العودة الى الصفحة السابقة
غربال التجارب

غربال التجارب

جون نور


«هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ!» (لوقا 31:22).

أعتقد أن هذه الكلمات الرائعة التي وجهها الرب إلى تلميذه بطرس في ذلك اليوم العصيب قبل مواجهة الصليب لم تكن كلمات موجهة فقط إلى بطرس أو موجهة إلى التلاميذ بل موجهة إلى كل المؤمنين في كل زمان ومكان وهي رسالة الرب لكل واحد منا في هذه الأيام.

هذا ما يطالبنا به الرب في هذه الأيام وفي هذه اليوم بالذات. «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ» (لوقا 22: 31 و32).

مخطئ من يظن أن الحياة المسيحية حياة فرح وهدوء وسلام ومحبة كل الوقت. التلاميذ ظنوا أن حياة الإيمان هي حياة تربع على الكراسي هوذا الشيطان قد طلبكم ليغربلكم كالحنطة الشيطان يمكن أن يغربلك ويهزك ولكنه لا يستطيع أن يفعل بك شيء إلا بإذن الرب. لماذا لأننا ممسوكين بيد قوية هي يد الرب. الرب سمح للشيطان أن يمس كل شيء في حياة أيوب ما عدا روحه. «مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ» (مزمور 34: 7).

السؤال لماذا يسمح الرب بغربلتنا ولا يسمح للشيطان أن يمسنا. الغربال هو لكي ينقي الحنطة ويعزلها عن الزوان الحنطة في جهة والزوان في جهة أخرى. الغربال يهز الكنيسة ولكنه ينقي حياة المؤمنين.

ما هو هذا الغربال الذي يتحدث عنه الرب يسوع لبطرس؟

1 – انه غربال الآلام والضيقات

منذ أن وجدت كنيسة المسيح وكأنها مع موعد مع الآلام والضيقات. بعد أن ولدت الكنيسة في يوم الخمسين وانضمت إلى صفوفها الآلاف بدأ صوت الضيق يزمجر والاضطهادات تقع على الكنيسة.

بدأ الشيطان يهز غرباله على الكنيسة وفي الكنيسة. والرب يقول قد طلبكم الشيطان ليغربلكم كالحنطة. الضيقات والآلام تنتظركم أيها المؤمنين «فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ» (يوحنا 16: 33).

المسيحية ليست حياة هدوء وطمأنينة فقط. ليست المسيحية النوم على أسرة هزازة. ربما يكون يسوع في سفينة حياتك وتداهمها العواصف. وربما الشجرة التي تضرب بالأحزان هي الشجرة المثمرة. وربما البيت الذي يصادف الضيقات والصعوبات هو البيت الذي يوجد فيه يسوع.

أخي المؤمن أختي المؤمنة إذا جاءت عليك الضيقات وهبت عليك الزوابع اذكر الرب لأنك في داخل هذا الغربال.

الغربلة لا تقوم فقط بعملية التحريك بل تعطي مع هذه الحركة حركة أخرى مساعدة وهي حركة النفخ لكي يطير التبن خارج الغربال لكن كثيراً ما تسقط أثناء هذه الحركات بعض حبات الحنطة لماذا سقطت هذه الحبة مع أنها حنطة «هذه أو هؤلاء لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا» (2تيموثاوس 3: 5) «الشيطان لا يهز فقط بل ينفخ» «والتعاليم الضالة يسميها الكتاب مثل الريح أو الرياح» محمولين بكل ريح تعليم التعاليم الضالة والشريرة كل ما يأتي تعليم جديد هذه الأيام يريحنا أكثر على خطايانا وضلالاتنا نجري وراءه بكل قوة.

كثيرون يحاول الشيطان أن يطيرهم عن طريق النفخ وإن لم يقدر فعن طريق التجارب والآلام ولا يقدر الشيطان أن يسقطهم ولكنهم يسقطوا عن طريق العثرات. يقول المسيح لاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ! العثرات خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح نفسه في لجة البحر.

في مجلس الأمن يوجد شيء اسمه حق الفيتو / حق المعارضة. حق الفيتو هو معطى إلى خمسة دول في مجلس الأمن ما يقرره العالم ومجلس الأمن يمكن لإحدى هذه الدول أن تضع حق الفيتو على هذا القرار لعدم تنفيذه. الشيطان يشتكي علينا ويغربلنا ولكن يسوع بحق الفيتو يحول كل هذه الشكايات لخير المؤمن «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ» (رومية 8: 28) الشيطان طلب ويسوع طلب ووُضِعَ حق الفيتو على طلبة الشيطان لأن يسوع قادر ويقف معك وبجانبك.

هل هنالك أعظم من أن تعرف أن يسوع يعرفك باسمك يعرفك شخصياً قال يسوع لملاك أحد الكنائس في سفر الرؤيا أنا عارف أين تسكن تصوروا أن يسوع يقول لكم ولكل واحد منكم «أنا عارف أين تسكن وكيف تعيش إن صعدت إلى الجميزة كزكا فأنا أراك وإن جلست تحت التينة عيني عليك. حتى شعور رؤوسكم محصاة ولا تسقط واحدة منها بدون إذني… على كفتي نقشتك».

شكراً لله لوجود الغربال الأليم في حياتنا وشكراً لوجود المخلص والشفيع الأكيد في حياتنا وأقول أخيراً هنالك علينا واجب جسيم.

2 – وانت عليك مسؤولية جسيمة وأنت متى رجعت ثبت اخوتك اذكر لهم فظاعة الخطية ووجه أنظارهم إلى نعمة يسوع الغنية.

فتقوى أنت بالنعمة التي بيسوع المسيح. قل للخطاة إنني محبة أبدية أحببتكم من أجل ذلك أدمت لكم الرحمة. ذكر الخطاة بالأمجاد السماوية التي تنتظرهم إن هم عادوا وتابوا عن خطاياهم.

ثبت اخوتك بأن تذكر لهم فظاعة الخطية. ونتائج الوقوع فيها.

اذكر لهم ان الحياة مع المسيح هي اضمن لك من أي شي في هذا العالم.

اين ستكون متى جاء الغربال – تحت - فوق –ام ستطير مع نفخة ريح.