العودة الى الصفحة السابقة
أسس الحياة الزوجية

أسس الحياة الزوجية

جون نور


كتب أحد الكتاب الأفاضل ما يلي: الحياة الزوجية السعيدة هي فهم جميل ما بين اثنين. ومع ذلك فإنها أحياناً كثيرة لا تنال الاعتبار الكافي في حياة البشر وبرامجها. فإن كثيرين من الناس يصرفون مقداراً كبيراً من الجهد والصبر والأعصاب والمال في سبيل تعلم أشياء كثيرة ومع ذلك فإنهم لا يفكرون أن يصرفوا بعض الجهد والمال في سبيل تعلم فن الحياة الزوجية السعيدة.

لذلك سوف أتحدث اليوم عن أسس السعادة في الحياة الزوجية وسأذكر بعض الأسباب التي ينتج عنها تحطم بناء هذه السعادة أو الإخفاق في تحقيق مطلبها المنشود.

فما هي يا ترى الأسباب القاضية على السعادة الزوجية؟ هذه هي: -

أولاً: انهيار المذبح العائلي... على رأس الشروط التي ينبغي أن تتوافر عند اختيار شريك الحياة لا بد أن يأتي شرط إقامة شركة صادقة مع الله والحقيقة الواقعة التي يؤكدها الواقع ويؤكدها الاختبار أنه عندما يدخل المسيح من الباب يهرب النكد من النافذة... ولكي يكتمل البناء لا بد أن يدرك الزوجان أنه «إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ» (مزمور 127: 1 ). ولا بد أن يدرك الجميع أن البيت الذي لا يوجد فيه مكان للمسيح لا يكون من نصيبه إلا القول المؤسف «هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا» (متّى 23: 38). وما أصدق ما قاله خادم من خدام الله ناصحاً زوجين في ليلة العرس. عليكما بإقامة مذبح الصلاة في بيتكما فإما أن يكون هناك مذبح أو تكون هناك مذبحة.

إذاً يا أحبائي أن السبب الأول وراء انعدام السعادة في الحياة الزوجية هو انعدام المذبح العائلي، ففي اليوم الذي يبدأون بإقامة مذبح الصلاة وتجتمع العائلة حول عرش النعمة يبدأ الصفاء ويبدأ السلام وتقوم السعادة الزوجية على أسمى وأعظم مستوى.

السبب الأول وراء انعدام السعادة في الحياة الزوجية هو انهيار المذبح العائلي.

2 - والسبب الثاني هو عدم التوافق والانسجام... تُرى ما هي الحياة الزوجية السعيدة... ماذا تكون... ما هو تصورنا إليها وما هي مواصفاتها وما هي شروطها، صلة الأساس فيها هو أن يحاول فيها كل من الزوجين أن يتفهم طباع ونزعات ورغبات وميول الآخر... ذلك أن المحبة الحقيقية لا تسقط أبداً ولا تفشل أبداً ولا تعجز أبداً.

أيتها الزوجة المسيحية حاولي أن تكتشفي زوجك. ادخلي إلى أغوار نفسه افهمي رغباته ادرسي طباعه لاحظي تكوينه تعرفي على ما يحب فتأتينه. وما يكره فتتجنبينه. وكذلك أنت أيها الزوج المسيحي تعرف على حقيقة زوجتك ادرس طباعها وميولها استكشف ما يجعلها سعيدة راضية قريرة العين مجبورة الخاطر.

يبقى السبب الأول وراء تحطم السعادة في الحياة الزوجية هو انهيار المذبح العائلي والسبب الثاني عدم التوافق والانسجام.

3 - ويوجد سبب ثالث قد تتحطم بسببه السعادة الزوجية وهو التغيير او التغير عن الصورة الأولى... ماذا نقصد بهذا، لا شك أنه قبل الزواج وعند تلاقي قلبي الزوج والزوجة لأول مرة وخلال فترة الخطبة لا شك أن في هذه الفرصة قد تكونت صورة جميلة حلوة لكل من الزوجين في ذهن ونظر وقلب الآخر. وهذه الصورة الجميلة الحلوة كانت هي الأساس. يا ليت يا أحبائي ان نستبقي على الصورة الأولى الذي رسمها ووضعها كل واحد فينا للآخر. فيا أيها الأزواج حافظوا على صورتكم الأولى واستبقوا على هذه الصفات التي بمقتضاها تم التلاقي بينكم وبين شركائكم ولا تجعلوا من الزواج ختاماً لقصة حب قامت على خداع وغش، بل بداية لصداقة أعمق وأكبر تستمر مدى العمر بل وتبقى أنشودة على شفاه أبنائكم من الأجيال اللاحقة.

4 - السبب الرابع في تحطيم السعادة الزوجية هو انشغال الواحد عن الآخر... الذي يحصل هو أن الواحد بعدما يتزوج وتمر الأيام يدخل في تيار مسؤوليات وأعمال ضرورية ومشروعة ومهمة كأن يكون عمله أو عملها، تربية الأولاد أو الاهتمام بالبيت. هذه مسؤوليات مطلوبة ومشروعة ومقدسة لكن إذا شغلت الواحد عن الآخر تماماً تحصل الجفوة والنفور والمشاكل.

5 - والسبب الخامس الذي بسببه تتحطم السعادة الزوجية هو نسيان المجاملات الصغيرة... كثير من الأزواج يستهترون بهذا الأمر كأن يقولوا نحن كبرنا على هذا الكلام. كم تتألم الزوجة عندما يمر عيد الزواج الذي ربطها بزوجها. وزوجها ينسى أن يقول لها مبروك، أو يحضر لها حتى هدية... المسألة ليست بالقيمة لكن المسألة في الشعور، والكتاب نفسه يقول: «اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَمُ الْمُوجعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ» (أمثال 15: 1). بمعني الجواب اللين أو الكلمة الحلوة تصرف الغضب.

6 – والسبب السادس الذي من أجله يفشل الزوجان بإقامة حياة زوجية سعيدة... تدّخُل الأهل والأقرباء... وفي هذا السبب ما أجمل ما قاله الكتاب: «مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ» (متّى 19: 5 و6). إن الكتاب الذي قال هذا هو نفس الكتاب الذي قال: «أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ» (خروج 20: 12) ويقصد هنا أن تداخلهم في المشاكل الزوجية شيء مكروه. كما أن الزوج العاقل والزوجة العاقلة هما اللذان لا يسمحان لمشاكلهما وخلافاتهما العائلية أن تخرج عن نطاقهما الخاص... ولا ينبغي أن يكون للزوجان الحساسية المفرطة من جهة الأهل والأقارب... أتمنى أحبائي لكم جميعا حياة زوجية سعيدة ملئها البركة والسلام.