العودة الى الصفحة السابقة
العشرة مع الله

العشرة مع الله

جون نور


أقرأ تكوين 1:39 – 6 و21 – 23

كان يوسف مثالاً ليسوع المسيح. وتوجد شخصيات وأماكن وأشياء كأمثلة أو نماذج ليسوع المسيح. ويوسف واحد من الأمثلة للمسيح. هو مثال المسيح من حيث كان المحبوب أو المقرب لأبيه يعقوب. كما أن يسوع هو الابن الوحيد للآب السماوي.

هو أيضاً مثال ليسوع في أنه اصبح أخيراً مخلصاً ومنقذاً للذين رفضوه. لأنه في مصر أعد لأيام المجاعة، وأخيراً أصبح مثالاً للفادي لكل عائلته، الذين كادوا أن يموتوا جوعاً لولا وجود يوسف.

احتاج يوسف للرفقة والمعية الإلهية، لأنه وقفت ضده ثلاث أشياء: أولاً – عائلته. يعلمنا الكتاب غرابة هذا الأمر لكنه يحدث في الواقع.

قال يسوع: «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا». إنها لغة غريبة، أليس كذلك من رئيس ومصدر السلام، الذي يعطي سلاماً لكل من يؤمن به؟ ثم استمر يشرح ماذا يعني: «فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا». ثم يضيف قائلاً: «وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ» (متّى 34:10 – 36).

لذا كان يقف ضد يوسف ثلاثة أشياء: عائلته، ورؤساؤه والظروف. لكنه تمتع برفقة إلهية. وأحب أن يعرف كل مؤمن بأن الله كان مع يوسف. وأريدكم أن تروا أن الرب مع كل مؤمن فيما لا يقل عن ثلاثة سبل.

1 – هو معنا في الشهادة

الشيخ سمعان بطرس، واقفاً بجوار يوحنا، والاثنان ممتلئان بالروح القدس، نظراً الأعرج وقالا: «باسم يسوع قم وامش» . ولما حدثت هذه المعجزة، نشبت الاضطهادات، وفتح الجحيم فمه وانفكت أربطته. لم يهتم أحد بالاعرج طالما كان يجلس مقعداً وكسيحاً وفي طريقه للجحيم. لكن التلميذان خلصاه وشفياه وأصبح في طريقه للمجد والنعيم! لكنهم أخذوا هذين الرجلين ووضعوهما في السجن طيلة الليل. ودعوا السنهدريم بأعضائه الواحد والسبعين للانعقاد صباح اليوم التالي. وهو مكون من الفريسيين والشيوخ ورؤساء الكهنة والزعماء. وجلس أعضاء السنهدريم وقالوا: «نريد أن نسألكما سؤالاً». هذا السؤال موجود في (أعمال 7:4) «بِأَيَّةِ قُوَّةٍ وَبِأَيِّ اسْمٍ صَنَعْتُمَا أَنْتُمَا هذَا؟» ؟ لقد أنقذ بطرس ويوحنا هذا الرجل من الجحيم والخطية وشفياه وهو في طريق المجد. قالوا: «بِأَيَّةِ قُوَّةٍ وَبِأَيِّ اسْمٍ صَنَعْتُمَا أَنْتُمَا هذَا؟».

أحب إجابة هذين الرجلين. كان بطرس خارجاً لتوه من السجن، بعدما قضى فيه وقتاً وهو طيلة الليل، فقال: «باسم يسوع الناصري، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ...» . وهكذا لم يتحفظ في التعبير عن رأيه أو يساوم حوله، بل قال: «يمكنكم وضعي في السجن ثانية، لكنني أريد أن أقول لكم باسم ابن الله الذي أذنبتم بصلبه، والذي أقامه الله من الأموات. بذاك وقف هذا أمامكم صحيحاً»، ولم يكف عن الكلام، بل استطرد «في الحقيقة أود أن أقول لكم أيها الفريسيون المنافقون ذوو الأردية الطويلة». (وهذا كلام يفهم من بين السطور لكن غير موجود مباشرة في النص). «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال 12:4) ثم لاحظ هذه الآية: «فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ: (فهما غير حاصلين على درجات علمية بمفهوم العالم) تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ» (آية 13).

2 – الله معنا في ساعة التجربة

سوف لا نقرأ عن خادم أعظم من موسى. في (أعمال 7)ونجد أن حياته مقسمة إلى ثلاث فترات متساوية. عاش حتى بلغ 120 سنة من العمر، وقسم الله حياته إلى ثلاث فترات كل منها 40 سنة، وكلما اقرأ كلمة «40» في الإنجيل أجد أن لها علاقة بالتجربة 40 يوماً على الجبل، 40 يوماً بين القيامة والصعود. موسى قضى 40 سنة في الرفاهية ومسرات القصر المصري وتعلم أن العالم لا يعني شيئاً قط. وقضى أربعين سنة بعيداً في الصحراء وعرف أن الله هو كل شيء له ولغيره. ثم عرف في الأربعين سنة الأخيرة سر الرفعة الإلهية. تعلم موسى في خدمة الرب أن الرفقة الإلهية أمر حيوي. هل تعلم ذلك ان الله لا يهمه ما هو عملك، لا يهتم بماهيته، حتى مهما كان وضيعاً مثل بواب، مغني، واعظ، موسيقي، معلم، لا يهم ما هو، هل تعلمت سر الرفقة الإلهية؟

إنه السر الحلو والبركة التي بدونها لا نتمتع بعملنا من أجله. ولما تعلم موسى سر الرفقة الإلهية عاش في رفقة الله.

لذا نحتاج أن نتعلم سر الرفقة الإلهية في خدمتنا من أجل الرب.

«وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا» (تكوين 39: 2). وأيضا الرب معنا.

3 – في ساعة الموت

لا أحد منا يحب التفكير في الموت، لكن ينبغي أن تفكروا فيه. نحن ننتظر مجيء الرب. إني أرجو وأصلي وأنتظر وأؤمن أني لن أموت قط، لأن الإنجيل يقول: «هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ...» (1كورنثوس 15: 51 و52). هذا هو اختطاف المؤمنين. استعمل شخص هذا التعبير. أظن أحياناً أن الضرائب التي تدفع لكل ما نشتريه في حياتنا أمرها أكيد أكثر من الموت لأني أعرف أننا سندفع الضرائب، لكني غير متأكد بأننا سنموت، ربما نموت (وربما نخطف).

أليس هذا عجيباً؟ فعندما نأتي لنهاية المسيرة، يكون الرب معنا في ساعة الموت. ولذا قال بولس الشيخ: «لأَنَّنَا نَعْلَمُ»، أي لا مجال للتخمين هنا «لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ» (2كورنثوس 5: 1).

هذه هي الرفقة الإلهية! تبدأ في اللحظة التي تخلص فيها، ولا تنتهي أبداً. يا إلهي، ساعدنا أن نتعلم سر المرافقة الإلهية!