العودة الى الصفحة السابقة
أمور لا يقدر الله عليها

أمور لا يقدر الله عليها

جون نور


هل هنالك أمور يمكن أن يُقال فيها أن الله لا يقدر عليها؟ أو هل يمكن أن تأتي كلمة لا يقدر في قاموس الله وهو الذي يقول عنه الكتاب: «كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ» (يوحنا 1: 3) «حَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ» (عبرانيين 1: 3) «يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ» (خروج 15: 6) وإنه الإله القادر على كل شيء فكيف يمكن أن يُقال عن هذا الإله إنه لا يقدر. نعم إنها حقيقة دامغة التي تتحدث بها إلينا رسالة هذا اليوم فهي ترينا بأن إله السماء الأعظم تقف في حساباته استحالات أربع:

1 - الله لا يقدر أن ينكر نفسه.

2 - الله لا يقدر أن يتحرك في عدم إيماننا.

3 - الله لا يقدر أن يختفي في مصائبنا.

4 - الله لا يقدر أن يكذب في مواعيده معنا.

1 - إن كنا أمناء فهو يبقى أميناً لا يقدر أن ينكر نفسه وما أكثر الأوقات التي نكون فيها غير أمناء وما أكثر الأوقات التي فيها نتنكر لله ونتراجع إلى الوراء، وما أكثر الأوقات التي نحني فيها الرأس للضعف وفيها كلها نكون غير أمناء. فما موقفه هو في هذه كلها، إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لا يقدر أن ينكر نفسه. ولا أظن أن هنالك آية بين آيات الكتاب. الكثيرة التي أسيء فهمها مثلما أسيء فهم هذه الآية فكثيرون يقولون: إن كنا غير أمناء إن ابتعدنا إن غلطنا وعملنا ما عملنا فهو يبقى أميناً ولا يحاسبنا حسب خطايانا.

إن إلهنا ليس إله صاحب مزاج متغير بل هو إله حسابات دقيقة ثابت في مبادئه. يبقى أميناً ولا يقدر أن ينكر نفسه. شيء يقابل شيء كل شيء، كل شيء عنده محسوب بالطريقة الإلهية وليس بالطريقة البشرية. «الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ» (غلاطية 6: 7)، «إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا. إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ» (2تيموثاوس 2: 11 - 13).

هذا معناه أن موقف الله لا يتغير بمواقفنا لأن الله ثابت في مبادئه وثابت في تعاليمه وثابت في كتابه في حقه وفي شريعته ولا مبدّل لكلماته لأنه لا يقدر أن ينكر نفسه.

2 - والأمر الثاني: الله لا يقدر أن يتحرك في عدم إيماننا، في إنجيل مرقس والأصحاح السادس يقول: «وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ. وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً» (مرقس 6: 1 و5) ولا معجزة واحدة، الذي سار على الماء والذي أخرج الميت من القبر بكلمة واحدة والذي أسكت الرياح والأمواج، الذي أشبع الخمسة آلاف بخمسة أرغفة وسمكتين. نعم لم يقدر أن يصنع ولا معجزة واحدة لعدم إيمانهم. ويقول الكتاب: «وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ» (مرقس 6: 6).

هل مسيح 2016 هو مسيح عام 33 م هل تغيّر هل تبدّل، «يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ» (عبرانيين 13: 8) لم يتغيّر ولم يتبدّل، نعم مسيح الجليل، مسيح الناصرة، مسيح فلسطين، مسيح المعجزات، هو هو باقٍ إلى يومنا هذا، إذاً من الذي تغيّر وتبدّل، نحن تغيّرنا نحن تبدّلنا نريد مسيح اجتماعي نريد مسيح يمشي معنا وليس نحن الذين نمشي معه نريده مسيحاً حسب أهوائنا ورغباتنا يقول الكتاب: حسب إيمانك يكون لك، مرات كثيرة ندعي أننا نؤمن به لكن تصرفاتنا تكذبنا نؤمن به في الكنيسة وفي أثناء العبادة لكن هل نؤمن به خارج الكنيسة في وسط الظروف والمشاكل.

مرات كثيرة نصلي وعندنا الثقة أن الله لن يسمع فكيف تصلي وليس عندك إيمان أن الله يستجيب؟ اجعل في صلاتك إيمان حقيقي. إننا نستخدم الإيمان لأمور كثيرة في هذه الحياة نشرب الدواء الذي كتبه الطبيب على إيمان أن يشفينا دون أن نعرف ما هو، نركب السيارة ونؤمن بأنها ستوصلنا إلى مبتغانا دون سؤال عن صلاحيتها، نستخدم الإيمان لكل الأمور الجسدية ولكن ليس للأمور الروحية، لماذا لا نؤمن أن الله قادر أن يحفظنا، أو يسدد كل احتياجاتنا، وطلباتنا، المعجزات في هذه الأيام لم تنته بل انتهى عصر الإيمان، الإيمان الواثق بقدرة الله ومحبته «تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ» (يعقوب 4: 3) لأنكم تصلون بارتياب والمرتاب يشبه موجاً تخبطه الريح ولا أظن أن ذلك الإنسان يأخذ شيئاً من عند الله. ليكن لنا إيمان يحرّك العالم.

3 - لا يقدر الله أن يختفي في بلايانا:

لا يقدر يسوع أن يختفي في بلايانا في قلب ضيقاتنا وتجاربنا، يقول الكتاب: «فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ» (إشعياء 63: 9). الفتية الثلاث يصرخون في الملك نبوخذنصر، يوجد إلهنا الذي نعبده دائماً يقدر أن ينجينا من يدك ومن أتون النار المتقدة وإلا فإننا نسجد لتمثال الذهب الذي صنعته. يوجد إلهنا - يوجد في السماء - ومعنا «إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ» (إشعياء 43: 2). لا يقدر الله أن يختفي في بلايانا. كم مرة دخلت في الضيق ولم يكن لك حول ولا قوة وتحطمت كل العكاكيز التي اتكلت عليها وانسدت كل الأبواب أمامك؟ ولم تجدوا سوى كلمة يا يسوع ساعدنا. يا رب ارحمنا يا رب احرسنا.

4 - لا يقدر الله أن يكذب في مواعيده معنا:

الله المنزه عن الكذب: -

قال: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يوحنا 14: 2 و3).

«أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ» (رؤيا 22: 12) - لقد وعدنا أنه «سَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ. وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!» (رؤيا 21: 4 و5) وسنسعد بلقائه. من يصدق هذه المواعيد التي وعد أن يتممها فلنرفع رؤوسنا لأن نجاتنا تقترب «لأَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» (رومية 8: 18). «لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا» (2كورنثوس 4: 17) لأن هنالك أربعة أمور لا يقدر الله عليها:

1 - الله لا يقدر أن ينكر نفسه.

2 - الله لا يقدر أن يتحرك في عدم إيماننا.

3 - الله لا يقدر أن يختفي في مصائبنا.

4 - الله لا يقدر يكذب في مواعيده معنا.