العودة الى الصفحة السابقة
المجد الأبدي

المجد الأبدي

جون نور


1بطرس 10:5 «وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ».

يوحنا 22:17 «وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ».

ما هو المجد؟ وعلى أي شيء نطلق هذا اللقب.

المجد: هو العز والرفعة هو السعادة الأبدية التي يحظى بها القديسون في السماء.

المجد: هو طبيعة الله فلقد دعي الله الآب: «أَبُو الْمَجْدِ» (أفسس 7:1) «يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ».

(1كورنثوس 8:2) دعي يسوع الابن رب المجد «لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ».

«هذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».

كما أن المجد هو الحلقة الأخيرة في مقاصد الله نحو المؤمنين كما قال الرسول بولس في رومية 30:8 «الَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا». والشرط الوحيد لنوال المجد هو الإيمان (يوحنا 40:11) «إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ».

لأن نعمة الله هي التي توصلنا لهذا المجد (دانيال 8:9) نحن نستحق خزي الوجوه لأننا أخطأنا، أنا الخاطئ الأثيم تخلع عني النعمة ثياب الهوان وتلبسني ثياب البهاء وتضع على رأسي إكليلاً وتجلسني على عرش، أنها لنعمة دافعة غافرة.

من ذا الذي يجلس مع القديسين اللابسين الثياب البيض هذا متّى العشار ومن هناك زكا العشار وهذا توما الشكاك وهذا بطرس الصياد وهذه راحاب الزانية وهذه مريم المجدلية يا للعجب وكيف يمكن أن يخلعوا أقذارهم وأوحالهم ويلبسوا مجداً كيف إنها النعمة الممجدة! قال جون نيوتن المخترع المؤمن: حينما أصل إلى السماء أتوقع أن أرى ثلاث عجائب.

الأولى: أن أرى أناساً لم أكن أتوقع أن أراهم هناك.

الثانية: أن لا أرى أناساً كنت أتوقع أن أراهم هناك.

الثالثة: وثالث هذه الأعاجيب وأعظمهن أن أرى نفسي هناك.

فكم يجب أن نشكر الله على هذه النعمة الغنية التي أوصلتنا إلى هذا المقام وهذا المجد الأبدي.

إن الرب يسوع المسيح قال: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يوحنا 14: 2 و3).

فهو مضى إلى الأعالي ليعد لنا هذا المكان المجيد وقال سآتي وأخذكم إليّ فهو مشغول بنا وحيث يكون يسوع سنكون نحن وهذا أسمى وأمجد مكان في السماء. أفليس من واجبنا كمؤمنين أن نتذكر ذلك ونذكر السماء وأمجادها وتخطر أورشليم السماوية دائماً في بالنا.

سأل الطفل أمه إلى أين تذهبي بعد الموت يا ماما.

- إلى السماء يا حبيبي، إلى السماء حقاً.

- نعم نعم - وهل السماء مكان حقيقي.

- بالتأكيد يا ولدي.

- إذن لماذا أرى الناس لا يتجهزون للسفر إليه، إنني أرى أبي عندما يسافر في رحلته يقوم باستعدادات كثيرة يشترك فيها كل البيت لكنني لا أرى أحد يستعد للسفر إلى السماء لماذا حقاً نحن مقصرون ومهملون وغير مقدرين ما أعد لنا في الأمجاد.

الحرية في نظر أهل العالم هو عدم التقيد بالنظام والقوانين ولكن الحرية في عرف الكتاب هي السلوك بناموس الحرية لأن شريعة الله تكون كشيء غريزي في المؤمنين في السماء كما قال داود: «شَرِيعَةُ إِلهِهِ فِي قَلْبِهِ» (مزمور 31:37). ففي السماء يتمتع المسيحيون بحرية الحياة المقدسة، لأن المسيح طهرهم وقدسهم «وهم في السماء أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ» (عبرانيين 12: 23).

وليس فقط «حرية القداسة في السماء» بل الحرية من كل العاهات الطبيعية فالأمراض المختلفة تنتهي هناك يتغير كل شيء ويصبح على أفضل ما يكون لا بل أن أفضل صحة وعافية على الأرض هي مرض بالنسبة لحالة الممجدين في السماء.

هناك ثلاث أشياء لا توجد في السماء.

1 - لا فراق ولا آلام.

2 - الحزن لا يوجد فيما بعد.

3 - لا موت لأنه يبطل.

رؤيا 4:21 «وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».

صائرين أمثلة للرعية ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى.

هناك في السماء ستكون راحة كاملة راحة أبدية للجسد المتعب للنفس المتعبة وعندما سنقف أمام العرش ستنتهي كل الهموم وتزول كل آثار الحزن وتتلاشى آلام الفراق لكن لا ننسى أن سعادة السماء وجلال السماء ومجد السماء بل مجد أمجاد السماء هذه كلها محصورة في وجودنا مع يسوع ورؤيتنا معه وتمتعنا به. هناك سنحظى بشركة عميقة معه إذ نراه كما هو ونتمتع بجمال مجده وأي لسان يستطيع أن يصف ذلك المجد وأي قلم يستطيع أن يبين عظم رحمته.

هناك ستكون لنا معرفة أكثر به نحن الآن نعرفه بعض المعرفة ونعرف ما عمل وما زال يعمل من أجلنا. لكن هناك سنرى كل ما عمله وقام به من أجلنا على صورته الحقيقية.

وتكون لنا شركة أقوى معه فنفوسنا سوف تريح رؤوسها على صدر يسوع.

« وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (1بطرس 10:5 - 11).