العودة الى الصفحة السابقة
قوة تأثير المرأة

قوة تأثير المرأة

جون نور


عندما صنع الله المرأة من الرجل، قال إن عملها أن تكون «مُعِينًا نَظِيرَهُ» (سفر التكوين 18:2). والمرأة من خلال تأثيرها في الرجل، إما أن تعينه أو ( تهينه) أي تعيقه أي تعيقه عن أن يكون طاهراً. وهي إما أن تكون حجراً للترقي يسهل الطريق أو تصير حجر عثرة يزيد من وعورة الطريق إما للخير أو للشر. ألا يعتبر هذا سبب ذهاب الحية إلى حواء أولاً في جنة عدن؟

لم ينل ملك من عظمة الميراث والشرف والجاه والحكمة والفرص والقوة ما ناله الملك سليمان. لكننا نقرأ التقرير المأسوي عنه في 1ملوك 4:11 «وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى».

إن تأثير النساء الأجنبيات كان أقوى مصدر لإغراء سليمان ليختار الخطية. كان الله يعرف مقدماً بحدوث ذلك، لذلك أمر سليمان ألا يتزوج من الأجنبيات.

إن فشل النساء في ممارسة التأثير الذي ارتجاه الله منهن، يُولّد نتائج مدمرة:

- ماذا لو كانت حواء قد اختارت أن تطيع الله عندما جربها الشيطان لكي تخطئ، ثم استخدمت قوة التأثير المعطاة لها من الله، لكي تُؤثر في آدم؟ كان من المستبعد أن يختار آدم عصيان الله. لقد فشلت حواء أن تكون «مُعِينًا نَظِيرَهُ» لأنها لم تمارس التأثير الإلهي تجاه آدم لأنها سارت وراء إغرائها.

- ماذا لو قالت حواء لآدم: «إن شيئاً أغرب من الخيال قد حدث لي. لقد أخبرتني الحية أن لا أصدق الله أو أطيعه. والآن لأننا نعرف من هو الله، فإن اقتراح الحية لا يتماشى مع العقل. إنه إهانة لمعرفة الله الغير محدودة ولحكمته. لو أن الحية جاءت إليك يا آدم بهذا الحديث، فأنا أثق أنك لن تنخدع باقتراحات الشيطان الخبيثة التي تقودك لتتصرف بكبرياء وعدم إيمان».

- ماذا لو شجعت سارة إبراهيم أن يقول الصدق بشأنها، إنها زوجته، وحثته أن يثق في أن الله سيحفظ حياتهما، عندما ذهبا إلى مدينة جديدة. أنا لا أظن أن إبراهيم كان سيكذب في مناسبتين بقوله إن سارة أخته.

يوجد وجه آخر مدهش لعملة الصدق هذه. لقد خصص الله معظم الأصحاح 31 من سفر الأمثال، لكي يصف المرأة الفاضلة. من المثير حقاً أن أول علامة تدل على فضيلتها هي القول: «بِهَا يَثِقُ قَلْبُ زَوْجِهَا» (أمثال 11:31) لقد اقتنعت أن سرّ تلك الثقة موجود في نهاية الأصحاح في عدد 30: «اَلْحُسْنُ غِشٌّ وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ، أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمُتَّقِيَةُ الرَّبَّ فَهِيَ تُمْدَحُ». هذا يعني أنه كلما عرف الزوج أن زوجته تخاف الله، كلما اطمأن أكثر على أمانتها، والعكس صحيح.

إن تأثير المرأة الطاهرة لا يُقاس. كم من المرات سمعت فيها شهادات من الرجال (معظمهم رجال عظماء) اتفقوا جميعاً في أن التأثير الأعظم للقداسة في حياتهم جاء من النساء.

ويعطينا الكتاب المقدس بعض الأمثلة القوية على النساء التقيات اللاتي مارسن تأثيرهن على الرجال. والنتائج تشهد لحياتهن.

وإذا كان على امرأة على وجه الأرض أن تلعب دوراً صعباً، فهي أبيجايل. فمن خلال تواضعها وحكمتها وتصرفها السريع في زمن الأزمات الشديدة، أثرت بشدة في داود ملك المستقبل حتى لا يرتكب أخطاء كبيرة بصفته قائداً. وفي نفس الوقت أنقذت حياة زوجها وجماعتها (أنظر 1صموئيل 25).

وذهبت الملكة أستير إلى قصر الملك مخالفة لقوانين الملك ومضحية بحياتها، ووقفت أمامه رغم أنه لم يدعها. واستخدمت تأثيرها مع الملك للتضرع من أجل حياة شعبها اليهودي، إذ كانوا يواجهون خطر الإبادة كأمة. وقد أجاب طلبها (أنظر سفر أستير 7).

في وقت الغداة تمت مقابلة شخصية عند البئر مع الرب يسوع نفذت إلى أعماق النفس وأحدثت تغييراً رائعاً في حياة امرأة سيئة السمعة. وهكذا كانت شهادتها عن تغيير حياتها قوية لدرجة أن كل مدينة السامرة تأثرت بها (أنظر يوحنا 4).

أما يوكابد فقد تمتعت كزوجة وأم بإيمان عظيم، وأثرت تأثيراً قوياً على أولادها الثلاثة الذين صاروا قادة روحيين وهم موسى وهارون ومريم. (أنظر ميخا 4:6). وبدورهم صاروا رجال الإيمان العظيم. يا لها من عائلة متحدة!

ولا يمكن قياس مدى التأثير الروحي الذي مارسته حنة على ابنها الصغير صموئيل. فقد تميزت حياته بمخافة الرب لدرجة أننا نقرأ في (1صموئيل 18:12) أن الشعب خاف الرب وصموئيل. ونتيجة لذلك، تحول مسار التاريخ في إسرائيل في ذلك الوقت تحولاً جوهرياً نحو الصلاح والاستقامة.

وفي سفر القضاة أصحاح 4، نجد دبورة النبيه القاضية، تشجع باراق قائد الجيش بقوة لكي يذهب إلى الحرب ضد أعداء الرب. وبسبب قيادتها وتعاونها مع القادة الآخرين عادوا من الحرب بانتصار عظيم. وقد ذكر عملها الذي أدته بشكل خاص في ترنيمة الانتصار في سفر القضاة الأصحاح 5. خذل الحكام في إسرائيل. خذلوا حتى قمت أنا دبورة، قمت أُمَّا في إسرائيل (قضاة 7:5).

جميع هذه النساء كن صانعات للتاريخ.

وفي هذه الأيام، تحتاج كل امرأة أن تدرك وتقبل قوة التأثير المعطى لها من الله، وتختار أن تكون أعظم مؤثر للقداسة في كل رجل يقابلها في طريق حياتها، وتصلي بحرارة أن تتمم ذلك. إن مخافة الرب كفيلة بتحقيق ذلك ومن ثم فعليها أن تمارس ذلك التأثير في إطاعة إعلانات الروح القدس. يا لها من مسؤولية! يا له من حساب! يا له من امتياز! يا لها من فرصة! لكل امرأة تريد أن تسطر اسمها في التاريخ.