العودة الى الصفحة السابقة
نعمة الله

نعمة الله

جون نور


1كورنثوس 1:15 – 11 1 «وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، 2 وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا! 3 فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، 4 وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، 5 وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ. 6 وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. 7 وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. 8 وَآخِرَ الْكُلِّ ­ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ­ ظَهَرَ لِي أَنَا. 9 لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً لأَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. 10 وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً، بَلْ أَنَا تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ. وَلكِنْ لاَ أَنَا، بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي. 11 فَسَوَاءٌ أَنَا أَمْ أُولئِكَ، هكَذَا نَكْرِزُ وَهكَذَا آمَنْتُمْ».

أعمال 24:20 «وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ».

الأصحاح العشرين

البعض يتساءلون، كيف يقبل الله خطاة نظيرنا، وكيف يغفر لخطاة مثلنا خطاياهم الكثيرة، في سفر اعمال الرسل 24:20 تقول الآية: «وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ». ودعونا لا ننسى أن الكتاب المقدس من أوله إلى آخره هو قصة نعمة الله.

نوح وجد نعمة في عيني الرب فنجاه الرب وعائلته من الطوفان الذي أغرق الأرض.

وبالنعمة موسى القاتل صار موسى كليم الله، فقد قال له الرب إنك وجدت نعمة في عيني وأنا أعرفك باسمك.

وإذا أردنا إعلان نعمة الله إعلاناً كاملاً. فعلينا أن ننتقل إلى العهد الجديد، لان العهد الجديد هو بشارة نعمة الله. إذ في هذه البشارة أعلنت نعمة الله بأسمى معانيها.

ومعنى كلمة نعمة: هي كلمة مشتقة من أصل عبراني (مال) أو أنحنى عطفا على شخص دونه في المركز والمقام.

وبشارة نعمة الله في الكتاب المقدس تشهد بان نعمة الله:

1 – نعمة سامية:

نقرأ في سفر الخروج 6:34 «الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ». يقال عن الملوك بأنهم أنعموا على أفراد رعيتهم. ولكن لا يكون أفراد الرعية منعمين على ملوكهم. أما هنا فالله الملك الأسمى. يظهر نعمته ورحمته لخطاة استحقوا الجحيم، فهل هنالك سمو أعظم من هذا السمو الإلهي في الإنعام والرحمة على بني البشر. يعلمنا الكتاب أيضاً أن نعمة الله هي أيضاً:

2 – نعمة مجانية:

أي أنها غير مرتبطة بإنسان. والله غير ملتزم أن يشمل بنعمته أي فرد من الناس. وليس لأي إنسان أي حق عليه، فلو كان هناك التزام. لما كانت النعمة نعمة. بل ديناً. وعلينا أن نعلم أن لله مل الحق أن يطرح كل واحد منا في الجحيم، لأننا جميعاً كسرنا شرائعه المقدسة، وإن كان فضل في توبة أحد منا، فالفضل كل الفضل إلى نعمة الله المجانية.

ويعلمنا الكتاب أيضاً أن نعمة الله هي:

3 – نعمة بدون استحقاق:

في رسالة رومية 4:4 «أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ، بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ»، النعمة عكس الدين، والله لا يعامل الإنسان كما يستحق أن يعامل، لان أجرة الخطية هي موت، ولكن الله الرؤوف يقدم لنا الرحمة ويهبنا إياها مجاناً، عطية الحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا.

لكن مع كون الإنسان صلب الرقبة متمرد على الله وغير مستحق لرحمته ونعمته.

تقول النعمة بأن الإنسان أعجز من أن يصلح ذاته بذاته، فعلى أن أصلحه أنا بذاتي. فيا لنعمة الله غير المستحقة.

ويعلمنا الكتاب أيضاً أن نعمة الله أيضاً:

4 – نعمة غالية جداً:

لقد كلفت الله الشيء الكثير، نعمة الله كلفت تجسد المسيح. ومعنى هذا أن يسوع المسيح لأجل نعمة الله رضى أن يتخلى عن كل أمجاده التي كانت له عند الآب قبل تكوين العالم.

بالنعمة افتدينا بدم يسوع. أمام مجد يسوع السرافيم غطوا وجوههم، وستروا أرجلهم أمامه، وذلك الذي كان جالساً على العرش علق على خشبة الصليب، فهل هناك ثمن أكبر من هذا الثمن الذي دفعه يسوع لهذه النعمة.

فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته، لقد أعطى الله أثمن كنوز السماء، وهي شخص الرب يسوع لغفران خطايانا، يعلمنا الكتاب أيضاً نعمة الله هي:

5 – نعمة شاملة:

نعمة الله تشمل كل ما نستطيع أن نحتاج إليه سواء على الأرض أو في السماء نعمة الله تشمل دعوة الله.

الله لا يقول أن ألزمت نفسك وقيدتها بالإيمان بي أخلصك. أو عزمت عزماً صادقاً عن الرجوع عن الخطية أخلصك. بل يقول أن محبتي ثابتة لك من الأبد. الله نفسه هو الذي يوصل بشارة الإنجيل إلى قلبك، هو الذي يعطيك القوة ويبكتك على خطيتك وعلى ضلالك وهو الذي يعطيك القوة على التوبة والرجوع عن الخطية.وهي أيضاً:

6 – نعمة مغنية وغنية:

نعمة الله لا تمنحنا المغفرة فقط، بل التبرير أيضاً. «الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية 3: 23 و24).

علينا أن لا ننسى أن نعمة الله لا تغفر لنا فقط وتكسونا رداء بر المسيح. وتجعلنا أهلاً للوقوف في حضرة الآب، بل تضمن للذين يضعون ثقتهم في المسيح أنهم سيكونون مع المسيح في السماء إلى الأبد. لنقرأ معاً أفسس 6:2 و 7 «أَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ». فهل هناك أعظم من هذه نعمة.

إن نعمة الله مقدمة لكل إنسان لان الله لا يسر بموت الخاطئ، بل أن يرجع عن خطاياه فيحيا كل ما يجب أن يعمله الإنسان أن يعترف بحاجته إلى هذه النعمة. والعمل الذي عليك أن تعمله هو أن تمد يدك الملطخة بالدم وتأخذ بالإيمان هبة الله ونعمة الله، أما المؤمنون الذين قبلوا نعمة الله اسألوا الرب المزيد من النعمة حسب احتياجكم.