العودة الى الصفحة السابقة
غلق بوابات السماء

غلق بوابات السماء

جون نور


«لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ» (متّى 13:23)

ذكر يسوع شيئاً هاماً للغاية رغم مأساويته إذ قال: «تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ» (متّى 13:23). كان يسوع يكلم أكثر الناس تديناً في عصره. لقد كان يكلم الفريسيين وقادة الدين. وعلم يسوع بوضوح أنه من الممكن للمسيحيين أن يغلقوا ملكوت السماوات قدام الناس، ويصدق هذا خاصة على الذين يدعون أنهم مسيحيون، ولكنهم غير مسيحين حقاً.

في (متّى 23) يقدم يسوع عظة لاذعة وقاسية جداً لم يتكلم بها قط من قبل. إعلان الويلات الثمانية على قادة الدين واصفاً إياهم: بالمرائين ومشيراً إليهم بأنهم قادة عميان للعميان. ولم يتخاذل في توجيه أي ضربة إليهم. ولن نقرأ أبداً أي عظة أخرى واضحة ولاذعة وناقدة مثل هذه العظة التي ألقاها يسوع. الفريسيون قادة ومعلموا الدين اليهودي كانوا يحملون مفتاحاً كبيراً حول مناطقهم (أحزمتهم). ويعني هذا أنهم يحملون مفاتيح المعرفة، ومفاتيح الدين، أي دارسون لكلمة الله. وقد أشار هذا المفتاح لكل من رآهم إلى إنهم يملكون المفتاح إلى الكتاب المقدس، والمفتاح للمعرفة الروحية. ها هم أناس ادعوا أنهم يملكون المفتاح للسماء. وبالمعنى الحرفي أنهم يغلقون ملكوت السماوات قدام الناس. إنه سيكون أمراً رديئاً فعلاً إذا كان المسيحيون في أي وقت، مذنبين بسبب غلق بوابات السماء أمام الناس وغير مهتمين بخلاص نفوسهم. مذنبون بسبب غلق بوابات السماء قدام أناس يحاولون أن يخلصوا، ومهتمون بدخول السماء

لقد كان وعظ الرب على الدوام يصاغ في تعبيرات واضحة وبسيطة، لأن الإنجيل يقول: «كَانَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ» (مرقس 37:12). كان وعظه فيه نعمة ورقة وموجه على الدوام لقلب الإنسان كم يحتاج هذا العالم القديم مثل هؤلاء الوعاظ اليوم، ذوي القلوب الرقيقة المتحننة، وعاظ لديهم قوة الله غير المحدودة في حياتهم لايصال رسالة الانجيل للنفوس الضالة.

في إنجيل متّى والأصحاح 23 يكشف لنا الكتاب عن خمس سبل بها يكون أي معلم او رجل دين مذنباً في غلق ابواب السماء أمام أناس يهتمون بدخولها.

عندما يخدم هؤلاء بخدمة الشفاه فقط

قال الرب يسوع: «فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ» (متّى 3:23). قال يسوع إن هؤلاء المتدينين كانوا مذنبين في خدمة الشفاه التي لا تؤديها أفعالهم. «وهم يشبهون الناس الذين هللوا «كم أحب يسوع» ، و«اتبعك حيثما تريدني أن أتبعك» ، لكنهم لم يفعلوا ما أراد أن يفعلوه. خدمتهم كانت خدمة شفاه فقط، لم يكن قلبهم فيها. ولم يؤيدوا. ما قالوه بخدمتهم وأفعالهم.

إذا عاش شعب الله كما يتحدثون وينفذون قصدهم وعزمهم المقدس، أعتقد أنه سيحدث تحرك وسط شعب الله كما لم ير من قبل. قال يسوع: «أغلقتم بوابات السماء بتقديم خدمة شفاه فقط» بواسطة حديثنا الفخم وسلوكنا التافه نغلق بوابات السماء أمام من يريدون الخلاص ودخول السماء.

عندما نخدم باللامبالاة للحاجات البشرية

في (متّى 4:23) قال يسوع: «فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ». قال يسوع هؤلاء القادة، هؤلاء الشهود، لا يهتمون بأحمال الناس.

قال يسوع لهؤلاء المتدينين: عندما تضعون الأحمال الثقيلة على قلوب شعب الله ولا تريدون أن تحركوها بإصبعكم الصغير، فأنتم مذنبون بغلق بوابات السماء قدام الناس الذين يريدون أن يدخلوا.

ونغلق أبواب السماء بالحياة المتضاربة

قال الرب يسوع: «أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ» (متّى 24:23). في أرض فلسطين كان البعوض أصغر الحشرات والجمل أكبر الحيوانات التي رآها اليهود. قال يسوع «تصفون عن البعوضة وتبلعون الجمل» كانت لليهود عادة تصفية السوائل خلال قماش له مسام مثل القماش الذي نصفي به الجبن هذه الأيام وكل سائل سواء كان ماء أو عصير كان يصفى خلال قماش لأن البعوض كان منتشراً في كل مكان. وعندما قال يسوع: «أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ» كان يقصد «أنكم تتشددون في بعض الأمور وتتساهلون في البعض الآخر».

يوجد كثيرون يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل. الحياة غير المتسقة والمتضاربة وهي التي «تغلق بوابات السماء قدام الناس».

نغلق ابواب السماء بالاعتراف الزائف

قال يسوع في متّى 33:23 «أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟» هؤلاء كانوا متدينين لكنهم ضالون وذاهبون للجحيم، ولم يعرفوا حالهم بعد، وهذه مأساة.

كاد نيقوديموس أن يهلك ولم يعرف ذلك حتى جاءه الرب يسوع وقال له: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ» (يوحنا 3:3).

هنالك من يدعون الايمان ولم يخلصوا بعد، فكيف يقودون أناسا آخرين للمسيح؟ كيف يساعدون، لا بل يصيرون حجر عثرة لآخر يريد ان يخلص ؟ كيف يساعدون، يل يغلقون ملكوت السماوات قدام الناس. هم ضالون ولا يعرفون ذلك. معظم الناس في الجحيم أناس كانوا متدينين وضالين، لكن شكراً لله أنكم تستطيعون الخلاص. في يوحنا 37:6 «كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا». «لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ» (رومية 10: 9 و10) «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (أعمال 16: 31).