العودة الى الصفحة السابقة
عظمة يسوع

عظمة يسوع

جون نور


نقرأ عن يسوع وعظمة يسوع والأعمال العظيمة التي صنعها، وكثيراً في غمرة انشغالنا في الحديث عن الأعمال. ننسى صاحبها ولا نعود نذكر سوى أعماله وأقواله، وننسى تلك الشخصية العظيمة التي كانت وراء هذه الأمور كلها، وفي هذه الحلقه أريد أن أتكلم عن شخصية عظيمة جداً نعرفها، نسمع عنها نجتمع في عبادتنا من أجل اسمها، أريد أن أتكلم عن يسوع الذي «بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ» (أعمال 17: 28) يسوع الذي جاء ليعطينا حياة وليكون لنا أفضل وأريد بالتحديد أن أتكلم عن عظمة يسوع.

فلقد وُلد يسوع في عصر الأمبراطور أوغسطس قيصر، أعظم الأباطرة الذين شهدهم العالم، وُلد في مدينة بيت لحم الصغيرة بين ألوف يهوذا من فتاة قادمة من الناصرة. مدينة مجهولة وشبه محتقرة، وُلد في مذود للبقر داخل حظيرة للمواشي وما هي أو ما تكون هذه الحظيرة إذا ما قيست بالحدائق والقصور الأمبراطورية الموجودة في تلك الأيام. لكن يسوع بعظمته وُلد فيها. إذ يقول الكتاب: «لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ» (لوقا 2: 7) ولا في أي منزل - وهل اختلف الزمان والمكان، فأين المكان الذي نوجده ليسوع في بيوتنا في أحاديثنا وفي مجتمعنا.

في يوم من الأيام قالوا بأنهم وجدوا قبراً قديماً، واعتقدوا بأن هذا الرفات لبوذا وكم فرح أتباعه في ذلك الوقت لأن هذا مجد عظيم أن يجدوا رفات نبيهم وداعيتهم ليكرموه بعد وفاته.

ولكن يا لتعاستنا وغبائنا إن قالوا في يوم من الأيام بأنهم وجدوا قبراً وبداخله رُفات المسيح، لأننا لا نعبد إلهاً ميت عظامه وجسده ما زالا في القبر، بل نعبد إلهاً حياً في السماء جالساً عن يمين الآب يشفع فينا.

لقد أرادت كلمة كان أن تتربع على قبر المسيح وأرادت إن سألوا أين هذا المدعو يسوع تجيبهم بأن يسوع كان.

لكن يسوع زعزع عرش وأساس كلمة كان وكانت هذه الكلمة أساس قوة يسوع:-

- «كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَُ» (يوحنا 1: 3).

- لأنه هو «الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ» (رؤيا 22: 13).

- لأنه «هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدُِ» (عبرانيين 13: 8).

كان يسوع عظيماً لأنه ليس نبياً عادياً، أو أنساناً عادياً أو ملاكاً، ولكنه المسيح الملك الممسوح من الله قبل كل الدهور، والذي انجذبت إلى شخصيته الملايين من البشر فإذا تأملنا في عظمته نراه عظيماً في: -

1 - أعماله:

فلقد قام بأعمال ومعجزات وآيات لم يقم بها غيره:

أ - التلاميذ معذبين في البحر - مضطربين ويسوع نائم، فيقولون له ألا تبالي أننا نغرق، فيأمر البحر والرياح فتطيعه.

ب - وفي مرة أخرى يتركهم في السفينة فهبت الريح ووسط خوفهم ورعبهم، نظروا يسوع ماشياً على البحر، لقد سيطر يسوع بأعماله على الطبيعة.

2 - وكان عظيماً في تواضعه:

لم يسكن وسط القصور، ولم يعتلِ العروش بل أتى في أحط صورة، في مذود، عاش فقيراً لا يملك شيئاً، وهو الذي كان ينبغي أن يأتي ديّاناً منتقماً، لكنه أتى رحيماً لا ليعاقب بل ليغفر.

لقد كان بإمكانه أن يكون مالكاً للكل، لكنه له المجد يقول عن نفسه: «لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ» (متّى 8: 20).

يسوع كان عظيماً في تواضعه وكان عظيماً في: -

3 - قداسته:

لقد كان مجرباً مثلنا في كل شيء، ما عدا الخطية فهو الذي قال عن نفسه: «مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟» (يوحنا 8: 46).

وكان يسوع عظيماً في: -

4 - صمته:

يقف صامتاً، أمام بيلاطس، وأمام قيافا والجمع برغم كل ما افترى عليه، كان صامتاً وكان صمته كسياط تنزل على ظهر جلاديه، وأعداءه، فهل نصمت إذا ما افترى علينا أو نطبق مبادئ العالم بأن من ضربنا على خدنا الأيمن نورم له الأيسر، ومن سخرنا ميلاً نستد باثنين، وكان يسوع عظيماً في:

5 - كلامه:

أرسل اليهود رسلاً ليتجسسوا عليه لكنهم رجعوا ليقولوا: حقاً لم نسمع إنسان يتكلم بمثل هذا قط، هل يعرفنا الناس، بأننا من أتباع المسيح من كلامنا، ومنطقنا، في الهيكل وهو ابن اثني عشر سنة كان يتكلم بعكس ما يتوقع الناس أن يتكلم الأطفال، حتى بهت المعلمين في الهيكل من كلامه، أي لغة يتعلم ويتكلم أطفالنا في هذه الأيام، وأية مبادئ نغرس في عقولهم وقلوبهم.

كان يسوع يعلّم فقالوا عنه إنه يتكلم بسلطان وليس كالكتبة، لذا يجب أن يرى الناس الفرق الواضح الذي يميزك عن بقية العالم، من خلال أسلوبك الحياتي اليومي، نعم نحن في العالم لكننا لسنا من هذا العالم، فبإسلوب حياتنا يستطيع الناس أن يحكموا فينا. كنت ترى عظمة يسوع في كل شخصيته، في كلامه، وفي أفعاله، في صمته، في تواضعه، في قداسته.

هذا يسوع الذي نعبده ونؤمن به، تجرى المعجزات باسمه، بطرس وسيلا أمام الإنسان الأعرج يقولون له: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!» (أعمال 3: 6).

فماذا نعطي له، نعطيه حياتنا، أرواحنا، بيوتنا، أولادنا، لكي ما يكون الكل له، ليعطينا حياة وليعطينا أفضل. آمين.