العودة الى الصفحة السابقة
التاركون

التاركون

جون نور


عبرانيين 25:10 «غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ».

هذه شكوى الكثيرين من خدام الكنائس ورعاتها هذه الأيام أن أعضاء الكنائس أنفسهم ينقطعون عن اجتماعات الكنائس. إنها ليست بالقصة الجديدة، بل إنها قصة المسيحيين منذ مئات السنين يأتون ويتركون.

(يوحنا 66:6) «مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ».

(2تيموثاوس 10:4) «دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ» لماذا تركوا. مع أنهم كانوا مع يسوع وعاشوا معه وعمدوا وبشروا معه، لماذا تركه ديماس لأنه أحب العالم الحاضر.

التاركون في القديم كانوا لا يخجلون، أما الآن فهم يفتخرون، إذ يعتبروا الترك من علامات العصرية والمدنية.

فلندرس بكل عدالة الأسباب التي يقدمها الناس لعدم حضورهم ولتركهم الكنيسة ولنزنها بميزان الحق. كلمة الله.

التاركون وأسباب تركهم

قليلون هم الذين يتركون ويعترفون أنهم اخطأوا. لأن الأكثرية تحاول أن تبرر نفسها والبعض ولست أشك في ذلك أنهم مخلصون.

1 - البعض يترك الاجتماعات لأن المسيحية ليست الكنيسة:

أي يمكنا أن نكون مسيحيين بدون حضور الكنيسة، ولا جدال فكلامهم صحيح. المسيحية ليست الكنيسة إذ أنه وجد مسيحيون في أماكن لم تكن فيها كنائس. لكن حيث هناك كنائس موجودة فإن المسيحيين يسرعون إليها، حقيقة ليس بالخبز يحيا الإنسان ولكن معنى ذلك أن لا نترك الخبز وننتظر أن نعيش.

2 - البعض يترك متعذراً بالعمل:

ولا يتعذرون فقط بالعمل بل يشددون على أن العمل جزء من الدين، العمل عبادة. فمداومة العمل يعتبر عبادة، وتعتبر في نظرهم أهم من الذهاب إلى الكنيسة، لأن العمل مقدس وله تقديره في نظر الله.

هذه نغمة الكذب الصادق الذي يتبعه كثيرون معللين أعذارهم لعدم حضورهم للكنيسة، ما قولكم في أزواجكم عندما يهملوكم، أنتم وأولادكم لا يجلسون معكم ولا يأكلون معكم ولا يعودون إلى البيت إلا ليناموا لأنهم مشغولون بتدبير المال لكم.

اشتغلوا وكدوا لكن لا تدوسوا بالعمل على أشياء مقدسة وذات قيمة غير تاركين اجتماعكم كما لقوم عادة. لأن الله لا يقبل هذه الأعذار مهما كانت مهمة.

2 - البعض يتركون الكنيسة لأنهم لا يأخذون شيئاً من الكنيسة:

وأنا ميال لتصديق هؤلاء وأضع اللوم على الكنيسة، ماذا تعطي الكنيسة لمن يأتون إليها، العالم المحتاج يتطلع إلى الكنيسة راجياً تسديد احتياجاته. هذا حزين يطلب تعزية، وهذا مريض يطلب الشفاء، وهذا تملأ الشكوك رأسه وبحاجة إلى من يرشده. من القديم كانت الكنيسة هي الملجأ الذي يلتجأ إليه كل ذي حاجة. كانوا عراة وعطاش ولا يجدون آذاناً تصغي إليهم ولشكواهم إلا الكنيسة.

للجميع حاجة، للشيوخ للشباب وللصغار. وهؤلاء يتطلعون للكنيسة، منتظرين أن يأخذوا ولكن الكنيسة تهز رأسها قائلة ليس لي ما أعطي لأن ليس لها الكثير لكي تعطي.

إن كنت لا تجد شيئاً في الكنيسة تأخذه فلماذا لا يوجد شيء تعطيه أنت، إن كان لا يوجد أعضاء يصلحون في الكنيسة للخدمة لماذا لا تكون أنت العضو الصالح، إن كان لا يوجد نشاطات لا تتذمر وتقل لا يوجد، بل أعمل أنت ابدأ من نفسك.

4 - والبعض يترك الكنيسة لأن الوعظ والخدمة الدينية أصبحت أشياء عتيقة:

أي أمور لا تتفق وحاجات العصر، ربما يبدو الأمر معقولاً معهم حق، نظام العبادة لا يزال هو هو من ألفي سنة، ترتيل وصلاة وقراءة كتاب مقدس وعظ ربما نضع الصلاة في البداية من ثم الترتيل، ولكن المجموعة هي هي، ويقولون نشاهد تجديداً في كل شيء ما عدا الكنيسة، ولكن هل هذا معقول حقاً لأن نظام العبادة قديم جداً نرفض الذهاب إلى الكنيسة، لماذا يبقى الناس يأكلون الخبز لماذا لا يجددون، لماذا يبقى الناس يستعملون الثياب، إن كثيرين يطلبون أن تتطور الكنيسة إلى ما تطور إليه العصر، لأن حاجات الشباب والعالم لا تتفق مع ما تنادي إليه الكنيسة اليوم. إني أرغب أن تبذل الكنيسة جهدها والراعي أيضاً جهده في أن يطور الخدمة والكنيسة لكن على أن يستمر في أن يقدم فقط كلمة الحياة وخبز الحياة للناس حولهم.

أخشى أيها الأتقياء أنكم محقون في عدم الحضور للكنيسة، لأنكم أبرار، أما الكنيسة فإنها للخطاة.

5 - وجود خطية في القلب:

أنا أقر بأن الكثيرين مخلصون في الأعذار التي قدموها، ولكني أشك إن كان القلب غير متأثر بخطية مخبأة.

أرجو أن تفتش قلبك يا أخي ونفتش قلوبنا قبل أن نذكر أسباب وهمية لعلنا نجد في أركان قلوبنا جراثيم الخطية التي تمنعنا وتبعدنا عن محضر الرب في الكنيسة.

من يعلم مقدار البركة التي تخسرها، في كنيسة الناصرة كان إنسان يده يابسة وفي كنيسة كفرناحوم إنسان مريض وامرأة منحنية وهؤلاء لما حضروا نالوا الشفاء. وأؤكد لكم أنه لو جاء مرضى آخرين لشفوا من أمراضهم لكنهم تأخروا، عندما تترك تخسر أعظم بركات حياتك الروحية.

وأخيراً يترك أو يخسر التارك منفعة لغيره قالت المرأة الفينيقة أنها في الذهاب لم تفكر في نفسها، بل في ابنتها. تعالوا فربما عندما تأتون إن لم يكن لأجلكم فلأجل كثيرين ممن ينالون البركة إذا حضرتم.

أصغوا إلى وصية الرسول وتمموها غير تاركين.