الكتاب فسقطت نار الرب. لو نظرنا أعزائي المستمعين إلى الحقائق التي كانت موجودة نرى أن نار الرب سقطت في ظروف معيّنة.

1 - في وقت زاد فيه الضلال:

وقت كان الشعب كله قد ذهب وراء عبادة البعل وقت نسى فيه الشعب إلهه الذي صنع معه المعجزات وحقق له المستحيلات كان وقت فيه الشر متفشياً والشيطان متسلطاً. وسقطت نار الرب في أحلك الساعات التي كانت فيها الظلمة الروحية تعمى عيون الشعب. حالة الناس اليوم تشبه أيام ايليا. العالم يحتاج إلى هذه النار الإلهية لتنزل من السماء فتشعل نار النهضة فتخلص الكثيرين وتنعش المؤمنين، الحل الوحيد لمشاكل العالم اليوم هو نار الرب وانسكاب الروح القدس.

سقطت نار الرب:

2 - عندما أطاع ايليا الرب دون تردد:

كان ايليا رجل الطاعة كان يسير حسب أمر الرب. ولم يخف ايليا مع أنه كان يعلم أن الملك آخاب يفتش عليه كي يقتله لأنه أغلق باب السماء ومنع المطر طول ثلاث سنين ونصف، أطاع ايليا الرب وذهب لملاقاة آخاب وأتباعه على جبل الكرمل وهناك نزلت نار الرب. أن الطاعة عامل أساسي في النهضة فما لم نطع الرب بالتمام لا يمكن أن ينسكب الروح القدس.

ونزلت نار الرب:

3 - بعدما رمم ايليا المذبح المنهدم:

إن الروح القدس لا ينسكب على المذبح المنهدم، لكن حين نرمم مذابحنا ونتعبد بخشوع ونقدم له ذبائح الشكر في طاعة وتكريس حينئذ تسقط نار الرب فتشعل قلوبنا لمجد اسمه، إن أي مذبح منهدم في حياتنا يعيق النار المقدسة فكل جزء فينا ينبغي أن يكون للرب ويكتب عليه قدس للرب ومسيحه.

وسقطت نار الرب:

4 - عندما أصعد ايليا كل الذبيحة على المذبح:

ثم رتب الحطب وقطع الثور ووضعه على الحطب لقد أصعد ايليا الذبيحة كلها، لم يحجز قطعة منها وسقطت نار الرب:

5 - بعدما استبعد ايليا في عبادته وطاعته كل وسيلة للتزيف والمغالطة:

قال ايليا املئوا أربع جرات ماء وصبوا على المحرقة وعلى الحطب فوضع ماء على المحرقة والحطب حول المذبح حتى يطفأ أي نار غريبة، وتنزل نار الرب من السماء فيرجع المجد للرب وحده.

وسقطت نار الرب:

6 - عندما صلى ايليا بإيمان:

كان قلب ايليا عامراً بالإيمان وواثقاً مئة بالمئة إن الرب سوف ينزل ناراً من السماء على الذبيحة وعندما فشلوا تقدم ايليا وصلى بإيمان قائلاً: «اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ» (1ملوك 18: 37).

«فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ» (1ملوك 38:18).

حدث حريق فأتلف مساحة من الأرض، لكن الشيء المدهش أنه بعد الحريق ظهرت أزهار جميلة، فلقد كان في هذه الأرض بذور غير نشطة بسبب برودة الجو. لكن النار نشطت هذه البذور وأخرجت الأزهار الجميلة.

فلقد أحرقت النار كل شيء ولم تترك شيئاً إلا الرماد إن النار لا تستطيع أن تحرق الرماد إن نار الروح القدس ستحرق كل شيء غريب في القلب.

وهكذا الحياة التي سقطت عليها نار الروح القدس تكون شديدة الحساسية لعمل الروح القدس فهي تتحرك عند أية حركة من روح الله حسب إرادته وتوجيهاته.