العودة الى الصفحة السابقة
ماذا تريدني أن أفعل؟

ماذا تريدني أن أفعل؟

جون نور


«مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟» (أعمال 10:22).

يوجد سؤالان هامان للغاية سألهما يسوع بمناسبة تجديد شاول، أحدهما هو الفكرة الرئيسية لآية عنوان الموضوع هذا، وآمل أن الله سيتكلم إلى كل قلوبنا وأنا أيضاً.

في آية 8 إصحاح 22 من اعمال الرسل سأل بولس هذا السؤال: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فأجاب يسوع: «أَنَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ».

«مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» وبعد ان عرفه الرب بنفسه قال: «ماذا تريدني أن افعل»؟ هذا السؤال موجود في آية 10 وصيغتها: «مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟»، وأود أن أكلمكم عن إجابة هذا السؤال.

قال الرب لشاول قم واذهب إلى دمشق المدينة، وكل ما عليك عمله سيقال لك إي أن يسوع قال هنا «الإجابة ستأتي إليك من كلمة الله، وستعرف وتملك الحق الإلهي المعطى لك كما يتوقعه الله لك كمؤمن».

قال بولس: «ماذا تريدني أن أفعل»؟ يعطي الكتاب المقدس الإجابة. أود أن أخذ من العهد الجديد، وفي المقام الأول من كلمات يسوع.

ثلاثة أشياء يقولها بصراحة العهد الجديد، عليك وعلي أن نفعلها.

1 – كل مؤمن يجب أن يكون عاملاً في كرمه

لاحظ هذا النص، في (متّى 28:21) حين قال يسوع مثلاً عن رجل نطق بهذا الكلام: «يَا ابْنِي، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي». قال أحد ابنيه «هَا أَنَا (أذهب) يَا سَيِّدُ. وَلَمْ يَمْضِ (قط)». قال الآخر: «مَا أُرِيدُ. وَلكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيرًا وَمَضَى». لكن يسوع قال هذا المثل وأورد هذه الكلمات: «يَا ابْنِي، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي».

أفكر في هذه المرأة التي أتت إلى يسوع وهو يأكل في بيت رجل فريسي؛ فتحت صندوقاً صغيراً وأخرجت منه قارورة طيب مملوءة، ويقول علماء الإنجيل أن الطيب في هذه القارورة طيب عطري ثمنه يعادل أجر سنة. أي لكي يحصل العامل على هذه القارورة من الطيب عليه أن يعمل طوال سنة. هذه المرأة وقفت عند قدميه تبكي وبدأت تبلل قدميه بالدموع وتمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه، وتدهنهما بالطيب.

وهذا يعلمني أن على المؤمن أن ينكسر وأن تنسحق إرادته. أفكر أحياناً أن قلوبنا تحتاج للانكسار. لقد كسرت قارورة الطيب العطري فأتت رائحته الجميلة إلى أنف يسوع، ثم دهنت قدميه وكان هناك أناس واقفون ينتقدون. يهوذا مثلاً قال بصورة التقوى «لماذا لم يبع هذا الطيب وتعطى نقوده للفقراء»؟

لاحظ ما قاله يسوع: «قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا!». يا ليتنا كمسيحيين نتفق ونقرر أننا نعمل للرب.وليس لانفسنا ولا من اجل مصالحنا الذاتية .

أحب أقول لكم أيها الشباب اليوم. كرسوا حياتكم الآن لله. اليوم اعملوا عهداً مع الله، وبنعمة الله لا تكسروه، أنكم ستعملون له.

«ماذا أعمل يا رب»؟ يعلم الإنجيل بوضوح أنك يجب أن تعمل في كرمه.

منذ سنوات سمعت واعظاً كان يعظ عظة لم يدرسها في كلية أو يتعلمها في جامعة. قال «سأكلمكم اليوم عن جماعة لا تعمل بل تتكلم فقط». فمعظم المسيحيين «يعلقون على الأنباء»، وكل ما يعملونه هو التعليق على الأشياء. وفريق آخر، هذه الفصيلة هم «المتفرجون» وكل همهم هو المشاهدة.

«ماذا أفعل يا رب»؟

2 – كل مسيحي يجب أن يكون شاهداً للحق الإلهي

لست أتكلم بالذات الآن عن ربح النفوس. لكن الإنجيل يعلم أن كل مؤمن يجب أن يكون شاهداً للحق (حق الله). «ماذا أفعل يا رب؟». قال الله: «هناك يقال لك عن جميع ما رتب لك أن تفعل وكشاهد لحقه».

افعلوا شيئاً من أجل الله، لا تجلسوا ساكتين، اعملوا شيئاً.

«ماذا أفعل يا رب»؟ تكون شاهداً للحق. آية عظيمة من كلمة الله لتكون شاهداً للحق الإلهي، هي «وما سمعتموه مني بشهود كثيرين أودعهوه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً».

«ماذا أفعل يا رب»؟

3 – يجب على كل مؤمن أن يكون أميناً على ما لله

يعلمنا الإنجيل أننا حافظون أموال الله. نحن مدراء فقط، أنت مدير لأعماله وماله. لاحظ ما قاله يسوع: يشبه ملكوت السماوات «إنْسَانٌ مُسَافِرٌ (لبلد صغير) دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ» (متّى 14:25).

مثل عصا الرعاية في يد موسى، هكذا وضع الله أشياء معينة في رعايتنا لا بد أن نستعملها لمجده، سواء كانت وزنة أم موهبة أم نقوداً، فلا بد أن نعتبرها وديعة مقدسة من الله. معظم الناس قد استخفوا بهذا جداً. ويسوع تكلم عن ذلك في مثله عن الوكيل المهمل: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ» (لوقا 1:16).

«ماذا أفعل يا رب». لا بد أن نعمل في كرمه ونكون شهوداً لحقه، ونسهر على حفظ النفوس التي مات المسيح من أجلها، ونكون وكلاء صالحين على أمواله.

« فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ» (رومية 1:12، 2).

إن جسدك وعقلك ونفسك هم ملك لله.

«مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟» (أعمال 10:22).