العودة الى الصفحة السابقة
مفاتيح الملكوت

مفاتيح الملكوت

جون نور


رؤيا 7:3 – 13 «7 وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا: «هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ: 8 أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي. 9 هنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ ­ هنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ. 10 لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ. 11 هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ. 12 مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ. 13 مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ».

لوقا 11: 45 - 54 «45 فَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ وَقالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، حِينَ تَقُولُ هذَا تَشْتُمُنَا نَحْنُ أَيْضًا!». 46 فَقَالَ: «وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ. 47 وَيْلٌ لَكُمْ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ، وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. 48 إِذًا تَشْهَدُونَ وَتَرْضَوْنَ بِأَعْمَالِ آبَائِكُمْ، لأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوهُمْ وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ قُبُورَهُمْ. 49 لِذلِكَ أَيْضًا قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ 50 لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هذَا الْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ الْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ، 51 مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هذَا الْجِيلِ! 52 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ، وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ». 53 وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، ابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يَحْنَقُونَ جِدًّا، وَيُصَادِرُونَهُ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، 54 وَهُمْ يُرَاقِبُونَهُ طَالِبِينَ أَنْ يَصْطَادُوا شَيْئًا مِنْ فَمِهِ لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ».

دعونا نقرأ تلك الكلمات المذكورة في سفر إشيعاء النبي (22:22 و23) «وَأَجْعَلُ مِفْتَاحَ بَيْتِ دَاوُدَ عَلَى كَتِفِهِ، فَيَفْتَحُ وَلَيْسَ مَنْ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلَيْسَ مَنْ يَفْتَحُ. وَأُثَبِّتُهُ وَتَدًا فِي مَوْضِعٍ أَمِينٍ، وَيَكُونُ كُرْسِيَّ مَجْدٍ لِبَيْتِ أَبِيهِ».

ويتحدث الرب يسوع ابن داود أنه هو القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح.. ويمثل هذا المفتاح سلطان المسيح على هذا العالم لأنه قال: «قد دفع إلي كل سلطان ما في السماوات وما على الأرض وما تحت الأرض». إنه صاحب السلطان على كل شيء فإن هو فتح أمامك باباً فإن أحداً لا يستطيع أن يغلق هذا الباب. وفي الوقت نفسه إن أغلق هو الباب – أي باب – فمهما حاولت أنت أو حاول غيرك فإنك وغيرك لن تستطيعوا فتح هذا الباب الذي أغلقه.

إن إلهنا ومخلصنا هو القوي الجبار، وإن كانوا اليوم هناك أناسا لا يدركون تماماً قوته، وإن كانوا لا يتذكرون عنه إلا صلبه فسيأتي يوم فيه تنحني كل ركبة ويعترف كل لسان أن المسيح يسوع رب.

قال يسوع: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ، وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ» (لوقا 52:11).

والمسيح هنا يتحدث عن الناموس؛ فالناموسيون أخذوا الناموس وعرفوه لكنهم جعلوا أحكامه صعبة على الناس؛ هم لم يتمموا الناموس ومنعوا غيرهم أيضاً من أن يتمموه. هم أخرجوا أنفسهم من تحت طائل الناموس بأن أصدروا فتاوي بها يستطيعون أن يتحرروا من مطاليب الناموس.

إن كلمة الله عرفتني طبيعتي، إنها طبيعة فاسدة شريرة عاجزة عن أن ترضي الله، ثم هي تعرفني طبيعة الله، إن الله محبة، إن الطبيعة لم تحدثني بوضوح عن محبة الله، هي تحدثني بوضوح أكمل عن قدرته وعظمته وحكمته، لكني لا المس صورة واضحة من محبة الله في الطبيعة.. لا أرى ذلك في الفيضانات والبراكين والزلازل.. لكن كلمة الله عرفتني أن الله محبة، عرفتني طريق الخلاص. من أين كان يمكن لي أن أعرف كيف أخلص؟ الكل يقول في كل مكان: بجهدك، بتقواك، بإحساناتك، بأصوامك، بأعمالك الحسنة، تستطيع أن ترضي الله لكن ليس هكذا طريق الخلاص.

