العودة الى الصفحة السابقة
دعوة الى عرس

دعوة الى عرس

جون نور


لوقا 16:14 «فَقَالَ لَهُ: إِنْسَانٌ صَنَعَ عَشَاءً عَظِيمًا وَدَعَا كَثِيرِينَ».

كلما قدمت الدعوة للخطاة للتوبة وقبول دعوة الله للرجوع عن خطاياهم تقابلها الاعتذارات من كل جانب. فالقصة القديمة هي منذ بدء الخليقة ولا يوجد واحد تقدم إليه الدعوة إلا ويختلق عذراً، ولو حاولنا تذليل هذا العذر فإن الانسان من جانبه يحاول أن يقدم عذراً جديداً، أين ابتدأت هذه الإعتذارات.

هناك في بدء الخليقة وفي قلب جنة عدن حينما أخطأ أدم حاول أن يبرر نفسه أمام الله فقال: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ» (تكوين 3: 12). حاول أن يضع اللوم على الله «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي». وحواء أيضاً حينما واجهها الله بخطيتها قالت الحية هي التي أغرتها، وخلال ستة ألاف سنة ما يزال أبناء أدم وحواء برأي واحد أعذار وأعذار، حينما تقدم لهم نعمة الله المجانية.

في إنجيل لوقا قدمت الدعوة لكثيرين من اجل حضور عرس ملكي وهؤلاء الذين قدمت لهم الدعوة لم يكونوا مدعوين إلى مستشفى أو جنازة أو سجن. بل كانوا مدعوين إلى وليمة فاخرة إلى عرس وليمة عرس ملكي.

لو أنك أعطيت الشرف لتكون على مائدة رئيس عظيم فإنك لن تتأخر في قبول الدعوة، وتتمنى لو أن كل الجرائد تقوم بنشر الخبر وصورك مع هذا الشخص، ولكن ما هو أمامنا دعوة أعظم دعوة ملك الملوك ورب الأرباب

أيها الأحباء إن العرس قد قرب ميعاده والدعوة التي تقدم إليكم قد قدمت إلى الملاين في انحاء العالم الأربع، الكل مدعو إلى العشاء منذ عشرين قرناً، وإلى نهاية الدهر سوف يظل خدام الله الأمناء يجوبون الوديان ويتسلقون الجبال ويركبون البحار ويقطعون الصحارى يجابهون الالم والضيق في سبيل توصيل هذه الدعوة للبعيدين.

تجد الله يعد الوليمة ويقدم الدعوة مع ذلك تبقى الكراسي فارغة.

ومع أن الناس يقدمون الدعوة في الأعراس لأصدقائهم فقط إلا أن الله يقدم الدعوة لأعدائه المتمردين. لأولئك الذين صلبوا أبنه الثائرين ضده ومع ذلك يعتذر الناس عن قبول الدعوة.

ولكن الله يدعو الخاطي المرة تلو المرة. فاتحاً أمامه أبواب بيته، لان الله لا يشاء موت الخاطي. ولا أن يهلك الناس. أنه يريد أن يقبل الجميع إلى عرس ابنه. ولكن لو أن الله تعامل معنا كما نتعامل نحن معه. ماذا يحصل لو أن الله تعامل مع المعتذرين والمتمردين، كما يليق بعدله وكرامته، ماذا كان يحدث:

الله يتأنى ويرفق لأنه لا يشاء موت الخاطي. عشائي قد أعددت ثيراني ومسمناتي قد ذبحت وكل شيء معد، تعالوا إلى العرس فهل قبلت دعوته. حالما قدمت الدعوة ابتدأت الأعذار.

1 – يقول الأول:

«إِنِّي اشْتَرَيْتُ حَقْلاً، وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ أَخْرُجَ وَأَنْظُرَهُ» (لوقا 14: 18).

دعونا نسأل أنفسنا هل يشتري أحد حقلاً قبل أن يراه، هل يدفع أحد أمواله في أرض لم يراها. ولنفرض أنك اشتريت ودفعت ثمنه، فلقد أصبح الأمر منتهي. ما جدوى الذهاب لرؤيته هل سينقص هذا العمل من المبلغ الذي دفعته.. ولكنه يقول أنا مضطر أن أخرج وأنظره. ومتى سيخرج في الليل في وقت العشاء. يا لها من كذبة واضحة، هل نريح ضميرنا بالكذب على الله.

2 – يقول الثاني:

«اشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ أَزْوَاجِ بَقَرٍ، وَأَنَا مَاضٍ لأَمْتَحِنَهَا» (لوقا 14: 19). نفس الأسلوب والكذب، أشتريتها وانتهى الأمر لماذا تمتحنها. كان من المفروض إمتحانها قبل شرائها، ومتى يذهب وقت العشاء، يمتحنها الإنسان عند الصباح. وقت ما تحلب ليرى مقدار نفعها أو ضرها.

3 - أما الثالث:

فقد كان عذره مضحكاً للغاية، «إِنِّي تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ، فَلِذلِكَ لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَجِيءَ» (لوقا 14: 20)، ولماذا لا تذهب أنت وزوجتك وهل هناك أنسب من حفلة العرس لكي تظهر العروس، وإن كانت تعبة أتركها واذهب لوحدك، عشرون قرناً مرت على البشرية منذ ذلك اليوم الذي أعطى فيه السيد هذا المثل، فهل تظنوا أن العالم أصبح أكثر حكمة مما مضى؟ هل لدى الناس أعذار، نعم توجد أعذار وأعذار أقوى. وأريد أن أبحث بعض الأعذار الحديثة التي نتمسك بها نحن أهل القرن الحاضر. ومن هذه الأعذار لعدم قبول الدعوة.

كثيرون يعتذرون ويقولون نحن لا نفهم ما تقولون عن العيش كما يحق لإنجيل المسيح، لأننا لا نسرق ولا نسب ولا نلعن وهذا فيه الكفاية، والكتاب يقول: «لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رومية 3: 12 و23).

فإن تمسكت بثوب برك الذاتي في حفلة العرس فسوف يقول لك صاحب العرس. يا صاحب كيف دخلت وليس عليك ثياب العرس ثم يأمر خدمه أن يطردوك خارجاً،

يعطينا الله الثوب الأبيض النقي، ليس ثوب الأعمال أو الحسنات التي نحن صنعناها. بل ثوب بره هو.

أراد أحد الرسامين أن يرسم صورة للابن الضال فوجد شخصاً في الشارع. طلب منه الحضور واعطاه مبلغاً من المال. فقبل أن يأتي لزيارته. واستخدم المال في حلق لحيته، وشراء ملابس. وتنظيف نفسه، فسأله عندما حضر أنا لا أعرفك، كنت أريدك كما أنت أما الآن فلا حاجة لي بك.

هذه الحالة التي يريدك بها يسوع يريدك كما أنت في خطيتك وشرك وإحساسك بانك لا تستحق نعمته، أنت لا تعالج نفسك قبل أن تذهب للطبيب، ولكن تذهب إليه ليعالجك، فهل تعتذر أمام الملك العظيم أنك لم تقبل الدعوة لأن قلبك قاس. إنه يدعو وجاء ليخلص ما قد هلك.

لقد أتى يسوع خصيصاً من أجلك.