العودة الى الصفحة السابقة
ولم يعلم أن الرب قد فارقه

ولم يعلم أن الرب قد فارقه

جون نور


«وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ» (قضاة 20:16).

«وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ» (1صموئيل 14:16).

كم شخص عاش حياة مكرسة للرب ووضع هدف أن يعيش كل يوم عيشة تمجد الرب لكن إهمال بسيط وفقدوا العلاقة مع الرب، والشركة معه، وفقدوا الحس الروحي الذي يمكنهم بواسطته أن يميزوا بين الخير والخطية وسماع صوت الله، وبدلاً من أن يكونوا سبب بركة، صاروا سبباً لضياع الكثيرين. كانوا مؤمنين مواظبين يخدمون بكل قوة راغبين في إرضاء الله في حياتهم لكنهم ابتعدوا ما السبب نقرأه في رسالة يعقوب 8:1: «رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ» يريد الله من جهة بيده اليمنى ويريد العالم وما فيه باليد اليسرى، لذلك يقول الكتاب عنهم أنهم موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه، فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئاً من عند الرب. وهذا هو إنقطاع الصلة بالله.

هل السر في الله نفسه «هل الله هو السبب» ما السر في مفارقة روح الرب لشمشون وشاول بعد أن كان يمسك الأسد ويمزقه نصفين، «كان يحمل أبواب المدينة ويصعد بها إلى الجبل». لكن ما هو السبب الذي أوصل شمشون وشاوول وغيرهم الى هذا المستوى. ما هو السبب الذي يوصل أولاد الله إلى أن يصبحوا في نفس الحالة والمستوى ويبعدهم عن الكنيسة والمؤمنين أنها نفس الأسباب التي أصابت شمشون تصيب المؤمن والخادم الصغير والكبير في كنيسة المسيح ونصاب بنفس الحالة ولا ندري أن روح الرب قد فارقنا.

«وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ» (قضاة 20:16).

«وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ» (1 صموئيل 14:16).

من الممكن أن يحيا الإنسان يوماً ما حياة مكرسة لله، ثم بعد ذلك عن طريق الخطية الإرادية، أو عن طريق الإهمال، تنقطع صلته بالله. وانقطاع الصلة هذا يؤثر، ليس علينا فقط، بل أيضاً على أولئك الذين كان يمكن أن نجذبهم إلى الله لو أن صلتنا بالله كانت مستمرة.

إن أخطر شيء في انقطاع صلتنا بالله هو أننا نحن لا نعيش لأنفسنا، فحياتنا باستمرار تؤثر على حياة الآخرين، وهناك آية تجعل المرء منا يرتعب حين يقرأها، وهي التي تقول: «كُلُّ مَا مَسَّهُ النَّجِسُ يَتَنَجَّسُ» (عدد 22:19). فحين نفقد صلتنا بالله فإننا لا بد أن نؤثر تأثيرات غير روحية، فتصبح أعمالنا أعمالاً ميتة، وبدلاً من أن نكون رائحة حياة نصبح رائحة موت، ولعل أحد المعلنات الخطيرة ليوم الدينونة هو أننا سندرك تأثيرنا على الآخرين، والذي وصل إليهم دون أن ندري، وهناك سنرى أيضاً ما كان يمكن أن نعمله لو أننا تمتعنا بحياة ملؤها الشركة مع الله. سنرى النفوس التي كان يمكن أن نربحها، والأحمال التي كان يمكن أن نرفعها، لو أننا سرنا في حياة الشركة المستمرة مع الله.

فارقهم روح الرب:

ونصاب نحن بنفس الحالة ولا ندري أن روح الرب قد فارقنا. والأسباب هي كالآتي:

1 - عندما ينسى المؤمن مركزه ع 1 و 14

مكانه وعشرته هي للرب ومع الرب أنتم ملوك وكهنة لله أبيكم. أنتم لستم من هذا العالم. يا مؤمن أنت للرب ولست من هذا العالم، ولكن أين نجد شمشون في غزة أماكن ليست له وأخذ يساير الناس والخطية نسى مركزه الخاص وأنه للرب.

وأنت يا مؤمن أين أنت هل أنت في أماكن ليست لك أنت لك مركز خاص في المسيح وأنت معين من قبل الله.

عندما تنسى هذا تفقد روح الله ويفارقك، شمشون نسى أنه مكرس من بطن أمه، ومعيّن من قبل الله كقاضي، ونسى مركزه كشاوول ويقول الكتاب: «وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ».عندما ينسى المؤمن إرادة الله في حياته وينسى أن عليه مسؤوليات كمؤمن وينغمس في ملذات هذا العالم رويداً رويداً، لا يعرف أن روح الرب يفارقه نهتم، بالتجارة وبالبيوت والأراضي ومشاكل هذه الأرض، ونهتم بأشياء وأمور لا تخصنا وعندئذ ننسى أنفسنا، هذا ليس بخطأ ولكن عندما تكون هذه الأمور هي الأولى في حياتنا هناك حق للمؤمن لكن الأحق أن نهتم بأمور إلهنا.

2 - عندما ينسى المؤمن الشركة مع الله:

شمشون كان في رابطة قوية مع الله كان يطلب منه النصح والقوة في كل عمل يقوم به وهذا واجب كل مؤمن أن يكون في شركة مستمرة واتصال مباشر مع الله وفي اللحظة التي يغفل فيها عن ذلك يفقد شركته مع الله. المؤمن الحقيقي والمكرس هو الذي يعيش في انسجام تام وشركة كاملة مع الله. يطلب منه النصح والمشورة والإرشاد.

في الهيكل يقول الكتاب عن يسوع ان مريم ويوسف: ظناه بين الرفق، لكن بعد يومين وجدوه، في الهيكل، الرب يساعدنا حتى لا ننسى يسوع ونبدأ بعد ذلك في البحث عليه.

بدل أن يخبر شمشون عن اختباراته إلى الشعب كيف تغلب على الفلسطينيين، كيف أعطاه الرب العسل من الجزة، بدل ذلك ذهب إلى غزة.

المؤمن بدل أن يخبر عن اختباراته الروحية، يذهب إلى العالم وينسجم معهم. تأكد يا أخي ويا أختي أن الرب ما زال معك ويعمل فيك وإلا سيفارقك وينقطع الحس الروحي في حياتك ولن تجد يسوع بعد يومين ولا سنتين.