العودة الى الصفحة السابقة
القداسة

القداسة

جون نور


1بطرس 13:1 - 25 «13 لِذلِكَ مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ، فَأَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتَّمَامِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 14 كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، 15 بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. 16 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ 17 وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ، 18 عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، 19 بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، 20 مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، 21 أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ. 22 طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ. 23 مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. 24 لأَنَّ: كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ، 25 وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. وَهذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا».

لقد أصبح عمر الكنسية الآن ما يقارب 2000 سنة وبقدر ما تكون هذه الكنيسة واعية ومدركة لطبيعة الله بقدر ما تكون هذه الكنيسة ناشطة وقوية ومنتعشة وبقدر ما تنحط فكرة الله في الكنيسة بقدر ما ترتد وتبتعد عنه، وبقدر ما تعرف الكنيسة عن الله أكثر بقدر ما تدرك شخصيته أكثر وبقدر ما تدرك كمال وصفات الله بقدر ما تسعى الكنيسة أن تتشبه بالله وهكذا تنمو الكنيسة وتقوى وتنتصر.

عندما تؤمن الكنيسة أن الله روح تصبح كنيسة روحية.

عندما تؤمن الكنيسة أن الله نار تصبح كنيسة نارية.

عندما تؤمن الكنيسة أن الله قدوس تصبح كنيسة مقدسة.

إلهنا قدوس:

فعلينا بدورنا أن نكون قديسين كونوا قديسين وعندما يقول الكتاب كونوا يعني هذا أن هناك إمكانية بأن نكون. الله لا يطلب شيء نحن غير قادرين على صنعه أو عمله وإتمامه. إن فتحت لروح الله المجال لأن يعمل فيك وفي حياتك هو بالتأكيد سيفعل الله قدوس فعلينا بدورنا أن نكون قديسين.

الله يطلب منا أن نكون قديسين لعدة أسباب أهمها: -

1 - لأني أنا قدوس:

الله قدوس ومنبع القداسة وإشعاع القداسة لأن جوهره جوهر قداسة.

مكتوب عن إشعياء النبي:

إنه عندما رأى الله في الهيكل ورأى قداسته والكاروبيم مع الملائكة تصرخ قدوس قدوس قدوس يقول الكتاب: «فَاهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ، وَامْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا» (إشعياء 6: 4).

إشعياء لم يتمالك نفسه أمام قداسة الله إلا أن يصرخ «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ». لماذا قال إشعياء هذا... «لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ» (إشعياء 6: 5). «هذه هي طريق القداسة» كما اعترف إشعياء بعدم قداسته أمام قداسة الله واعترف بنجاسته أمام طهارة الله، جاء الملاك بجمرة من على المذبح المقدس وطهّر شفتيه.

ليتنا اعزائي المستمعين نتواضع دائماً ونقر بأننا ضعفاء أمام قداسة الله وأنه قدوس فيقدسنا.

الله قدوس:

أ - قال الملاك لمريم: «الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» (لوقا 1: 35).

ب - «إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ» (أفسس 1: 13).

إذاً 1 - الأب قدوس.

2 - الابن قدوس

3 - الروح القدس قدوس

ولأن الله قدوس فهو يقدس المكان الذي يكون في البيت والمؤمن أيضاً.

موسى في جبل حوريب ينظر إلى العليقة الملتهبة والتي لا تحترق والله يصرخ في موسى اخلع نعليك لأن المكان الذي أنت واقف به مكان مقدس لأن الله موجود في المكان، لهذا ان كنا نومن ان الله موجوداً في وسطنا وفينا فلنخلع كل عدم رضا من بيننا وكل دنس الجسد والروح ونكمل القداسة في خوف الله.

الهيكل كان مقدس: لأن الله كان موجود في الهيكل، الله قدوس فلنكن نحن قديسين. «نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ» (1بطرس 1: 15).

وكثير ما يحتار الإنسان ويقول ماذا أفعل يا رب وبماذا أرضيك اعزائي لا بذبائح ولا بتقدمات يمكنا ان نرضي الله لأن ذبائح الله هي روح منكسرة.

مشيئة الله هي أن نكون قديسين.

(أهل كورنثوس) نسوا هذه الحقيقة وتفشت الخطية بينهم ونسوا قول الرسول لهم «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟» (1كورنثوس 3: 16).

أي أن المسيح ساكن فينا. لأجل ذلك يجب أن نكون قديسين. الله لا يرضى أن يسكن في إناء غير مقدس فبقدر ما نتقدس بقدر ما يكون حضوره فينا قوياً ومباركاً.

1 - كونوا قديسين لأني أنا قدوس.

2 - كونوا قديسين لأني أنا فيكم.

3 - كونوا قديسين لأني صانع في وسطكم عجائب.

إذا أردنا أن يعمل الرب في وسطنا علينا أن نتقدس، الله موجود ويريد أن يقدسنا إلى التمام.

الله يا أحبائي أعطانا الإدراك أنه قادر أن يعمل في وسطنا فامتنعوا عن كل شبه شر وروح الله سوف يقدسكم إلى يوم مجيئه.

عندما يقدسنا الله يعمل في وسطنا عملين:

1 - تذكير الآخرين بخطاياهم:

إن كانت حياة المؤمن عادية لا يتبكت الخاطئ ولكن عندما يرى روح الله فينا يتبكت ويتقدس لأن الحياة المسيحية أو جوهر المسيحية هو حياة وبدون الحياة الظاهرة الحقيقة لا ينجذب أحد إلى المسيح.

2 - يذكر المؤمنين بواجباتهم:

واجبنا أن نعيش كما يحق للدعوة التي دعينا بها وأن نعيش كما يحق لإنجيل المسيح في بر وقداسة.

يساعدنا الله أن نكون قديسين لأنه هو قدوس ولأنه فينا وقادر أن يعمل عجائب بواسطتنا. آمين.