العودة الى الصفحة السابقة
أهمية قراءة كلمة الله

أهمية قراءة كلمة الله

جون نور


أحب أن أسألكم عما إذا كنتم تقرأون كلمة الله الكتاب المقدس بانتظام. لا أعني بهذا مجرد قراءة الكتاب معاً في أوقات الأكل حينما تجتمع الأسرة كلها معاً، لكن إذا كنتم تقرأونه أيضاً لأنفسكم وأنتم في حالة انفراد. إنه من الأهمية بمكان أن تفعلوا هذا. وعندما لا يفعل الانسان المؤمن هذا، فهو سوف لا يستمر في العلاقة مع الله وبالتالي يكون محروماً من السعادة الحقيقية.

ونحن بهذا لا نبالغ أبداً في أهمية الكتاب المقدس، لأنه كلمة الله. إنه فقط بواسطة الكلمة نصل إلى معرفة الله ومعرفة أفكاره. في العهد القديم أعلن الله ذاته بواسطة الكلمة التي تكلم بها وأعطى أن تسجل هذه الكلمة كتابة. هناك أخبرنا بمن هو، وبما قد فعله، وبما سيفعله، وكيف يمكن للإنسان أن يخدمه. ثم أتى الابن إلى الأرض وخبر عن الله وكلماته وأفعاله وذلك بواسطة الكلمة فقط. كما أن الله الروح القدس أيضاً الذي هو الآن على الأرض، والذي يسكن في جميع المؤمنين، يعلن كل شيء بواسطة الكلمة.

لذلك فإنه أمر غير طبيعي إذا كان المؤمن لا يحب الكتاب المقدس. إن نموه في النعمة ومعرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح مرتبط تماماً بمحبته للكلمة وباستخدامه لها.

إن كلمة الله تستحضر ضمير الإنسان الخاطئ إلى نور الله. وبهذا يرى الإنسان حقيقة نفسه ويدين نفسه، معترفاً بخطاياه أمام الله. هذا هو الرجوع إلى الله. وبواسطة هذا الحكم على الذات يتطهر قلب الإنسان كما أن الروح القدس بواسطة الكلمة ينتج فيه حياة جديدة إلهية.

إن الطريق الوحيد للنمو والحصول على حياة روحية سليمة وصحيحة، هو أن يكون لنا الغذاء والقوت اليومي بانتظام في كلمة الله.

تقول كلمة الله الكتاب المقدس "بم يزكي الشاب طريقه؟ يحفظه إياه حسب كلامك…… خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك… سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي"

"سيف الروح الذي هو كلمة الله"(أف 17:6). "فأجاوب معيري كلمة. لأني اتكلت على كلامك"(مز 42:119). كيف استخدم الرب يسوع هذا السيف! لقد واجه كل هجمة من الشيطان بكلمة "مكتوب" (لو 1:4 – 13). والنتيجة أن الشيطان كان لا بد أن يهرب. إنه عديم القوة أمام كلمة الله. لكن الرب استخدم الكلمة أيضاً ضد الناس "أليس مكتوباً؟" (يو 34:10). "إذاً ما هو هذا المكتوب…؟" (لو 17:20).

"لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونيّاته. وليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا"(عب 12:4 و 13).

هذا هو السلاح الوحيد الذي لنا سواء للدفاع ضد الشيطان والعالم أو للهجوم على الأعداء. ويجب ألا ننسى أبداً أنها كلمة الله الحي، ولذلك فلها قوة في ذاتها. وحينما نستخدمها فإن هذه القوة الإلهية سيشعر بها كل شخص نستخدمها ضده. حتى لو كان الشخص الذي نتحدث إليه لا يعترف بها ويظل في الظاهر غير متأثر أو مستمراً في عدائه، لكن رغم ذلك فإن ضميره سيقنعه أن ذلك الذي قد قيل هو الحق.

وسيلة التطهير

كلمة الله أيضاً هي الوسيلة الوحيدة التي بها نتطهر ونتقدس "كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة" (أف 25:5 و 26). "قدسهم في حقك. كلامك هو حق" (يو 17:17). إنه فقط بالتطبيق المستمر لكلمة الله على سلوكنا وطرقنا تتطهر حياتنا، وبذلك فقط نكون منفصلين عن كل شر. إن شفيعنا عند الآب يغسل أرجلنا بواسطة الكلمة (1يو 2:2، يو 13). لكن مسئوليتنا هي أن نسمح له أن يغسل أقدامنا.

"خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك"(مز 11:119). "أيضاً عبدك يحذر بها وفي حفظها ثواب عظيم. السهوات من يشعر بها؟" (مز 11:19 و 12).

"أنت أوصيت بوصاياك أن تحفظ تماماً"(مز 4:119). "في حفظها ثواب عظيم" (مز 11:19). "إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته"(يو 10:15). "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" (يو 23:14). "فإن هذه هي محبة الله أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة" (1يو 3:5). نرى من هذا ما يعطيه الله من أهمية لمعرفة كلمة الله وإطاعتها. وإذا فعلنا هذا سيكون سؤل قلوبنا "يارب ماذا تريد أن أفعل؟".

إن أول خطية ارتكبها الإنسان كانت عصيان كلمة الله. نعم إن الخطية هي عمل شيء ما بدون التفكير في حقيقة أن الله له سلطان علينا. إنه فعل الإرادة الذاتية (1يو 4:3). وهكذا كل ما نفعله بدون الاستفهام عن مشيئة الله وإخضاع أنفسنا لها ما هو إلا الخطية.

ربما يشكو أحد أن ذهنه يشبه الغربال الذي لا يستبقي شيئاً، حسناً، رغم أن الغربال لا يمكنه حجز الماء، لكن على أي حال يصبح نظيفاً نتيجة لسريان الماء خلاله. إن الماء يزيل كل القاذورات. هكذا الأمر مع كلمة الله أيضاً. لكن لا تقرأ فقط الكلمة، بل الهج فيها أيضاً. استعمل بشكر بعض التفاسير الجيدة التي تستطيع أن تحوز عليها. لكن امتحن كل شيء بواسطة الكلمة نفسها. ولا تدع أبداً أي تفسير أن يأخذ مكان الكلمة نفسها. هذا سيكون في الحقيقة عادة سيئة جداً.

"يا ابني إن قبلت كلامي وخبأت وصاياي عندك. حتى تُميل أذنك إلى الحكمة وتعطف قلبك على الفهم. إن دعوت المعرفة ورفعت صوتك إلى الفهم. إن طلبتها كالفضة وبحثت عنها كالكنوز. فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة الله"(أم 1:2 – 5).