العودة الى الصفحة السابقة

الإيمان بوجود الله

جون نور


مزمور 53 «1 قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلهٌ». فَسَدُوا وَرَجِسُوا رَجَاسَةً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا. 2 اَللهُ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟ 3 كُلُّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. 4 أَلَمْ يَعْلَمْ فَاعِلُو الإِثْمِ، الَّذِينَ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَا يَأْكُلُونَ الْخُبْزَ، وَاللهَ لَمْ يَدْعُوا؟ 5 هُنَاكَ خَافُوا خَوْفًا، وَلَمْ يَكُنْ خَوْفٌ، لأَنَّ اللهَ قَدْ بَدَّدَ عِظَامَ مُحَاصِرِكَ. أَخْزَيْتَهُمْ لأَنَّ اللهَ قَدْ رَفَضَهُمْ. 6 لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاَصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَ رَدِّ اللهِ سَبْيَ شَعْبِهِ، يَهْتِفُ يَعْقُوبُ، وَيَفْرَحُ إِسْرَائِيلُ».

على مرّ الأجيال من ابتداء هذه الأرض كان الناس ولا يزالون يؤمنون بوجود الله، وأن اختلفوا بشأن مزايا هذا الإله إلا أنهم اتفقوا على وجوده، وقد كان هنالك سؤال على مرّ العصور والأزمات هل الله موجود؟ أم أنه مجرد وهم ابتدعه البشر لغايات راموا من خلالها بسط سلطانهم على الناس من خلال الدين والتدين.

«قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: لَيْسَ إِلهٌ» (مزمور 53: 1). «فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ» (مرقس 22:11) الحقيقة بوجود الله أو التحدث عن وجود الله بتعبير أدق، يقسم الناس في موقفهم تجاه الله إلى سبعة أصناف:

1 - صنف يعترف بوجود الله، ولكن ينكره بأعماله... «يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلكِنَّهُمْ بِالأَعْمَالِ يُنْكِرُونَهُ، إِذْ هُمْ رَجِسُونَ غَيْرُ طَائِعِينَ، وَمِنْ جِهَةِ كُلِّ عَمَل صَالِحٍ مَرْفُوضُونَ» هذا الكلام في رسالة تيطس الأصحاح الأول عدد 16.

2 - صنف يقول لله أبعد عنا. كما في سفر أيوب الأصحاح 21 عدد 14 و15 «فَيَقُولُونَ ِللهِ: ابْعُدْ عَنَّا، وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ. مَنْ هُوَ الْقَدِيرُ حَتَّى نَعْبُدَهُ؟ وَمَاذَا نَنْتَفِعُ إِنِ الْتَمَسْنَاهُ؟».

3 - صنف يقول الله لا يرانا.

4 - صنف يقول إن الله، لا يحسن ولا يسيء.

وعلى هذه الشاكلة كثيرون من الناس يتنعمون بهبات الله ولا يكلفون أنفسهم مشقة معرفة الواهب فهم كالجمل الذي يرعى العوسج والتبر فوق ظهره.

5 - صنف يقول ليس إله... وهؤلاء أتعس الجميع «قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: لَيْسَ إِلهٌ».

6 - صنف يقول أين هو الله... إذا كان الله موجوداً فلماذا هذا الألم؟ لماذا الموت؟ لماذا الحزن؟ لماذا القلوب المنكسرة؟ لماذا الكوارث المفاجئة...؟ أين هو الله...؟ لماذا هذا الفساد المنتشر...؟ لماذا الجريمة...؟ لماذا الحروب...؟ لماذا الدماء...؟ فالذين يتساءلون هذا التساؤل ينسون حقيقة واضحة وهي أن الكتاب المقدس يرينا خطة كاملة لله في حياة الإنسان، هل بالإمكان مشاهدة أو معاينة الله؟ إننا لا نستطيع أن نشاهد الله بأعين أجسادنا لكننا نستطيع أن نرى الله بالإيمان فهو الذي قال: «طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ» (متّى 5: 8).

7 - صنف الذين يؤمنون بالله ويختبرونه في حياتهم الداخلية ويعيشون لإرضائه إلى أن يأتي يوم اللقاء به.

براهين الإيمان بوجود الله الذي نؤمن به براهين عديده منها البرهان العملي، والبرهان الكوني، والبرهان الأدبي، والبرهان العقلي، والبرهان التاريخي، والبرهان القلبي، والبرهان الاختباري، وأخيراً البرهان النبوي...

البرهان الأول على حقيقة وجود الله هو:

1 - البرهان العملي... إن البرهان العملي الذي لا يتبدل. يؤكد بأن العالم لا يمكن أن يكون قد وُجد بمجرد الصدفة... الحياة على الأرض مرتبة بالنظام البديع الذي لا نراه فالفصول تأتي شتاء وربيع وصيف وخريف... السحب تشرق في موعدها... الناس تزرع أرضها على مواقيت منظمة... كل هذا الترتيب يؤكد أن العالم لا يمكن أن يكون قد وُجد مجرد صدفة.

2 - البرهان الكوني... «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَمًا، وَلَيْلٌ إِلَى لَيْل يُبْدِي عِلْمًا» (مزمور 19: 1 و2). من يتأمل السماء لا يستطيع إلا أن يركع في هيكل الله والعالم الحقيقي هو الذي يعترف بوجود الله ويأتي الإنسان الجاهل، ويقول إن العالم الرائع وُجد بمجرد الصدفة عندما تكلم الله في سفر إشعياء لكي يعزي شعبه قال لهم: «ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟ مَنِ الَّذِي يُخْرِجُ بِعَدَدٍ جُنْدَهَا، يَدْعُو كُلَّهَا بِأَسْمَاءٍ؟ لِكَثْرَةِ الْقُوَّةِ» (إشعياء 40: 26).

3 - البرهان التاريخي... ما معنى البرهان التاريخي...؟ يعني رؤية يد الله في التاريخ، التاريخ يؤكد وجود الله. الحفريات التي تتم الآن تؤكد يد الله في التاريخ. التنقيب يثبت وجود الطوفان الذي ذكره الكتاب في سفر التكوين.

إن يد الله موجودة في التاريخ البرهان التاريخي يؤكد تمام التأكيد أن الله مسيطر وموجود ليكن لكم إيمان بالله يعمل العجائب وحتى في الوقت الحاضر ما زال يعمل ويعمل.

4 - البرهان القلبي... معناه أن في كل قلب إنسان شوق إلى عبادة الله.

5 - البرهان الاختباري... أي الذين اختبروا الله تغيّرت حياتهم، الدليل الاختباري يؤكد بأن الله موجود. اللص يتوب السارق لا يسرق في ما بعد، الضارب لا يضرب في ما بعد.

الله أعطانا هذا الكتاب الكتاب المقدس الذي كُتبت فيه نبوات تحققت بالحرف الواحد ولا زالت تتحقق.

«ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟ مَنِ الَّذِي يُخْرِجُ بِعَدَدٍ جُنْدَهَا... اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا.... وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ...» (إشعياء 40: 26 و30 و31) مبارك اسم الرب إلى الأبد.