العودة الى الصفحة السابقة
الكتاب المقدس بين التشكيك والتأكيد

الكتاب المقدس بين التشكيك والتأكيد

جون نور


إن كل من يقرأ الكتاب المقدس لا بد وأن يعترف بأن هذا الكتاب كتاب فريد، ففي حين تلاشت من الوجود كتابات كثيرة كانت معاصرة له بقى الكتاب المقدس كتاباً له تأثير قوي عبر التاريخ. فحيثما ذهب الكتاب المقدس سار التقدم والاستنارة، لقد حاول الكثيرون ملاشاة الكتاب المقدس في حين كان اقتناء نسخة منه جريمة خطيرة مصيرها الموت. مع ذلك آثر ألوف المسيحيين أن يموتوا من أن يسلموا هذا الكتاب الذي أحبوه. هذا هو الكتاب المقدس الذي يبني عليه المسيحيون إيمانهم لأن له أهمية بالغة في حياتهم. لأنه يعتبر كلمة الله والسلطان الوحيد للإيمان المسيحي، لأن في هذا الكتاب. يوجد إنجيل ربنا يسوع المسيح وتعاليمه لنا نحن الذين دعي اسمه علينا.

ودعونا لا ننسى آن هنالك أربعة أركان هي لب الكتاب المقدس وتقوم عليها المسيحية وأن الشيطان ما فتئ يهاجمها ويحاربها، الركن الأول:

1 - ركن التثليث: الأقانيم الثلاثة

2 - لاهوت المسيح: بنوة المسيح. «عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» (1تيموثاوس 3: 16).

3 - الركن الثالث: الصليب.

الكتاب يقول في فيلبي والأصحاح 2 «الذي مْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» (فيلبي 2: 6-8) ولماذا الصليب بالذات لأن المسيح لو مات ميتة أخرى. لما كفر عن خطايانا بل كان يجب أن يذبح فوق الصليب ليتم القول. مجروح لأجل خطايانا مسحوق لأجل معاصينا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة الخطايا.

والركن الرابع:

4 - الكتاب المقدس:

هذا هو الركن الرابع والمهم الذي يحاول الشيطان أن يشكك به. ما أريد أن نفهمه جميعاً أنه (أي تشكيك في حقيقة ما) هو ثبات وتأكيد لهذه الحقيقة وتأكيد صحتها.

لكن ما هو الدليل على صدق هذا الكتاب العظيم، لا يستطيع أي شخص يريد أن يتكلم عن هذا الموضوع بالذات. إلا وتمتلكه حيرة، هل تحتاج الشمس المشرقة إلى برهان يثبت صدق شروقها. ونورها يملأ الكون ودفئها يعم البلاد وجميع العباد.. ما أريد أن أقوله أن كل الأدلة في الكتاب المقدس تثبتان الكتاب هو كلمة الله التي لا يتطرق إليها الشك. ففيه الدليل التاريخي والداخلي والاختباري. وهنالك أدلة واقعية حقيقية أوجزها في النقاط التالية: وهي خمسة أدلة تشهد بصحة هذا الكتاب العظيم:

1 - الدليل الذاتي. 2 - الدليل التاريخي. 3 - الدليل العلمي. 4 - الدليل النبوي. 5 - الدليل الاختباري

1 - الدليل الذاتي.

أول كتاب في الدنيا قبل أن يعرف أحد قصة الخليقة قال بكل بساطة في أول آية من آياته: «فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (تكوين 1: 1). فقد رجع بنا إلى تاريخ ما قبل أن يوجد تاريخ في هذه الأرض. ليصور لنا كيف كانت الأمور.

2 - الدليل التاريخي:

يحتوي الكتاب المقدس على تاريخ شامل يشمل حياة عشرات الأمم والشعوب. مثل العمونيين والموابيين والاسماعيليين والمصريين والبابليين والفرس واليهود. ومن العجب أن الكتاب المقدس والتاريخ يلتقيان معاً ليؤكدان التوافق التاريخي لهذا الكتاب العظيم.

3 - الدليل العلمي:

قبل العلم بعشرات القرون يخبرنا الكتاب عن كروية الأرض إشعياء 22:40 «الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ».

هل كان أحد يعرف الضغط الجوي أو ثقل الهواء أو أن للهواء وزن نقرأ في أيوب 25:28 «يَجْعَلَ لِلرِّيحِ وَزْنًا، وَيُعَايِرَ الْمِيَاهَ بِمِقْيَاسٍ» هل كنت تعرف يا أيوب انعدام الوزن أو الضغط الجوي في أجواء الجو العليا.

4 - الدليل النبوي

لا نحتاج إلى وقت كثير للتكلم عن هذا الدليل اقرأ عن النبوات عن إسرائيل الشتات وعن السبي عندما قال يسوع لا يترك فيك حجر على حجر.

وعن النبوات وعن المسيح / ونسل المرأة/ من عذراء حتى مكان الولادة، أن يولد في الناصرة في بلد أمه، طيباريوس قيصر يصدر إعلان أن يكتتب كل المسكونة. فاضطر يوسف ومريم أن يذهبوا إلى بيت لحم «تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ» (لوقا 2: 6) تأتي أيام الهروب لكي يهرب إلى مصر. لكي يتم قول الكتاب: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني» (متّى 2: 15).

5 - الدليل الاختباري:

بعثة تجارة أوروبية كانت في طريقها إلى أحد الدول الإفريقية القديمة ووصلوا إلى رئيس هذه القبيلة وأرادوا أن يتكلموا معه فذهب رئيس البعثة التجارية إلى خيمة رئيس هذه القبيلة فوجده يقرأ الكتاب المقدس فقال له حتى هذه الخرافات وصلت إلى عندكم فقال له أشكر إلهك من أجل هذا الكتاب لأنه لو لم يكن موجوداً بين يدي ويغير حياتي. لكنت أنت ومن معك غذائي على مائدتي هذا اليوم كنا نأكل لحوم البشر. فغيرنا هذا الكتاب وغير حياتنا وأخرجه خارج الخيمة إلى تلة وأراه عظاماً كثيرة قال هذه باقية لتخبرنا ما كنا وما صرنا عليه... هذا الكتاب حضر الشعوب البدائية.

اغسطينوس القديس أشر خاطئ والذي حارت فيه أمه وحملته أياماً وليالي في صلواتها ودموعها... غيره هذا الكتاب عندما سمع صوتاً يقول له خذ واقرأ عندما كان غارقاً في الخطية ويعيش مع امرأة خاطئة... فتح الكتاب وقرأ وغيره كتاب الله الذي يغير شعوب العالم وقلوب الناس.