العودة الى الصفحة السابقة
نسيت جرتها

نسيت جرتها

جون نور


«وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ» (يوحنا 4:4).

إن قصة المرأة السامرية المذكورة في إنجيل يوحنا بالنسبة للبعض قديمة. ربما سمعوها مرات كثيرة، ولكن اسمعوا ماذا تقول كلمة الرب: إن كلمة الله «هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ.إنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ» (مراثي إرميا 3: 23، عبرانيين 4: 12). إن كلمة الله كمطرقة تحطم الصخر. لكن دعونا نعود للمرأة السامرية هل كانت السامرية خاطئة كما نظلمها نحن؟ لا بد أنها كانت كأي شابة عفيفة طاهرة، ولكن أتى الوقت وسماها الكتاب «الخاطئة» لأنها انحدرت في عالم النجاسة والشر.

ولكن ما هي الدوافع التي دفعت السامرية لكي تخطئ وليس السامرية فقط وخطيتها بل كل خطية، فإن كنت تسرق أو تحلف أو تلعن، فأنت مثل السامرية، «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية 6: 23) ولا يوجد هناك خطية صغيرة أو كبيرة.

ما هي الدوافع التي دفعت السامرية لكي تخطئ، وهل هناك اختلاف بين بيئة السامرية وبيئتنا الآن؟ إن نفس الدوافع التي انحدرت بالسامرية إلى مهاوي الخطية والفساد، هي نفس تلك الدوافع التي تدفع بنا وبشبيبتنا في هذه الأيام إلى حياة الشر.

عزيزي المستمع الدافع الأول لخطية السامرية هو:

1 - البيئة:

لقد كانت تعيش بين أناس لا يفرقون بين الخير والشر، والكتاب يقول: «إِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ» (1كورنثوس 15: 33). ربما نقول إن البيئة التي نعيش فيها تجرفنا بتيارها الفاسد. ورغم عنا نحن نوجد في هذه البيئة، السمك أيضاً يسير مع التيار لكن رغم التيار يشق الموج ويسير بعكس التيار.

فإن كنت إنساناً مؤمناً أنت كالسمك تشق تيار العالم وتسير مع الرب يسوع.

الله يستطيع أن يجعلك قديس رغم البيئة. لقد كانت البيئة في بيت قيصر فساد وخطية لكن حتى في بيت قيصر كان هناك مؤمنين. يقول الكتاب المقدس للكنيسة يسلم عليكم المؤمنين في بيت قيصر.

عندما تأخذ يسوع رباً لحياتك يجعلك قديس في أي وسط تكون موجود فيه، لقد ضاعت السامرية بسبب البيئة ولأنها انجرفت مع التيار ولم تسر بعكسه. هل تشاطر العالم جنونه وفنونه وأساليبه. أم هل تشق طريقك مع المسيح متحدياً عناصر البيئة.

ضاعت السامرية أيضا بسبب:

2 - إهمال خدام الدين:

حتى في زمن يسوع كان هناك تعصب ديني، يسوع يتكلم معها. فتقول له أنت يهودي وأنا سامرية، كثير ما تكلم الناس عن يسوع فيجيبونك:

أنت من أي كنيسة، ما هي طائقتك، نحن لا نكلم الناس عن طائفة ولا عن كنيسة نحن نقول للناس أن يسوع يغيريك ويتوّبك ويعطيك حياة جديدة.

أناس تحب الكنيسة أكثر من رب الكنيسة وتحب العقيدة أكثر من صاحب العقيدة.

لقد وقف خدام الدين على الباب ولا جعلوا الذين يريدون الدخول أن يدخلوا والذين يريدون الخروج أن يخرجوا. ويقول الكتاب الويل لمن تأتي به العثرات.

لقد ضاعت السامرية بسبب إهمال خدام الدين.

وضاعت السامرية بسبب:

3 - إهمال الأب والأم:

أهملها أهلها، وسارت في طريق الشر والخطية. أحبائي أولادكم أمانة في أعناقكم، والرب أعطاكم إياهم ليس ليكونوا وقود لجهنم بل ملك للرب.

هل نفتش على أولادنا ونرى ماذا يفعلون، لنعلم ان أول ما تعطوه وتعلمونه لأولادكم سيبقى معهم إلى الأبد. هناك أناس خطاة أكثر من السامرية لقد ضاعت السامرية بسبب إهمال الوالدين عزيزي المستمع وضاعت السامرية أيضاً.

4 - بسبب إهمالها:

لقد وضعت الرب خلفها، لا أحد يراها ونسيت أن كل شيء عريان ومكشوف أمامه، وإن عيناه تخترقان أستار الظلام، ليلاً ونهاراً، خرجت في الظهيرة لتستقي ماء. وليس في الصباح كما هي العادة خوفاً من خطاياها، ووجدت هناك شاباً جميل المنظر، يسألها أن تعطيه ليشرب، لقد نسي يسوع ماضي هذه المرأة وسألها أن يشرب.

لكن من غباوتها تقول له كيف تطلب مني ان تشرب... وأنت يهودي وأنا سامرية، ويسوع يتغاضى ويتناسى ما قالت ويقول لها لو كنت تعرفين... لطلبت ماء الحياة. وأيضاً تجاوبه بغباوة، كيف هذا والبئر عميقة ولا دلو عندك.

هو يكلمها روحياً وهي تجيبه جسدياً. وتفكيرها كله جسدي هو يقول لها كل من يشرب من ماء العالم يعطش ولكن من يشرب من ماء الحياة لن يعطش إلى الأبد، وهي فكرت بأنها إذا أخذت من هذا الماء لن تحضر إلى البئر، ولن تسمع سخرية وتعليقات الناس.

ويسوع يقول إن كنت تريدين أن تشربي اذهبي وأحضري زوجك، تجيبه زوجي – ليس لي زوج، كذبت، ويجيبها يسوع بالصدق تقولين «كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ» (يوحنا 4: 18).

تكذب. وكذب العالم هذه الأيام أصبح موضة ومداهنة.

اكتشفت أنه نبي، فتابت والرب رحمها، وذهبت تصرخ في المدينة بكم صنع بها الرب ورحمها، ومن فرحتها نسيت أنها أتت لتستقي ماء، وصارت تصرخ: «هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ» (يوحنا 4: 29).

عزيزي المستمع هل يسوع بالنسبة لك سيد، أم نبي، أو مسيّا، لقد عرفته السامرية مخلصاً لحياتها، فنسيت كل شيء وركضت. ويسوع سينسيك الماضي. ويجعلك إنساناً جديداً فهل تأتي إليه؟