العودة الى الصفحة السابقة
الله يدين الصديق والشرير

الله يدين الصديق والشرير

جون نور


أصبحنا لا نستغرب كثيراً عندما ندير مفتاح الراديو والتلفزيون ونرى ونسمع ما يدور حولنا من مشاكل وحروبات ومجاعات وأوبئة تقتل وتفتك بالآلاف من البشر غير مميزة بين صالح وطالح وفقير وغني ومؤمن وخاطئ. لا نستغرب ما نرى إذ كنا نقرأ الكتاب المقدس لأننا على ضوء الكتاب المقدس نقدر أن نفهم وندرك كل هذه الحقائق، لا نستغرب ما نرى لأن الله يتمهل يوم بعد الآخر وسنة بعد الأخرى لكن دينونة الله تنزل وتأخذ بمن حولها. دينونة الله تنزل على الصديق والشرير.

الله إلهنا غفور ورحيم ويسامحنا مراراً وتكراراً لأنه يعرف جبلتنا لكنه إله عادل وسيكون مضطراً لأن يدين الخاطئ بالخطية التي كلفته ابنه الوحيد.

يقول الكتاب: «لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (رومية 8: 1) لكنه يقول أيضاً: «لأَنَّنَا جَمِيعًا سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا» (رومية 14: 10 و2كورنثوس 5: 10).

أنا أومن بأن دينونة الله على المؤمن ليست دينونة الموت بل دينونة المحبة. لأنه:

1 - سيدين الصدّيق لقلة إيمانه:

سيدين المؤمن لأنه قليل الإيمان كما دان «موسى» المختار، لقد أختار الرب موسى لعمل لم يكن أحد غيره قادراً على أدائه، موسى ذو الوجه اللامع الذي تكلم وجهاً لوجه مع الله، الشعب تذمر من العطش قال له الرب يوماً قف أمام الصخرة وكلمها حتى يخرج ماء وتسقي الشعب.

وبعدم إيمان: قال أمن هذه الصخرة يخرج ماء وضرب الصخرة وكانه يضرب الله نفسه ومواعيده وعنايته طوال مسيرتهم في البريه.

غضب الله من موسى : ومنعه من دخول أرض الموعد وقال له: «لا تعود بعد تكلمني لأنك قد استهنت بي أمام الشعب».

كل ذرة عدم إيمان في حياتنا هي إهانة للرب لأننا نلتجئ إلى الرب فقط وقت الصعوبات والملمات. وثانياً سوف يدين الله الصدّيق.

2 - لاستهانته بقوانين الله:

كثيرون يعتبرون أن عهد النعمة الذي صار لهم في كفارة المسيح يعطيهم الإمكانية أن يخطئوا أو يعودوا من جديد لان نعمة الرب تغفر خطاياهم واعتبروا نعمة الله نعمة رخيصة بدون قيمة. الله سيدين المؤمن لأنه يستهين به وبكتابه وبكلمته المقدسة.

إن كنا حقيقة نعيش في عصر النعمة وليس في عصر الناموس علينا أن نكون قلباً وقالباً للرب.

3 - من أجل حياته السلبية:

مريم أخت موسى عبرت البحر وخرجت ترقص وتغني للرب أمام الشعب لكن غلطة بسيطة لرجل الله موسى لأنه تزوج الكوشية ابتدأت تنتقده، وكانت النتيجة أن الله ضربها بالبرص، على المؤمن أن ينظر إلى حياته وعلاقته مع الرب وليس إلى علاقة الآخرين، «لأننا نهين الله وحده».

4 - سيدين المؤمن لضعف محبته:

بعد أن عدد الرب يسوع نشاطات وخدمة ملاك كنيسة أفسس قال: «سأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ...إِنْ لَمْ تَتُبْ» (رؤيا 2: 5).وما السبب: «لأَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى» (رؤيا 2: 4).

الالتزام والنشاطات في الكنيسة والمجتمع لا تغني عن محبة الاخوة للرب ومحبتهم بعضهم لبعض لأن كل شيء دون هذه يحتقر احتقاراً.

لكن لماذا يدين الله الشرير؟

يدين الله الشرير:

1 - لأن الله لم يقصر في أن يوضح طريق الخلاص والنجاة لهذا الإنسان الشرير، وضح الله قصده إنه يريد «أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (1تيموثاوس 2: 4) وتجاوز إرادة الله هذه يحتاج إلى دينونة لأن حياة الإنسان الشرير تعلن لخالقه رفضه لهذه الإرادة والله سيكون مضطراً للدينونة.

يدين الله الشرير لأنه:

2 - أعطى فرصة طويلة للتوبة:

منذ كم سنة وأنت تسمع دعوة الله لك هل أعطاك سنة، 10، 20، 30، سنة. يسوع أعطى مثل التينة 3 سنوات أطلب ثمراً ولم أجد وكان لا بد أن تنزل دينونة الله عليها أقطعها وأربح الأرض منها «وازرع مكانها» لكن نعمة الله تقول اتركها سنة أخرى لعلها تعود وتثمر.

2 - لأنه يستخف بالله وحده:

عندما يعلن الإنسان الخاطئ رفضه لإرادة الله ويعمل الخطية هو يستخف بالله وحده وبسلطته وربويته ونعمته التي في الصليب لأن عدم الإيمان إهانة لله وحده واستخفاف «بصليب ابنه».

قال موس لفرعون: فرعون - أطلق الشعب ليعبدوا الرب إلههم.فيقول فرعون لموسى:

من هو الرب؟ وأنزل الرب عشر ضربات على أهل مصر لم يعرف التاريخ مثلها، واحدة تلو الأخرى والأخيرة كانت ابنه وحيده، قال له شعب مصر: قد هلكنا ونحن لا نستطيع أن نقاوم إله السماء.

3 - لأنه يظن أن بإمكانه الهرب من الله :

آدم عندما أخطأ اختبأ وراء الشجرة وحسب ظنه كان يعتقد أن الله لا يمكن أن يراه، كثيرين منا يختبئون وراء الناس والأهل والأعمال الصالحة. لكن ورقة التين التي اختبأ آدم خلفها ستطير ويظهر بعدها على حقيقته. فأين يختفى أمام الله لان كل شيء ظاهر وعريان أمامه؟

أيها الأخ المؤمن وأيها الأخ الخاطئ: باب الرحمة ما زال مفتوحاً أنت يا مؤمن زد إيمانك في الرب ولا تستهن بإرادته وقوانينه وابتعد عن السلبيات في إيمانك، وأنت أيها الخاطئ اعرف أن الرب ما زال يتمهل عليك فاتحاً ذراعيه مستعد لكي يقبلك إن التجأت إليه، وليباركنا الرب في تصميمنا هذا.