العودة الى الصفحة السابقة
3 صلبان و 3 قصص

3 صلبان و 3 قصص

جون نور


المشهد هو مكان للإعدام، مكان للموت. هناك كان المسيح مع شخصان آخران. هذان الشخصان لم يكونا شخصان عاديين، لقد كانوا مجرمين. الكتاب المقدس لا يقول لنا ما هي جرائمهما، ولكن هذا غير مهم، المهم أنهما مجرمان. ولكن مجرد إعدامهم بالصليب كان كافي ليقول لنا أنهما ارتكبا جرائم فظيعة.

أمامنا يا اخوتي نوعان مختلفان من البشر، مجرمان يمثلان طبقتين من البشر. اللص الأول، المجرم الذي لم يؤمن والذي سوف نطلق عليه في هذه الحلقة صليب الرفض، فهو يمثل الخطيئة ويمثل الأشخاص الذين يعيشون ويموتون في تمرد ضد الله وشرائعه. اما المجرم الثاني، اللص الذي آمن، سوف نطلق عليه صليب القبول والتوبة، ويمثل الأشخاص الذين سوف يخلصون عبر نعمة الله ومن خلال دم ربنا يسوع المسيح.

هذان المجرمان يمثلونا بشكل كبير، إنهما يمثلان البشر من حيث أننا نحن أيضاً مجرمون، لا يوجد اختلاف بيننا. كلنا متشابهون من حيث أننا منفصلون عن الله بسبب خطايانا، منفصلون عن الله المقدس. نحن متشابهون من حيث أننا تحت قوة الخطية وسيطرتها: «لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رومية 22:3 - 23). لكن هناك كان اختلاف صغير في نهاية القصة. واحد من المجرمين تاب والآخر لم يتب.

في (لوقا 39:23) نقرأ أن واحد من المجرمين تكلم مع يسوع وقال: «وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً:«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!».

لنتمعن في الكلمات التي قالها هذا المجرم: «إن كنت أنت المسيح؟» اخوتي، الشيطان يتكلم هنا. هل تذكرون ما الذي يقوله (إنجيل متّى 3:4) عندما قال الشيطان تقريباً نفس الكلمات عندما كان يجرب الرب يسوع:«فتقدم إليه المجرب وقال له إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً".

بدل أن يكون هذا المجرم متواضع يتطلع إلى الرأفة والرحمة نقرأ في الكتاب المقدس أنه كان يجدف على الرب يسوع. كان لدى هذا المجرم مشكلة الكبرياء في حياته.

لقد ضيع فرصة عظيمة لن تعود مرة أخرى. يجب أن نتعلم درس هذا اليوم من خلال هذا المجرم، هذا الدرس هو أن لا نكون متكبرين بل يجب أن تتميز حياتنا بالتواضع.

والآن دعونا نتكلم عن المصلوب الآخر هذا المجرم عرف أن الله هو المسيطر، وأنه هو الذي سيحاكم العالم والبشرية عندما يعود. وأنه هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يساعده. ربما ليس مساعدة أرضية في تلك اللحظة بأن ينجيه من الصليب، بل مساعدة سماوية أن يكون معه في السماء. يا لها من مساعدة أتمناها لي ولكم.

لقد عرف هذا المجرم أنه خاطئ، وهذه يا اخوتي أول خطوة في عملية الخلاص. لقد اعترف هذا المجرم أنه يستحق العقاب الذي حصل عليه.

لقد عرف هذا المجرم تماماً أنه جنى ما حصد، وقبل العقاب الذي حصل له نتيجة أعماله. لقد اقر هذا المجرم أن الرب يسوع مقدس لا يوجد به خطية. وبنفس الوقت فإنه أقر أنه هو والمجرم الآخر مخطئ.

هذا الشخص كان سوف يموت في بضع ساعات إن لم يكن دقائق. ولكنه اتجه إلى صليب الرب يسوع وطلب منه المغفرة، والرب يسوع قبل هذه الكلمات وغفر له ذنبه. الذي نراه في هذه القصة أن أعمالنا لا تكفي لكي نخلص، وأنه ليس على أعمالنا فقط سوف يعتمد دخولنا إلى السماء أو لا. يا إخوتي ما زال لديك الوقت في هذه اللحظة أن تطلب المغفرة من الرب يسوع. الرب يسوع على الرغم من العذاب والآلام التي كانت تحصل له بسبب الصلب ولكنه رحم هذه النفس التائبة التي عرفت أنها مخطئة وطلبت الرحمة.

نحن يا اخوتي لسنا أفضل من هؤلاء الخطاة المعلقين بجانب الرب يسوع. نحن نستحق نفس العقاب ونفس الآلام. نحن نستحق أن نموت روحياً وجسدياً في نار جهنم الأبدية بسبب خطايانا وجرائمنا بحق الله والناس. أخيراً يا اخوتي لننتبه إلى ما يقوله الرب يسوع في العدد 43: «فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ». الأخبار الرائعة يا إخوتي هي أنه في يسوع لنا التأكيد أننا سوف نذهب إلى السماء كل ما عليك يا أخي وأختي أن تفعلوه هو أن تتوبوا وتقبلوا دم يسوع ليكون الأساس لينظف يغسل خطاياكم ويعطيكم حياة جديدة. لا يوجد إنسان على وجه هذه الأرض، ولا يوجد دين أو طريقة لأن تتأكد من ذهابك إلى السماء لتكون في شركة مع الله إلا عن طريق الرب يسوع الذي من خلاله سوف تحصل على التأكيد السماوي من خلاصك.

الأمر المثير للاهتمام في هذه القصة أن هذه الحادثة الوحيدة في الكتاب المقدس التي يسجل فيها إيمان ومغفرة في الدقائق الأخيرة من حياة أحد الأشخاص. الله لن يرفض الأشخاص الذين سوف يؤمنوا في لحظاتهم الأخيرة. البعض منكم سوف يفرح لهذه الحادثة لأن البعض منكم سوف يقول في نفسه سوف أخطئ طول عمري وقبل أن أموت بلحظات سوف أذهب إلى الله بالصلاة ليسامحني ويعطيني الحياة الأبدية.

لدي شيء واحد أقوله في هذا اليوم: «لا تنتظر أن يأتي الوقت المناسب الذي سوف تسلم به حياتك للرب يسوع. الوقت المناسب هو اليوم الآن».