العودة الى الصفحة السابقة
مجنون كورة الجدريين

مجنون كورة الجدريين

جون نور


«مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ الْعَلِيِّ؟» (لوقا 28:8).

1 - حياة مشردة:

هل تعلم أن كل نفس بعيدة عن الله تشبه هذا الإنسان المذكور في انجيل لوقا الذي كان لا يلبس ثوباً ولا يقيم في بيت بل في القبور. فالنفس البعيدة نفس عريانة من الفضيلة - عريانة من البر - عريانة من النعمة - عريان أمام الله وعريان أمام الناس (مكشوف) تأملوا معي حياة أي انسان مدمن. أن حياته كلها مكشوفة ليس عنده أسرار أنه يتمرغ في الوحل هل هذا المنظر يدل على الانبساط أنها الخطية. ومكتوب البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية. نعم هي الخطية التي طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء. لقد طرحت شمشون رجل القوة جعلته يطحن في بيت السجن كالحيوان نعم إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد.

لاحظوا أيضاً أنه لا يقيم في بيت بل في القبور أليس هذا مسكن الأموات. لقد كان يشارك الموتى في سكناهم - وهذه إشارة واضحة للخاطئ لأنه ميت. والكتاب يقول عنه وعنا: «وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا» (أفسس 1:2).

2 - نفس معذبة:

كان هذا الإنسان يعذب نفسه (أي يجرح نفسه بالحجارة) هل تتصوروا معي أن شخصاً يعذب نفسه. ما حكمكم أنتم أليس هذا هو الجنون بعينه. لماذا نستغرب. أليس معروفا أن مدمن المخدرات يعذب نفسه. والخمر تدمر كبد الإنسان ولهذا فإن الإنسان يعذب نفسه وهو لا يدري. بل قولوا إنه يشتري الأشياء التي تسبب له الأمراض ويدفع ثمنها من تعبه. ألا يحتاج مثل هذا الإنسان إلى من يعقله. هل تعذب نفسك بالعادات. بالتقاليد بالجلوس مع الأشرار لسماع الكلمات البذيئة. إنك عزيزي المستمع تعذب نفسك البارة بالأعمال الأثيمة .قيل عن لوط أنه كان يعذب نفسه البارة كل يوم بالأعمال الأثيمة. لذا ان كنت كهؤلاء أرجوك أن تكف عن تعذيب نفسك. ارحم نفسك وتعالى للبار يسوع فيخلصك. ويرحمك ويجعل لك ميراث مع القديسين وأهل بيت الله.

3 - عزيمة محطمة:

قرأت عن شاب كان مغلوباً من خطية معينة ولم يستطع التخلص منها واستشار حكيماً دنيوياً فقال له: اقطع عهد مع نفسك واكتب هذا العهد بدمك. اقطع شريانك حتى يسيل منه الدم واغمس ريشة واكتب عهداً بدم نفسك وحينما تهاجمك الخطية تذكر هذا العهد - وفعلاً نفذ الشاب هذا الأمر وكتب العهد بدمه. لكن للأسف كان الشيطان له بالمرصاد فحالما انتهى من كتابة العهد أسقطه الشيطان؟

إن الأمر لا يحتاج إلى دمي ودمك بل يحتاج إلى دم المسيح الذي يطهر من كل خطية.

4 - مقابلة مرتبة:

أنا أعتقد وكثيرون جداً يوافقونني من أن الرب ليس عنده صدفة أو حظ. لكن كل شيء بترتيب إلهي عجيب فهو الذي رتب أن يتقابل مع السامرية على بئر يعقوب وهو الذي أرسل فيلبس إلى الخصي الحبشي في الطريق لكي يكلمه عن يسوع المخلص العجيب.

وهو الذي دخل أريحا لكي يتقابل مع زكا المشتاق لرؤيته وهو الذي تقابل مع نثنائيل تحت التينة قبل أن يدعوه فيلبس وهو الذي تأخر لما علم بمرض لعازر لا لكي يشفيه من مرضه لكن لكي يقيمه من موته وما أبعد الفرق بين هذا وذاك المرض والموت. إن الله عنده كل شيء يترتب بنظام. وهو هنا رتب أن يتقابل مع هذا المجنون، فيعقله. فيرحمه. فيخلصه من عذابه. العذاب الأرضي ثم عذاب الآخرة.

5 - قوة مغيرة:

هناك قوة عند الرب - قوة مغيرة. تعالوا معي نتأمل في قصة نازفة الدم. إن هذه السيدة كان لها الإيمان الكبير في الرب. أنها قالت لو مسست هدب ثوبه شفيت إن هذا الإيمان العظيم كافأه الرب. فحينما لمست هدب ثوبه وقف ينبوع دمها. وقال الرب من لمسني فاندهش التلاميذ لذلك وقالوا تقول من لمسني والجموع تزحمك. قال الرب إن قوة خرجت مني.

إن الرب عنده قوة للشفاء. قوة للتغيير. قوة تخيف الشياطين. قوة تهابها الأبالسة. إن الرب يعطي قوة. إن هذه القوة هي التي جعلت الشياطين تصرخ ما لي ولك يا يسوع يا ابن الله العلي. هل جئت قبل الوقت لتعذبنا أن الشياطين تعرف أن يسوع هو صاحب السلطان. مصدر القوة.

6 - جلسة هادئة:

عندما تقابل المجنون مع الرب يسوع وأمر يسوع أن الشياطين تخرج منه وخرجت ودخلت في الخنازير. واندفعت الخنازير إلى البحر وماتت حينئذ وجد الرجل جالساً ولابساً وعاقلاً.

هل تجلس مع الرب في بيته وتتمتع به. هل تشعر بوجوده هل تحس أنه معنا ويعلمنا. هل تستفيد من حضوره معنا.

7 - طلبة خاسرة:

كم من الناس يفضلون. أمور هذا العالم عن الرب. ربما المركز. ربما المال. ربما الجمال. أمور كثيرة يفضلها الإنسان ويترك الرب. مكتوب. «تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً» (إرميا 2: 13).

اسمع ما قاله الرب بنفسه. إن أحب أحد أباً أو أماً أخوة أو أخوات أو زوجة أكثر مني فلا يستحقني. بل إن أحب أحد نفسه أكثر مني فلا يستحقني. ماذا تطلب أنت. مكتوب «اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متّى 6: 33). هل تطلب الرب أنه موجود. «اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ» (إشعياء 55: 6).