العودة الى الصفحة السابقة
انشودة مريم العذراء

انشودة مريم العذراء

جون نور


لوقا 1: 46 «فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ».

مما لا شك فيه أن كل إنسان يرغب بطبيعته أن يكون عظيماً، لكي يشبع رغبته في السيادة، لكن الناس يخطئون اختيار السبل وهم يحاولون الوصول إلى هدفهم المقصود، فبعض الناس يظنون أن العظمة في المال، فيجرون وراء المال، وفي نهاية الطريق يكتشفون أن «لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ» (1تيموثاوس 10:6) وبعضهم يعتقد أن العظمة في العلم، فيدرس ويتعلم حتى يمتلئ رأسه، ثم يصدمه الاكتشاف المر فيعرف أن «فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ، وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْمًا يَزِيدُ حُزْنًا» (جامعة 18:1)، ويتأكدون أن «الْعِلْمُ يَنْفُخُ» (1كورنثوس 1:8) ولكنه لا يجعل المرء عظيماً.

قد يفتكر البعض الآخر أن العظمة في المركز الرفيع، ثم إذ يصل إلى ما تصبو إليه نفسه، يرى بعينيه أن المجد كالنار يحتاج كل يوم إلى وقود جديدة!

ومن المحزن المبكى أن كثيرين ما زالوا يقيسون العظمة، بمقاييس خاطئة، لا توصل المرء إلى العظمة الحقيقية!

دعونا نتذكر شخصيات مهمة لعبت دورا مهما في حياة الرب يسوع المسيح واقصد بذلك المريمات اللواتي تبعن يسوع. يحدثنا العهد الجديد عن مريمات كثيرات كلهن مؤمنات تقيات وقديسات منهن مريم العذراء التي نحبها ونطوبها. ومريم أم يوحنا ومرقس التي فتحت بيتها وقلبها للإخوة.ومريم أخت لعازر التي تخرجت من عند أقدام يسوع. ومريم المجدلية التي انتشلها نور المسيح من ظلمة هذا العالم إلى نوره العجيب. وهناك مريمات كثيرات في تاريخ الكنيسة لا يمكننا ذكرهن جميعاً.

ولكن موضوع حديثي في هذه الحلقة هو عن القديسة مريم فأين يكمن سر عظمة مريم العذراء، وما هو سبب قول الكتاب على لسان مريم: «هُوَذَا جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي» (لوقا 1: 48).

لقد كانت مريم عظيمة في:

1 – عظيمة في تواضعها: لوقا 48:1

دعت نفسها بأمة الرب عبدة للرب وهبت نفسها للرب وخدمته، ويقول التاريخ والتقليد أن مريم وهبت نفسها لخدمة الهيكل وكانت تعيش من خدمته، أين نساء وبنات اليوم من مريم أية صفات من صفاتها تتحلى بها حياتهن – هوذا أنا أمة الرب، اختي المؤمنة هل تخدمي الرب هل تتواضعي أمامه في خدمته، هل تخدمي بيت الرب وهيكله.

أيضا كانت مريم عظيمة في:

2 – عظيمة في قداستها: متّى 21:1

لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. وهل يسكن القدوس في غير المقدس، لقد كانت مريم قديسة، لذا سكن القدوس في أحشائها وقداستها كانت ظاهرة أمام الله ولم تنجرف كبنات جنسها في ملذات ومسرات العالم. لقد كانت مباركة في النساء لوقا 28:1 إن كنا نريد أن نكون كمريم علينا أن نكون قديسين مثلها وهو الذي قال كونوا قديسين لأني أنا قدوس.

القداسة ليست شيئاً متداولاً بين البشر بل هي عطية إلهية يهبنا إياها عندما نؤمن به ونقبله في قلوبنا كما قبلته مريم في أحشائها. كانت مريم عظيمة:

3 – في قبولها إرادة الله في حياتها: لوقا 38:1

هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك. جادلت وحاورت لكنها استسلمت لإرادة الرب. كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً. الله يؤكد لها حقيقة ما سيعطى لها.وفي يقين إيمانها تقول بتسليم تام: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ» (لوقا 1: 38).

متى تكون حياتنا وتسليمنا كتسليم مريم، متى نقول للرب ليكن لنا كما تريد يا رب أفعل بنا وبحياتنا ما تريد، هوذا نحن عبيد الرب.

هل نسلم أنفسنا لإرادة الرب فقط عندما نطمئن الى نتيجة هذا التسليم وحسبان النتائج.

أو نسلم مهما كانت الظروف، «مريم أدركت مقدماً الظروف المقبلة عليها من كلام الناس والجيران والمحيط، لكنها سلمت التسليم الكامل هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك.

كانت مريم عظيمة في:

4 – عظيمة في محبتها لإلهها:

وهنا نأتي إلى أنشودة مريم: التي في انجيل لوقا 46:1 و47 «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي». كان لا يوجد شيء يستطيع أن يفشل مريم من محبتها لإلهها.

يا مريم أنظري إلى ما صنع بك الرب، لكن محبتها لإلهها صمت أذانها على أن تسمع ما يقوله الآخرون حولها، محبتها لإلهها هو ما أعطاها القوة، وأمدها بالعون لتتم إرادة اله في حياتها. لماذا نستهين بقوانين ومبادئ الله الروحية لأنه لا يوجد محبة عظيمة لله في حياتنا.

إن كنت تحب الله محبة الله عظيمة في حياتك تجابه الظروف والأزمات والملمات كما واجهتها مريم واستمدت منها قوتها.

لقد كانت مريم عظيمة في:

5 – في سلامها:

يأتي إليها الملاك يبشرها بولد وهي عذراء «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» (لوقا 1: 34).

شيء ضد المنطق ضد العقل ضد التفكير ضد الطبيعة، ولكن مريم عندها سلام، سلام الله الذي يفوق كل عقل كان في حياة مريم ومنه كانت تستمد قوتها.

عزيزي المستمع من أين تستمد سلامك؟ وسلامك هل من سلام الحرب والعالم أم من الله الذي قال لمريم: «لا تخافي».

6 – عظيمة في طاعتها لإلهها:

لوقا 49:24 الرب يسوع يقول للتلاميذ والمريمات انتظروا موعد الآب. ونجد في أعمال 14:2 كانوا جميعاً في انتظار هذا الموعد لانسكاب روح الله مواظبين على الصلاة والشركة وكسر الخبز ومريم أم يسوع وأخوته.

في عرس قانا الجليل... عرفت مريم ماذا يريد يسوع فقالت للذين كانوا في العرس مهما قال لكم فافعلوه.

فهل نفعل ما يقوله لنا يسوع؟