فطريق الخلاص كما عرفتني كلمة الله هو ليس بعملي أنا ولكن بعمل المسيح عني ولأجلي على الصليب.

إن كلمة الله هي مفتاح المعرفة، عرفتني نفسي وشري وعجزي، عرفتني إلهي ومحبته وتضحيته، وعرفتني الخلاص الذي قدمه لي مجاناً لأنه دفع الثمن كله عني.

يقول السيد المسيح لبطرس: «وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ» (متّى 16: 19).

دعونا نعرف أولاً ما هو ملكوت السماوات؟ ملكوت السموات ليس هو الكنيسة وليس هو ملكوت الله بل هو دائرة كل الذين يعترفون أنهم ينتمون للمسيح واعتمدوا للمسيح – من بينهم المؤمنون ومن بينهم غير المؤمنين أي أن ملكوت السموات يشمل دائرة الذين يعترفون أنهم من أتباع المسيح وقد اعتمدوا للمسيح، ومن بينهم المؤمن الذي هو فعلاً في جسد المسيح، وغير المؤمن الذي وإن كان في ملكوت السموات لكنه الزوان، السمك الردئ، من بين العذارى الجاهلات ولا ينتمي إلى كنيسة المسيح وإلى ملكوت الله.

فمفاتيح ملكوت السموات التي أعطيت لسمعان بطرس معناها أنه يفتح الباب للناس لكي يقبلوا إلى المسيح، ويذكر الوحي في سفر أعمال الرسل أن بطرس استخدم هذا المفتاح مرة ثانية لدخول الأمم إلى الإيمان ممثلين في كرنيليوس –إذ كان بطرس يعتقد أن الأمم من النجسين، وإذا بالمسيح يعلن له أنه للجميع وذهب بطرس واستخدم هذا المفتاح وفتح باب الإيمان – باب دخول الأمم – إلى كنيسة المسيح.

فالحديث هنا عن مفتاح تقديم الرسالة للآخرين فيدخلون ملكوت السماوات ويعترفون بإيمانهم بالمسيح ومن بينهم المؤمن وغير المؤمن.

قال يسوع «أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ» (رؤيا 1: 17 و18).

إن سيدنا الذي في يده مفتاح بيت داود، الذي يفتح به ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح، يحدد لنا في هذا المقام أن له مفاتيح الهاوية والموت. وبهذا المفتاح قد أغلق الهاوية ولم يعد لها سلطان على المؤمن به، وأغلق الموت ولم يعد للموت سلطان على المؤمنين به.

إن ربنا يسوع الذي في يده مفاتيح الهاوية والموت أعلن هذه الحقيقة إذ انتصر على الموت والهاوية، بعد ما علق على الصليب ودفن، وقام بقوة قادرة محطماً بموته ذاك الذي له سلطان الموت وأمات الموت بموته. أعلن أن في يده مفاتيح الهاوية والموت. وإذ انتصر هو على الهاوية والموت ينصرنا نحن على هذين العدوين.

إن سيدنا قد إنتصر على الهاوية والموت وأبواب الهاوية لن تقوى علينا، فإننا وإن متنا سنقوم ثانية لنلقاه بصورة ممجدة في الهواء، وإن كنا أحياء حين يأتي فسنختطف بصورة ممجدة – وفي هذه الحال أو تلك فلا سلطان للموت ولا سلطان للهاوية علينا لان مفاتيح الهاوية والموت في يد سيدنا.

أما المؤمنون بالمسيح فلا دينونة عليهم، لقد دخلوا بيت الآب بعد الاختطاف أخذوا الأكاليل، ملكوا مع المسيح في ملكه الألفي على الأرض، وبعد ذلك لا يمكن أن يدانوا فالدينونة أخذت عنهم حين مات المسيح من أجلهم على الصليب.