العودة الى الصفحة السابقة
تكلفة اتباع يسوع

تكلفة اتباع يسوع

جون نور


«اتْبَعْنِي... اتْبَعْنِي أَنْتَ!» (يوحنا 19:21، 22)

بعد القيامة كان يسوع في جسد القيامة الممجد، وظهر لمجموعات متفاوتة العدد، كان أقلها أنه ظهر لشخص واحد مثل مريم في البستان، وأكثرها ظهر لخمسمائة أخ دفعة واحدة، كقول بولس: «وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ...» (1كورنثوس 6:15).

أحد الظهورات الاثني عشر، التي كان ثلثها لتلاميذه فقط، نقرأ عن شيء جميل، عندما قابل الملاك النسوة وأراهن القبر الفارغ وقال: «قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا». ثم قال «اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ» (مرقس 16: 6 و7)). وبطرس مثل كل واحد منا، أخزى الرب عدة مرات. قال الملاك «اذهبن وقلن للتلاميذ ولا بد أن تخبروا بطرس، أن الرب يسبقكم إلى الجليل وسيتقابل معهم كما قال». ولذا فإن هذا هو تتميم وعد يسوع لمقابلة التلاميذ بعدما قام من الأموات، لقد قابلهم عند بحر الجليل الجميل، والذي قضى ما يقرب من ثلاثة أخماس مدة خدمته هناك.

ولما قابلهم عند بحر الجليل قال لبطرس مرتين، وأعتقد أنه قال لكل تلميذ «اتْبَعْنِي... اتْبَعْنِي أَنْتَ!». هذا الأمر ليس مجرد كلمات. بل قالها مراراً لهم «اتبعني أنت». الكتاب المقدس يعلمنا أن نأتي ليسوع لنخلص. ونتبع يسوع لنخدم. لذا هو يقول للمؤمنين: «اتبعوني».

في بدء خدمة يسوع، قدم لتلاميذه تحدياً عظيماً في (متّى 17:4 – 20) «مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ».

في لوقا 11:5 دعا يسوع كل تلاميذه أن يتبعوه، ليصطادوا نفوس الناس «وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ».

أريد منا كمسيحين أن نفكر في تبعية يسوع. ونستخلص من الكتاب المقدس على الأقل أربعة دروس حقيقية في تبعية يسوع.

1 – علينا أن نتبع يسوع بأي تكلفة

تبعية يسوع تُكلف شيئاً ما، ويوضح يسوع هذا في لوقا 23:9: «وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي».

أود أن أخبرك أن تبعية يسوع تكلفك شيئاً ما. ربما لا تكون شهيداً. لكن إن عشت له، عليك أن تنكر ذاتك وتحمل صليبك، والصليب في الكتاب يعني الموت. ينبغي أن يكون في المسيحي الذي يتبع الرب موت بنوع ما. قال بولس: «مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ» (غلاطية 2: 20)، وأيضاً قال: «أَمُوتُ كُلَّ يَوْمٍ» (1كورنثوس 31:15).

لقد ربينا جيلاً من المؤمنين في عصرنا هذا سوف لا يدفعون أي ثمن ليكونوا مؤمنين صالحين يعملون ما هو مريح! مسيحيون يتخذون الطريق السهل! مسيحيون لا يريدون أشواكاً، لا يفكرون في صليب. مسيحيون راضون عن أنفسهم. في كل شيء يقولون الله يساعدنا وفي نفس الوقت هم غير مكترثين بشيء وباردون. إن ما يقوله يسوع هو «اتبعني بأي تكلفة». وأهم ما نحتاجه اليوم هو هذا الشيء: «مسيحيون يتبعون يسوع بأي تكلفة، «اتبعني».

2– اتبع يسوع بصرف النظر عن الآخرين

أصغ، هل أنت مسيحي بحق ومستعد لخدمة سيدك بأي تكلفة، بغض النظر عما يعمله الآخرون؟ اتبع يسوع إذن بصرف النظر عن الآخرين.

فكر في بولس. ماذا كنت ستفعل لو كان الآخرون حولوا لك القفا؟ استمر في السير وأخيراً قال بولس: « فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ...» (2تيموثاوس 6:4، 7). أصغ، سوف تقرر وعليك أن تقرر رأيك كشاب أو رجل أو امرأة، هل تريد أن تتبع يسوع، بخلاف ما يفعله الآخرون؟ «اتبعني... اتبعني أنت».

3– اتبع يسوع لكي تثبت في النور

هل تعرف ما أعني؟ أعتقد أن الإنجيل يوضحه. اتبع يسوع كي تثبت في النور. يقول يسوع: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ» (يوحنا 12:8).

نحن نخسر مواقفنا ومواضعنا لأنه ينقصنا الاهتمام. الناس يتركون النور ويسيرون في الظلمة لأنهم لا يتبعون يسوع المسيح. الناس يعتنقون كافة أنواع المذاهب ولا أعرف كيف أفهمكم هذا، يوجد أناس يقبلون بسذاجة أي معتقد، هل تعرفون السبب؟ يوجد أناس يسيرون في الظلام، لو تبعوا يسوع ما استمروا في هذا الظلام، قال يسوع: «اتبعني وستكون في النور»، «اتبعني».

4– اتبع يسوع لكي تصل إلى السماء

قال يسوع: «اتبعني يا سمعان. ويوماً ما سنكون معاً». وقرأت من الأصحاح الثالث عشر ليوحنا الآيتين أو الثلاثة الأخيرة، هنا المكان حيث قال سمعان بطرس: «سوف تموت يا يسوع ولكني سوف أضع حياتي من أجلك». هل تعرف السبب؟ إنه لم يرد أن يترك يسوع، ولم يرد يسوع أن يتركه. قال بطرس: «يا رب أين تذهب»؟ أجابه يسوع: «حيثما أذهب لا تقدر أن تتبعني الآن، ولكنك ستتبعني فيما بعد».

دعني أصارحك. ربما تقول هذا الصباح: لا أريد كنيسة ولا واعظاً، ولا مخلصاً، ولكن ربما تحتاج هذا بأسرع مما تظن.

وتبعية يسوع تقود للسماء، شكراً للرب. تحتاج للمسيح وبدونه سوف يكون مصيرك الجحيم. أرجوك في اسم الله أن تخلص.

«اتْبَعْنِي أَنْتَ!».