العودة الى الصفحة السابقة
معرفة المسيح كصديق

معرفة المسيح كصديق

جون نور


سنقرأ من الكتاب المقدس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي الإصحاح الثالث ابتداءً من العدد السابع.

لكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأوجد فيه وليس لي بري الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البر الذي من الله بالإيمان. لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته لعلي ابلغ إلى قيامة الأموات. قصدت أن أكلمكم في هذه الحلقة عن معرفة المسيح كصديق… لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته.

عندما كتب بولس هذه الكلمات كان سجيناً في روما وكان يقترب من أيام نهايته لكن لماذا هذه الرغبة العارمة به أن يعرف المسيح. ألم تعرف المسيح فيما مضى يا بولس لماذا إذاً تريد أن تعرفه أكثر. لأن المسيح من العمق بحيث أنه ستستغرقنا الأبدية كلها لكي نستطيع أن نعرف من هو المسيح. وعبر بولس عن رغبته في معرفة المسيح الشخصية كصديق له من الكلمات لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته لعلي أبلغ قيامة الأموات ومن أجل ذلك فإن بولس يقول أنا أريد أن أعرف المسيح وشركة آلامه متشبهاً بموته… كلنا سنميز المسيح في السماء لكن الصداقة الحميمة هي التي ستجعلنا نقترب إليه بثقة.

فنحن يجب أن نعرف المسيح شخصياً… نحن نرنم للمسيح نتكلم عن المسيح… نصلي إلى المسيح لكن الصورة التي في أذهاننا تختلف عن الصورة الحقيقية للمسيح. وبولس يقول أنا لا أريد أن أتكلم عن المسيح… لا أن أشهد عن المسيح… لا أن أصلي للمسيح كل هذه الأشياء جميلة وضرورية لكن أريد أن أعرف المسيح شخصياً… كيف نعرف المسيح شخصياً؟

الكتاب المقدس لم يحدثنا عن لون بشرة المسيح ولا عن لون عيون المسيح ولا عن مقاييس وجه المسيح ولا عن مقدار وزن المسيح.. الكتاب المقدس لم يتحدث عن هذا أبداً. فكل صورة ممكنة أن تقدم لنا هي صورة من خيال الإنسان البشري… كيف إذاً نستطيع أن نتعرف بالمسيح. نستطيع أن نتعرف بالمسيح من خلال الأناجيل الأربعة… فإنها تصور لنا صورة المسيح، في انجيل متى تعرف كلام المسيح… ماذا قال المسيح… وفي انجيل مرقس تعرف أفعال المسيح… ماذا عمل…وفي انجيل لوقا تعرف عواطف المسيح… وفي انجيل يوحنا تعرف من هو المسيح…، في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله والكلمة صار جسداً ولكي نتعرف بالمسيح ونرسم له صورة فتوغرافية صحيحة في أذهاننا فعلينا أن نقرأ الأناجيل الأربعة… نستطيع أن نعرف المسيح فتوغرافياً عندما نقرأ الأناجيل الأربعة… نحن محتاجون أن نتشبع بصورة المسيح الفتوغرافية في الأناجيل الأربعة لأعرفه… اعرفه فتوغرافياً لكن لا اعرفه تعليمياً…

بولس يقول أنا أريد أن أعرف المسيح اختبارياً لأنه مذخراً فيه جميع كنوز الحكمة والعلم ويجب علينا أن نصلي بإيمان قوي في إرادة الرب يسوع المسيح وإذا أردنا أن نقرب من المسيح فإنه يجب علينا أن نصلي لأننا نقترب من المسيح في الصلاة لأنه أمامنا وبيننا… نحن نصلي لأن المسيح قال لنا حيثما اجتمع اثنان أو ثلاث باسمي فإني أكون هناك في وسطهما ونحن عندما نتعرف بالمسيح نتعرف به أولاً بقوة القيامة قبل أي شيء… الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل انتقل من الموت إلى الحياة بقوة القيامة فأنتم إن كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا أحياكم مع المسيح أقامنا معه…

لأعرفه وشركة آلامه عندما نسمع خبراً مفرح فإننا نفرح ونقول ونبين أننا فرحون وعندما نحزن فإننا نحتفظ بالحزن في قلوبنا. وبولس يقول أريد أن أعرف المسيح اريد أن أعرفه… وأريد أن أعرف شركة آلامه، هل تعلم يا بولس أنك كنت تريد أن تصلب مع المسيح… قال لا… لا أحداً يستطيع أن يشارك المسيح في آلام الصليب، لقد قال لتلاميذه: تتركوني وحدي… هو وحده مات على الصليب من أجلنا وهو وحده ذاق معصرة غضب الله وهو وحده اجتاز آلام الجحيم وهو وحده الذي كفّر عنا… انا لا أعني آلام المسيح الكفارية إنما نريد أن نعرف آلام وشركة آلام المسيح أي أريد أن اعرفه عاطفياً لأنه ما زال يتألم لأجل الخطاة الغير الراجعين إليه.

يا ليت رأسي وعيناي ينبوع دموع لأبكي ليل نهار إن لي حزناً عميقاً بقلبي لا ينقطع… لماذا يا بولس… قال هذا لإخواني حسب الجسد لأني كنت أود أنا لنفسي لو أكون محروماً من المسيح وهم يربحون مجده وشركة آلامه عزيزي المستمع أنا لا أريدك أن تتعرف بي فإن هذا يسعدني ولكن أريدك أن تتعرف بسيدي ومخلصي وملك الملوك ورب الأرباب.. لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته… يا ليت هذه تكون رغبة قلبك فتقبل اليه وتعرفه .

آمين