العودة الى الصفحة السابقة
«لأنه لا فرق»

«لأنه لا فرق»

جون نور


«لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رومية 22:3 و23).

كلمات غريبة، لكنها مع ذلك حقيقية، ترى ما هو المقصود بها؟

في عالمنا اليوم يوجد فقط فريقان من الناس: خطاة ومؤمنون، مخلصون وهالكون، مذنبون وغير مذنبين، وأنت، يا اخي ويا أختي، تنتمي إلى أحد هذين الفريقين، فإما أن تكون مؤمناً أو غير مؤمن.

يوجد فقط طريقان: الطريق الواسع الذي يقود إلى الهلاك والموت، والطريق الضيق الذي يقود إلى السماء والحياة الأبدية، وأنت، وانت ، تسير في أحد هذين الطريقين، الواسع أو الضيق، لأنه لا يوجد طريق ثالث، أو طريق وسط، فأنت مسافر إما إلى السماء أو إلى الجحيم.

يوجد فقط سيدان: الله والشيطان. وأنت تخدم أحدهما، لأنه «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ» (متّى 6: 24).

لذلك دعني أسألك: إلى أي فريق تنتمي؟ وفي أي طريق تسير؟ ومن هو سيدك الذي تخدمه؟

فوق أحد الفريقين قد كتبت بحروف سوداء ضخمة كلمة «مذنب»، وفوق الفريق الآخر قد كتبت بحروف من نور كلمة «مبرر». و«لأنه لا فرق» فإنه لا يهم إن كنت صالحاً جداً أو شريراً جداً. لا يهم إن كنت تعتبر نفسك خاطئاً كبيراً أو خاطئاً صغيراً فأنت إما أن تكون مذنباً أو مبرراً، ويجب أن تقف مع الفريق الذي تنتمي إليه.

قد يكون اسمك ضمن قائمة المشتركين في مئة كنيسة، وقد تكون أنشط العاملين في الكنيسة، أو قد تكون قد قضيت عدداً كبيراً من سني حياتك في الشر والخطية، لكن لا فرق! فإن كنت غير مخلص فأنت مذنب ولعنة الله تستقر عليك، وأنت تنتمي إلى الفريق المسافر على الطريق الواسع... إلى الهلاك الأبدي.

قد تكون متعلماً، مثقفاً، مهذباً، ذا أخلاق ممتازة، تتحلى بعدد كبير من المميزات والفضائل، لكن الله يضعك في فريق واحد مع أردأ الخطاة، فأنت في نظره مذنب، وسواء كنت مذنباً مهذباً أو مجرماً شريراً فإنه «لا فرق».

عندما أحرق الله سدوم وعمورة وكل مدن الدائرة، هل تظن أن كل أهل تلك المدن كانوا خطاة بدرجة واحدة؟ كلا بالطبع. كان من بينهم خطاة طيبون مهذبون، كما كان فيهم أشرار عتاة مجرمون. لكن جميعهم كانوا خطاة أمام الله. وعندما أمطرت السماء ناراً وكبريتاً هلك الجميع، ولا فرق، الكبار والصغار، العظماء والبسطاء، الطيبون وغير الطيبين، فالكل كانوا يكونون فريقاً واحداً، وقد ختموا بختم واحد: «مذنب».

قد تدعي أنك غير مذنب! قد تقول إنك لست خاطئاً!. إذاً دعني أخبرك أنك مذنب في أشنع خطية يمكن لإنسان بشري أن يرتكبها. أنت متهم في أكبر الجرائم وأكثرها شراً. لقد رفضت الرب يسوع المسيح!!. لقد احتقرت حبه!. وأهملت توسلاته!. ووطأت بقدميك دمه الكريم!!. لقد رفضت أن تقبل رحمة الله المعلنة فيه، ولذلك فأنت مذنب في أبشع خطية ورد ذكرها في الكتاب المقدس، خطية عدم الإيمان وعدم تقدير جميل الله وحبه.

إذاً، يا صديقي، دعني أوضح لك الطريق، واستمع جيداً إلى ما سوف أقوله لك - سواء كنت تظن أنك مخلص أو غير مخلص - لئلا تكون أنت أيضاً مخدوعاً من جهة مستقبلك الأبدي.

كان نيقوديموس إنساناً مهذباً، متديناً، مدققاً في حفظ الناموس، فريسياً من الفريسيين، كاملاً ظاهرياً أمام الناس، كل ما في حياته كان يتفق مع تعاليم الدين. وفي كلمة واحدة نستطيع أن نقول إنه كان بلا لوم. ومع هذا فإننا نستطيع أن نتخيل الرب يسوع المسيح يقول له: «نيقوديموس، كل هذا لن يفيدك شيئاً. أنا أعلم أنك صالح، ومدقق جداً في حفظ الناموس، لكن يعوزك شيء يا نيقوديموس... تعوزك الحياة الروحية، فأنت ميت بالذنوب والخطايا، لأن كل ما فعلته وما صرت إليه لم يستطع أن ينشئ فيك حياة. نيقوديموس، تعوزك حياة من الله، وإلا فإنك لن تستطيع أن تراه. ينبغي أن تولد ثانية. ينبغي أن تولد من فوق».

لقد أخطأت، وأنت مذنب، «لأنه لا فرق» ، لكن الله المحب قد أعد لك الدواء الشافي لداء الخطية. وبفرح لا يعبر عنه أعلن لك أن «دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 7:1). يا للبشارة المفرحة! يا للرسالة المبهجة! هل تصدق هذه البشرى؟ هل تؤمن بهذه الرسالة؟ هل تأخذ هذا الدواء؟ إذاً تعال، خذ مكانك الصحيح كخاطئ هالك «لأنه لا فرق»، اعترف أنك مذنب، والق بنفسك على رحمة الله.

هل أنت مستعد الآن أن تترك خطاياك. هل تسمع صوت الروح القدس يصرخ في قلبك قائلاً: «ارجع، ارجع، لماذا تهلك»! إن الله يدعوك لكي تترك كل ما من شأنه أن يفصلك عنه: العالم بكل صخبه، الأصنام المحبوبة التي تملأ قلبك، الأصدقاء الأشرار الذين يجرونك إلى الخطية، وكل خطية تحجب وجه الله عنك. يجب أن تترك هذه كلها لأجل المسيح. إنه لا يقبل أن يقتسم القلب مع الخطية لأنه أتى لكي «يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (متّى 1: 21). وهو سوف يخلصك إن كنت تدعه يفعل ذلك. سوف ينقلك من فريق المذنبين المحكوم عليهم بالموت السائرين في الطريق الواسع المؤدي للهلاك، إلى فريق المبررين السائرين في الطريق الضيق المؤدي إلى السماء. إذاً، لتترك مدينة الهلاك، ولتبدأ حالاً رحلة العودة إلى الله. تستطيع أن تفعل هذا بأن تقبل المسيح مخلصاً لك، لأن «كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يوحنا 12:1).

هل تقبله؟ افعل هذا الآن.