العودة الى الصفحة السابقة
سر الشركة مع الله

سر الشركة مع الله

جون نور


اقرأ: (أعمال 41:2 – 47)

«وَكَانُوا يُواظِبُونَ (يداومون) عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ» (أعمال 42:2).

عندما وعظ بطرس في يوم الخمسين. آمن واعتمد في ذلك اليوم حوالي ثلاثة آلاف نفس، وكان الرب يضم إلى الكنيسة كل يوم الذين يخلصون. كيف حصل هذا التغيير في الكنيسة الاولى.

إذا دخلت إلى أعماق هذه الآية، وهذا أمر جميل، أقول لكم إنهم استمروا يواظبون على أربعة أشياء تشملها هذه الآية. لقد واظبوا على مدرسة الكتاب المقدس «تعليم الرسل» . وواظبوا على «دائرة العائلة». أي «الشركة» في الكنيسة. وواظبوا على مائدة الرب «كسر الخبز» . وواظبوا (رابعاً) على اجتماعات الصلاة، واستمروا في معرفة كلمة الرب في ملئها. «وكانوا يواظبون...».

وهناك سبعة أشياء ينبغي على المؤمن أن يواظب عليها وهي:

1 – ينبغي أن نواظب على السهر

يعلمنا الإنجيل أن نكون مواظبين على السهر من أجل الرب يسوع حتى المجيء الثاني.

أقول لكم اليوم إنه على كل مسيحي أن يسهر بثبات من أجل مخلصه الآتي. قال يسوع: «اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ» (متّى 42:24). يقول بولس في (1تسالونيكي 6:5) «فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ» أنا لست قاسياً في كلامي هذا، لكني أظن أن معظم المسيحيين ينامون عند التطرق إلى مجيء الرب، ولا يتطلعون إلى يسوع. تأتي الأيام وتذهب بسرعة كبيرة، والكثيرون لا يفكرون أبداً في مجيء الرب، لكنه آتٍ. قال يسوع: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ...» (يوحنا 2:14، 3). إن الرب في الحقيقة آت، كما أتى أول مرة. إنه سيأتي ثانية، لأن هذا من كلمة وخطة الله العجيبة. فاثبتوا وداوموا على سهركم من أجل مجيء الرب، وهذا سيحل كثيراً من المشاكل في حياتنا – السهر الدائم من جهة الرب.

«وَكَانُوا يُواظِبُونَ».

2 – ينبغي أن نواظب في عملنا من أجل المسيح

«إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ (أو متزحزحين) مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ» (1كورنثوس 15: 58).

«مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ»، والحقيقة للأسف في أكثر المؤمنين عكس هذا، بمعنى أن الله يقول «كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ» وبكلمات أخرى، يقول الله «لا تدعوا أي شيء آخر يمنعكم من خدمة الرب يسوع المسيح».

الله سيكافئك عما تفعله، وسيكون لديه سجل فيه كل عملك. حيث يحتفظ بحساب عملك لأجله. تقول كلمة الله أنه ولا كوب ماء يعطى باسم يسوع يذهب هباء.

الله خلقك لتعمل من أجله. «الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ» (تيطس 14:2).

3 – ينبغي أن نواظب على مقاومتنا «قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ» (يعقوب 7:4).

لاحظوا جيداً هذا النص: «اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ» (1بطرس 8:5، 9).

ويبدو أن كثيرين من شعب الرب تراجعوا عن خطوط المعركة لكن الله وعد أن يعطينا النصرة: «وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ» (رؤيا 12: 11) «وَكَانُوا يُواظِبُونَ...».

4 – ينبغي أن نواظب على إيماننا

قال الكتاب: «فَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ غَائِبًا فِي الْجَسَدِ لكِنِّي مَعَكُمْ فِي الرُّوحِ، فَرِحًا، وَنَاظِرًا تَرْتِيبَكُمْ وَمَتَانَةَ إِيمَانِكُمْ فِي الْمَسِيحِ» (كولوسي 5:2). «وَكَانُوا يُواظِبُونَ...».

5 – ينبغي أن نواظب في كلمة الله

«خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ» (مزمور 119: 11) و(مزمور 119: 18) «اكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ فَأَرَى عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِكَ». وبدلاً من ذلك كثير من الناس يأتون للكنيسة، يضمون أذرعهم، ويغلقون أعينهم، بين نائمين ومستيقظين في جلوسهم في الكنيسة ويقولون للرب: «علمني شيئاً، وباركني إن كنت تستطيع». هذا ما لا يقوله الإنجيل. والمؤمنون من عمق قلوبهم يقولون بصوت عال: «اكْشِفْ عَنْ (افتح) عَيْنَيَّ فَأَرَى عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِكَ».

إن أردت شيئاً صالحاً لا ينزع منك أبداً، فهو: كلمة الله! «وَكَانُوا يُواظِبُونَ...».

6 – ينبغي أن نواظب على حياة الشركة

«وَكَانُوا يُواظِبُونَ...عَلَى الشَّرِكَةِ» (أعمال 42:2).

لا أعلم إن كنت تعرف هذا الأمر أم لا، لكن يا أصدقائي كل منا يحتاج للآخر، هذا ما يعلم به الإنجيل. هذه الآية تقول «وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى الشَّرِكَةِ» أي تقابل المؤمنين معاً.

لقد أصبح لدينا الآن مسيحيون يوم الأحد صباحاً فقط، هؤلاء ليسوا مسيحيين كتابيين. أصغ ثانية «وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى الشَّرِكَةِ..» . توجد شركة وحيدة فقط مع الابن والآب ومن يعرفونه، كما تعرفونه أنتم «وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ...» (1يوحنا 1: 7) «وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى الشَّرِكَةِ..».

7 – ينبغي أن نواظب على الصلاة

«وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى االصَّلَوَاتِ».

إني أشفق على الرجل أو المرأة إن كانا لا يعرفان سر الصلاة. إنه درس صعب التعلم. نحاول أن ننشئ ونحصل على أشياء ونعملها بدون الصلاة في أحيان كثيرة وأحياناً يحاول المسيحي أن يخطط ويقرر ويحسب دون صلاة.

المسيحي الذي يصلي لا يسكت مطلقاً، والمؤمن الذي يصلي سوف يستمر على الدوام، الصلاة هي الطريق كله من أوله لآخره، هي السر السعيد للمواظبة الدائمة مع الرب.

«وَكَانُوا يُواظِبُونَ...» (أعمال 42:2).